اعلان

"زي النهاردة" ذكرى علي أمين أول طفل صحفي أخفى نبأ عمله بالصحافة وكتب باسم "السندباد البحري"

ذكرى علي أمين أول طفل صحفي

لم يكن علي أمين الصحفي كبير مجرد طفل درس في المرحلة الإبتدائية والثانوية ليلتحق بكلية الهندسة في أحد الجامعات الأجنبية "شفيلد" حال أغلب الطُلاب الأثرياء في مصر، بل أن الطفل الصغير ظل وراء حلمه ليكون صحفي هُمام رغم رفض والده ووالدته دراسته الإعلام هو وشقيقه مصطفى أمين الذي رافقه في طريق مشواره الصحفي ليُصبحا توأمان الصحافة الأشهر في مصر.

كان الطفل ذو الثامنة أعوام يُهندس ويُخطط كي يصبح رئيس أحد المجلات هو وشقيقه، وكان والدهما يرفض تمامًا عملهم ككُتاب أو صحفيين، بينما صغار السن اختلسوا أوقات نوم والدهم، ليتحسسوا أولى خطواتهم إلى المطبعة التي تعاونا معها لطباعة أول جريدة لهم وهي "الطالب" وكانا الصغيران يحزوا خطواتهم سِرًا، حتى أن كلاً منهما باع ساعته الذهبية من أجل الإنفاق على مصاريف الجريدة إبان دراستهما بالإبتدائية في مدرسة المنيرة.

كان يهزأ بهما كل من يقابلانهما في دور الصحف لصغر سنهما، وكانا في سن 11 عام، يكتبان ويسلمان التقارير لصديق لهم صحفي تُنشر باسمه، وكتب الشقيقان لعدة إصدارات منها "خيال الظل" و"روز اليوسف" و"الفكاهة" و"البرق" التي كانت بداية تعارفهما بالصحفي محمد التابعي.

أثناء دراسته في الجامعة، عمل مراسلا لروز اليوسف وهو طالب بالجامعة، وكان ينشر باسم مجهول، وحقق خبطة صحفية بنشره "نصوص المعاهدة التي يعرضها المندوب السامي في إنجلترا" في مارس 1936، وقتها أرسل رئيس وزراء مصر لمعرفة الصحفي المجهول الذي حقق تلك الخبطة الصحفية، وكان ينشر باسم "السندباد البحري"، وشقيقه مصطفى ينشر باسم "مصمص" لعدم معرفة أسرتهما إنهما يعملان بالصحافة.

كان علي أمين أول من أدخل القصة الإنسانية إلى الصحافة في مصر القصة الخبرية الإنسانية للصحافة، وكان من الممكن أن يجعل قصة محلية بسيطة في صدارة الصفحة الأولى، مثل قصة ليلى عباس، الفتاة المصابة بالسرطان التي قال الأطباء لها إن باقي في حياتها شهور معدودة، فساند قضيتها، وتفاعل مع الجريدة القراء، وطلب أحدهم الزواج بها، وراعت جريدته الزفاف، وغنى عبد الوهاب في هذا العرس، وعقب وفاتها بكى علي أمين، وحمل بريد القراء العشرات من رسائل المواساة. 

كان محمد التابعي يرأس تحرير مجلة "آخر ساعة"، وفاشتراها الأخوان منه سنة 1945 وضموها إلى مؤسسة الأخبار، وفي 7 أغسطس عام 1961 تولى على أمين رئاسة تحرير صحف دار الهلال، و30 مارس عام 1962 رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال، وفي 18 إبريل عام 1964 تولى رئاسة تحرير أخبار اليوم وأصدر مجلة "هي".

طرائف علي أمين ومصطفى أمين

كان الشبه الكبير بين علي ومصطفى مادة لطرائف كثيرة، إذ روى "مصطفى" أحد هذه المواقف الطريفة وقال " كان حسين سري رئيس الوزراء قد أصدر أمرًا بأن لا يستخدم صغار الموظفين الأسناسير في مواعيد معينة، وحدث أن شاهد "سري باشا" علي أمين يكسر هذه القاعدة فعنفه سري باشا فقال "علي".. معاليك فاكرني من؟

ليرد علي " أنا لست بعلي أنا مصطفى رئيس تحرير آخر ساعة.. قفال حسين سري: يا سي مصطفى أنا بهزر.. أنت متصور مش هأعرف علي أمين المهندس الصغير بالدرجة السادسة من مصطفى، تعال إشرب فنجان قهوة في مكتبي وندردش شوية.. يا مصطفي". 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً