جريمة على أرصفة المحروسة.. قصة شابين قتلا بائعة المناديل: "بتلم فلوس كتير"

كتب : حسن أحمد

هنا على أرصفة إحدى شوارع المحروسة، كانت "نادية" صاحبة الـ55 عامًا من عمرها تجلس، تنتظر جنيهًا أو اثنين، من كل من رمق بنظرة العطف والرحمة عليها مقابل علبة "مناديل"، لينتهي يومها، ثم تذهب إلى منزلها بما أكرمها الله، لتمر الأيام والسنوات على هذا الحال، حتى يأتي قدرها على يد شابين، شاهداها تجلس على أرصفة شوارع وسط القاهرة، بحوزتها حقيبة تجمع فيها أموالها القليلة، وأمامها كمية من علب المناديل.

وقف الشابان لثواني، يفكران في حيلة ذكية لسرقة العجوز، أحضر أحدهما، "احنا نحطلها مخدرات في كوباية عصير قصب ويغمي عليها ونسرقها ولا حد هياخد باله"، لم يتردد الشاب لحظة حينما ابتكر زميله "يخرب بيت عقلك"، غير متوقعان أنهما ينهيان على "بائعة المناديل".

وسرعان ماهرعا ليحضرا لها كوبًا ممتلئ من العصير، وضعا بداخله جرعة زائدة من الأقراص المخدرة، "أشربي دي ياحاجة.. انتي بقالك من الصبح هنا وماشربتيش"، لتبتسم الأخيرة في وجهيهما، وتأخذ هديتها دون أن تبالي بأنها قد تكون فخا أو مكيدة، الهدف منها انتهاء حياتها، ليستوليا على كل ماتملك ويفرا هاربين.

وحينما رأى عدد من المارة السيدة العجوز تفقد الوعي، تجمع حولها وسط الشارع، في محاولة منهم لمساعدتها، ليتم نقلها إلى المستشفى، وينتشر الخبر بين أقرانها من الباعة، بأنها لفظت أنفاسها الأخيرة، بسبب جرعة زائدة من الأقراص المخدرة الموجودة داخل علبة العصير.

بدأت التفاصيل، حينما ألقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، القبض على المتهمين، وكان تلقى قسم شرطة عابدين، بلاغًا من إحدى المواطنات "بائعة"، مقيمة بدائرة قسم شرطة منشأة ناصر، بأنه وأثناء وجود عمتها "بائعة" - مقيمة بذات العنوان - بشارع التحرير دائرة القسم، شعرت بحالة إعياء، وقام الأهالي بنقلها لإحدى المستشفيات، وتم حجزها إلا أنها توفيت، وأكدت اختفاء حقيبة اليد الخاصة بالمتوفاة، وعلمها من الأهالي، وجود شخصين صحبتها قبل إصابتها بحالة الإعياء.

وتبين أن المتهمان هما "ماجد ك." و"علي ن."، لهما معلومات جنائية، ومقيمان بمحافظة الشرقية، قدما مشروب للمجني عليها، وعقب تناوله شعرت بحالة الإعياء، واستوليا على حقيبة يدها وهربا.

عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطهما، وبمواجهتهما أقرا بإرتكاب الحادث بدافع السرقة، وقررا قيامهما بوضع مسحوق لعقار منوم بكوب عصير تحصلا عليه من محل عصير بالمنطقة، وقدماه للمجني عليها وعقب تناولها له فقدت الوعي، واستوليا على حقيبة يدها وبداخلها مبلغ مالى قدره 1000 جنيه ومتعلقاتها الشخصية، وأرشدا عن الحقيبة بصندوق قمامة، وقررا إنفاقهما المبلغ المالي، "إحنا كنا عاوزين نسرقها بس، عشان كنا عارفين أنها بتلم فلوس كتير كل يوم وهي قاعدة في شارع التحرير"، بحسب ماجاء في اعترفاتهما.

حُرر المحضر اللازم، وباشرت النيابة التي قررت حبس المتهمين على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل لمدة 4 أيام، وجددها قاضي المعارضات 15 يومًا.