شارك مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، في الندوة التي نظمها معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، لمناقشة "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، فبراير الماضي.
حاضر في الندوة الدكتور كمال بريقع، منسق عام مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف، والأنبا أرميا، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية.
وأكد الدكتور كمال بريقع، أن تاريخ العلاقة بين الأزهر والفاتيكان يرجع لأكثر من ٧٠ عاما، وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية يمثل رسالة تاريخية للعالم أجمع لنشر مبادئ السلام بين جميع البشر، والتأكيد على فكرة الحوار الذي يحترم الذات والآخر، وتأسيس علاقات قوية مع المختلفين في الفكر أو المنهج، وبناء الثقة بينهم لأن العلاقة بين بني البشر تقوم على أساس الود والاحترام والتقوى والعمل الصالح.
ولفت د.بريقع إلى أن فضيلة الشيخ محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر الراحل، تبنى خلال مشاركته في "مؤتمر الأديان العالمي" في لندن عام 1936 الدعوة إلى اعتماد "الزمالة الإنسانية"، كرابطة تجمع بين البشر على اختلاف أديانهم وأعراقهم. وأشار بريقع إلى أن هناك الكثير من أوجه الشبه بين الإمام الطيب والبابا فرنسيس؛ فكلاهما مهموم بآلام البشر ومعاناة المحرومين، ويحمل على عاتقه تحقيق السلم العالمي.
من جانبه قال نيافة الأنبا أرميا، إن وثيقة الأخوة الإنسانية تعتبر تمثيلًا حقيقيًا وتطبيقًا عمليًا، لمعنى الحرية التي هي أثمن حقوق الإنسان، سواء كانت حرية اختيار أو تفكير أو حرية في الحياة، مشيرًا إلى مقولة نيلسون مانديلا الشهيرة "ليس حرا من يهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة".
وأكد الأنبا أرميا، أن كل البشر خلقوا من تراب، وحرية الاعتقاد مكفولة للجميع، مستشهدًا بآيات من القرآن، ونصوص من الإنجيل، كدلائل واضحة ومباشرة، تؤكد على أن كل الديانات تقوم على حرية الاعتقاد، ونشر السلام بين كل البشر، دون النظر إلى الدين أو العرق أو أي نوع من أنواع التمييز.
وتشكِّل وثيقة الأخوة الإنسانية، أحدَ أهمِ الوثائق في تاريخ العَلاقة بين الإسلام والمسيحية، وتعتبر الوثيقة الأهم في تاريخ علاقة الأزهر والفاتيكان، وهي نتاج جهد مشترك وعمل مخلص استمر أكثر من عام ونصف العام، بين الإمام الطيب والبابا فرنسيس، حيث ترسُم للبشرية خارطةَ طريقٍ نحو عالَم مليء بالتسامح والمحبة والإخاء، بعيدًا عن الحروب والنزاعات والكراهية البغيضة وأعمال العنف والإرهاب المروعة.