يعانى سكان "عين الحياة" بحى الخليفة بمحافظة القاهرة من الحشرات التى أجبرتهم على سهر الليالي، وحرمتهم من أبسط ضروريات الحياة، فهم يقضون حاجتهم فى الخلاء، ويعيشون فى بيوت ليس لها سقف يحميهم من أمطار الشتاء.. حياتهم تفتقد كل معانى الإنسانية والمعيشة الآدمية التى ينعم بها غيرهم من بنى جلدتهم. سيناريو حياة "عين الحياة" أشبه بالقصص الدرامية التى تجسد كل معانى الفقر والذل بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
حملة " أهالينا الطيبين" هى صوت البسطاء والكادحين من أبناء هذا الوطن، الذى تنقله "أهل مصر" بكل حيادية، وهى فى الوقت ذاته مشاركة منَّا للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى يوجه دومًا جميع وزراء ومسئولى حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، بمراعاة الفقراء والاستماع إليهم، والعمل الفورى على حل مشاكلهم.
حجاج: جربت كل ليلة لما تترعب من النوم لا الثعابين والعقارب يقرصوا ولادك؟
"أحمد حجاج" البالغ من العمر 25 عاما، يقطن في عين الحياة منذ مولده، ترك المنطقة منذ فترة، وانتقل إلى أخرى تزوج فيها وأنجب، لكن لظروف الحياة الصعبة لم يقدر على العيش بها كثيرا، وعاد إلى عين الحياة من جديد هو وزوجته وأبناؤه، ليس لديه مهنة ولا يجيد العمل في صنعة معينة، ولذلك يلجأ إلى بيع المناديل في إشارات المرور ليطعم أولاده، وعن أكثر المشاكل التي تواجه المنطقة ويعاني منها يقول "حجاج": أسهر طوال الليل؛ حتى لا تلدغ العقارب والثعابين أبنائي. والمشكلة الأكبر أن المياه التي توجد بالمنطقة غير صالحة للشرب، فهم يعتمدون جميعا على صنبور الجنينة للشرب! وقد سبب لهم جميعا الأمراض الخبيثة والفشل الكُلوي، وعند مشاركتهم في حملة 100مليون صحة اكتشفوا أنهم مصابون بالفيروس، وهذا كله بسبب المياه. وطالب حجاج المسئولين بمعيشة آدمية كريمة من أجل أبنائه، واختتم كلامه "بصوا لنا بعين الرحمة".
3 أسر بأولادهم في غرفة مقسمة لثلاثة أجزاء
"صابر صديق" من مواليد عين الحياة، كان يسكن مع والده في غرفة واحدة منذ ولادته هو وأخواه الاثنان، وعندما توفى والده؛ قسموا الغرفة إلى ثلاثة غرف لكي يستطيعوا العيش بها، وهم جميعهم متزوجون ولديهم أبناء! ويحكي "صديق" عن المعيشة بعين الحياة قائلا "الحياة هنا غير آدمية بالمرة، ومهما أوصف بصوتي مش هيوصل، لازم العين تيجي وتشوف. عايز مسؤل ييجي يبات معانا يوم هنا في المطرة، ويشوف العقارب والثعابين والمية اللي بنشربها، ولا يوجد أي دعم من الدولة إلا التموين ودايخين عليه، كل ما نروح يقول لنا فوت علينا بكرة".
وبالنسبة لتجديد المكان وتطوير العشوائيات يقول صابر إنه تم تغيير أكثر من 5 رؤساء أحياء ولا جديد، فكل منهم يتهرب بطريقته وبوعود زائفة، نرى بأعيننا كل المدن الجديدة التي تنشأ، ونحن هنا لا أحد ينظر إلينا، والله أعلم عندما يأتي الحصر للمنطقة أين ستكون الشقق".
مرفت: حرموني من المعاش.. والعيب في "السيستم"
"مرفت ياسين" تبلغ من العمر 50 عامًا، كانت تسكن فى أحد المدافن بالبساتين، وانتقلت إلى عين الحياة مع زواجها، أخذت تبحث عن أخذ معاش من وزارة التضامن تواجه به ظروف الحياة الصعبة، ولكن لم تقدر على ذلك؛ لأسباب فى "السيستم" بالوزارة وعدم وجود كارت المعاش.
وعن حالتها ومعيشتها فى عين الحياة قالت "ياسين": حالتى صعبة وأنا صاحبة مرض، باشعر بالدوران وأنا ماشية، ما باقدرش أقوم بأى عمل، عندي أولاد متزوجين فى بيوتهم، ولا أحد يسأل علينا منهم، والعيشة هنا صعبة، فى بعض الأحيان نلاقى اللقمة، والبعض الآخر لا تتواجد، نعتمد على بيع بعض الخردة كمصدر دخل (شوية خردا بنجيبها وبنبعها)، وأحلم بزيارة بيت الله الحرام (الكعبة بتجي لى فى المنام يا ابنى).