على مدار 9 سنوات عكف الحاج "خليفة" على تربية أبنائه الـ5، أربع فتيات وولد سعى كثيرا لإسعاد فتياته وسترهن بعد وفاة الزوجة فتولى مسؤولية الأم والأب معا فما بين متابعة الأم لأبنائها وحرص الأب على تلبية احتياجات أبنائه قدم الحاج "خليفة" رحلة كفاحه بمفرده لتوفير حياة كريمة تجمع ما بين المعاش وكشك صغير يعين على مصاريف الحياة.
رحلة الأم مع المرض
بدأت الحياة تلقى بظلالها الموجعة عقب وفاة الزوجة عقب إصابتها بتليف الكبد لم يترك لحظة واحدة حتى الشفاء لكن القدر لم يمهلها الكثير فزادات أعباء الحياة حتى جمع بين مهام الأب والأم معا وزوج ثلاث فتيات من أبنائه ونجح فى تحقيق حلم زوجته بزواج أبنائها عاكفا على تربية الأبناء دون الحاجة لزوجة جديدة فى لمحة وفاء لزوجته الراحلة.
حكاية الأب المثالي
يقول الحاج "خليفة محمود الحداد"، إننى أبلغ من العمر 64 عاما ولدى من الأبناء 4 فتيات وولد، وعقب وفاة زوجتي كان شغلي الشاغل أربى عيالى خاصة أن حينها كان بعضهن في سن المراهقة فكان على أن أقوم بدورين دور الأم ودور الأب معا وأحمد الله كثيرا فقد قمت بدوري على أكمل وجه بتوفيق من الله، واحترمت عقول أبنائى لكونهم مؤهلات عليا وطلبت منهم أننى لا أعاملهم كأبناء عاديين تفهموا جدا ماذا أريد ويكفى أن نجلتى الصغيرة قالت لي عبارة لن أنساها حيث قالت "يا بابا أنت هل تراقبنا 24 ساعة فقلت لها لا، فقالت فالله سبحانه وتعالى يراقبنا 24 ساعة" ، مشيرا إلى أنه احتضن عائلته حتى يصبح لهم الأب والأم.
واستكمل، "أنني فكرت في الزواج من ثانية لكن ما كان يهمني هم أبنائي ولكن مرات الأب لا أعلم هل ستكون معملتها حسنة معهم أن لا لكنني رفضت فكرة الزواج من ثانية وعكفت وكافحت لتربية أبنائي وحتى لا أقصر في حقهم وأؤدى رسالتي في الحياة، لافتا إلى أنه والدتهم قبل الوفاة كانت تتمنى زواج الفتيات لكن إرادة الله فوق كل شئ وكرمني المولى عزو وجل وأعانني على زواج ثلاث فتيات من أبنائي كيف ومن أين خاصة الوضع الحالي لي لكنه فضل من الله سبحانه وتعالى أتم زواج بناتي".
وأضاف، "نجحت في زواج ابنتى الكبرى شيماء معلمة علوم وكانت تساعد من راتبها في تجهيز نفسها في زواجها ثم زواج ابنتي أسماء ثم ابنتي الثالثة، لافتا أنه يجب على كل ولى أمر أن يختار الزوج الصالح لإبنته موضحا أن الله سبحانه وتعالى كرمنى بزواج بنات من أزواج صالحين فالأهم كرامة ابنتى لدى زوجها".
وأشار الحاج خليفة، إلى أنه يتحصل على معاش 1400 جنيها، وبدأ فى الحصول على قروض من البنوك حتى يتمكن من زواج الابنة الرابعة لافتا إلى أنه تحصل على قرض بقيمة 40 ألف جنيه، وأن ما تبقى منن القرض تركه لابنته الرابعة والأخيرة، مشيرا إلى أن قائمة الزواج الخاصة ببناته الثلاثة تختلف من واحدة للأخرى.
الخروج من الفقر لضمان حياة كريمة
وأردف ، "أنني خرجت على المعاش بسبب إصابتى وإجراء عملية الغضروف وبلغ أول معاش حصلت عليه 67 جنيه حينها كان أطفالى صغار وكان لا يعيننى غير كشك أبيع به الحلوى والأيس كريم وفاترينة صغيرة أبيع بها بعض الأكسسوارات للفتيات وفضل المولى عز وجل علي كبير، مناشدا الحكومة بضرورة مراعاة الفقراء ومحدود الدخل خاصة أصحاب المعاشات لكون الحياة باتت صعبة ويجب أن تقوم الحكومة بالتوازن بين التنمية والعدالة الاجتماعية.
رد الجميل
من جانبه تقول نجلته "أسماء"، إن والدها كان يبذل قصارى جهده ليؤمن مصاريف تعليمهم وأعتبر والدي مثالا للتضحية فهو يقول دائما أنه سيعوض ما فقده في شبابه بمستقبلنا فقد بذل الكثير من اجلنا حتي نصل الي ما نحن فيه، مشيرة إلى أنه كان دوما يساعدني ويشجعني أنا واخوتي على التعليم والوصو إلى أعلى الشهادات علي الرغم من ان اهالي الصعيد لا يهتموا بتعليم البنات كالاولاد وكنت دائما اشعر بنظرات الفخر والاعتزاز لاننا رفعنا راسه عاليا في التعليم والتربية حيث تعمل الأولى مدرسة والاخري صحفية والثالثه مدربة والرابعة في السنة الأخيرة لكلية التربية النوعية.
واضافت "لا أعلم كيف أرد الجميل لوالدي أو أفيه حقه علينا سوي الدعاء له بدوام الصحة والعافية وأقول له أنت بالفعل فخر الأب والسند لنا".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
