كم هى بسيطة أحلام الغلابة الذين إنتقلوا للسكن فى عين الحياة وجاء بعضهم من أخر مصر حيث الصعيد الجوانى بعد أن قست عليهم الحياة منهم من طرد من عملة بعد 45 سنة خدمة وكل حلمه المتواضع أنبوبة بوتاجاز وغسالة ومنهم من يعش فى غرفة واحدة فقط بسقف خشبى ويعول أحفاده الأيتام ويحلم بإجراء عملية جراحية فى عينة. إنهم "أهالينا الطيبن" تنقل أهل مصر مأساتهم فى التحقيق التالى:
حملة أهالينا الطيبين" هى صوت البسطاء والكادحين من أبناء هذا الوطن، الذى تنقله "أهل مصر" بكل حيادية، وهى فى الوقت ذاته مشاركة منَّا للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى يوجه دومًا جميع وزراء ومسئولى حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، بمراعاة الفقراء والإستماع إليهم، والعمل الفورى على حل مشاكلهم.
مأساة تحية بائعة الشاى
بدأت تحية محمد عبد الوهاب كلامها قائله: أوعي تجبوني علي التليفزيون، وهي تبلغ من العمر 51 عامًا، أسكن فى منطقة الحياة من زمان (بقالي عمر ثاني ) وكنت أسكن فى الصعيد وبالتحديد بني سويف وإنتقلت إلى القارة بعد زواجى .
وتابعت تحية قائلة يوجد لدى بنتين متزوجين، توفيت إحدهن، وتركت إبنها معى لكى أقوم بتربيته (إبن بنتي يتيم أم وأب عايش معي هنا)، وبسؤال محرر "أهل مصر" عن كيفية المعيشة في عين الحياة أجابت "زى ما أنت شايف كده يا إبني أنا ببيع شويه شاي".
وأضافت صاحبة الخمسين عام قائلة: أعانى من المرض ويوجد مياه على عينى، ونظرى ضعيف لا يساعدنى على العمل فعندما كنت أقوم بتجهيز المياه للشاى سقطت على وتسببت فى حروق كبيرة فى رجلى، وأكملت ليس لدى راجل أستند عليه ولا ولد، والحمد لله على كل شئ.
وقالت: أن سقف البيت مصنوع من الخشب، وتتساقط الأمطار فى الشتاء من خلال الثقوب الموجودة فيه، مما يتسبب فى حدوث ماس كهربائى، مضيفه أنه لا يوجد سوى 320 حنيهًا معاش التضامن، فهو لا يكفينى فى المعيشة، وأردفت أكفل حفيد وفى بعض الأوقات تأتى بنتى وزوجها لتأكل عندى عندما يضيق بها الحال.
ترى تحية صعوبة في نقلها من المكان بسبب أكل عيشها وأنها لا تسكن بالإيجار فالبيت ملكها،وأنها لوإنتقلت إلي مكان آخر وأخذت شقة دفع قيمة الإيجار 500 جنيهًا، وأن تجديد المكان أفضل بالنسبة ليها، لان أهل الخير يدلفون إلى المكان يوزعون النفحات والوجبات.
طلبت تحية أن تُصلح السقف الخشبي، وتُجري عملية في عينها، تريد أن تحج بيت الله "أنا نفسي أحج بيت الله يا ولدي".
"أبويوسف" طردوه وزوجتة بعد خدمة 45 سنة
"أبو يوسف" من اللائي يقطن منطقة عين الحياة من 18 عامًا، فهو يبلغ من العمر 76 عامًا، حكايته أنه كان عاملا فى نادي الدرب الأحمر وتزوج عرفي من زميلته في العمل التى كانت تتقاضي أجرًا أقل من العمال كلهم، وطُرُد هو وزوجته من النادى ولم يكن يعرف سبب طردهم، بعد خدمة أكثر من45 سنة ،وزوجته الأن مريضة بالكبد وتعالج بالقصر العيني.
وبسؤال محرر "أهل مصر" عن كيفية المعيشة أجاب قائلًا الحال زى ما أنت تراه وأهل الخير بيعطفوا على،كل اللي بيخش ليا هم 500 جنيه، لا يوجد دعم من الدولة ولا معاش وأن رئيس مجلس إدارة النادي وعده بالتثبيت وبعد خدمة النادي 45 سنة طرُد منه "عملي استمارة ستة " وكنت أعمل في النادي كل حاجة بمفردي ولما بذهب إليه يعطيني 10 أو 20 جنيهًا "والله العظيم كنت شايل النادي لوحدي ولما أروح له يديني 10 جنيه"، وبدفع إيجار للغرفة التي يقطنها قيمته 250 جنيهًا .
وفى يوم من الأيام أراد"أبو يوسف" أن يأكل فذهب ليأتي بالخبز، وعندما رجع لم يجد أسطوانة الغاز فهو يعاني من النشالين، الذين يسرقون البيوت، فقد سُرق منه تليفونين وأسطوانة غاز، فأصبح يقعد في الغرفة ولا يخرج منها خوفا من أن يُسرق ثانيًا "كنت بجيب عيش من المساكن جيت ملقتش الأنبوبة، ومش عارف أروح كده ولا كده".
وقال أنه ظل بدون طعام أربعة أيام نظرًا لعدم وجود مال يشتري الطعام "والله العظيم قعدت أربع أيام من غير أكل ومردتيش أقول لحد إديني نأكل ممعيش فلوس أعمل ايه، أخر 100جنيه أديتها لصاحبة البيت" وجاءت مطالب "أبو يوسف" بسيطة للغاية ، فهو يتمني أن يسكن في مكان يليق بالحياة الآدمية، ويطلب أن أحد يُصلح له الغسالة لكي يغسل ملابسه وأسطوانة الغاز التي سُرقت منه "لو حد يكرمني كده ويساعدني بحاجه ويصلح الغسالة ويجيب ليا أنبوبة".