اعلان

"الجامع الأزرق".. مسجد إبراهيم أغا تحفة معمارية في قلب القاهرة القديمة.. به أقدم منبر رخامي ومحراب من الرخام الملون.. وأغلق بعد زلزال 1992 وافتتح بعد إعادة رونقه في 2015.. صور

يُحكى أن الأمير "شمس الدين آق سنقر السلاري الناصري"، الذي كان يعيش على أرض المحروسة، في عصر المماليك، كان مقربا من البلاط السلطاني، فأحبه السلطان "الناصر محمد بن قلاون" وزوجه ابنته، وترقى في المناصب حتى أصبح نائبًا للسلطان في مصر عام 1342م، وبعدها نائبًا لطرابلس، وفى ظل انخراطه في مناصبه، ومن واقع خبرته في الإشراف على بناء القصور والمساجد السلطانية، تولدت لديه رغبة في بناء جامع له.

مسجد إبراهيم أغا تحفة معمارية في قلب القاهرة القديمة

قرر آق سنقر السلاري الناصري، أن يبني مسجده في قلب القاهرة القديمة، فاختار شارع الطبقة الأرستقراطية في ذلك العصر، بالقرب من قلعة الجبل، حيث تطل واجهته الرئيسية (حاليًا) على شارع باب الوزير، الكائن بحي الدرب الأحمر.

مسجد إبراهيم أغا تحفة معمارية في قلب القاهرة القديمة

قرر آق سنقر السلاري الناصري، أن يبني مسجده في قلب القاهرة القديمة، فاختار شارع الطبقة الأرستقراطية في ذلك العصر، بالقرب من قلعة الجبل، حيث تطل واجهته الرئيسية (حاليًا) على شارع باب الوزير، الكائن بحي الدرب الأحمر.

مسجد إبراهيم أغا تحفة معمارية في قلب القاهرة القديمة

الأمير يشارك بنفسه مع البنائين

بدأ آق سنقر إنشاء الجامع عام 1346م، وأتم بناءه في عام واحد، وشارك الأمير بنفسه وبيده في حمل التراب مع البنائين، وكان تصميمه بالطبع ينتمي إلى الطراز المملوكي وبلغ طوله 100 متر، وعرضه 80 مترا.

مسجد إبراهيم أغا تحفة معمارية في قلب القاهرة القديمة

يتكون الجامع من صحن مكشوف محاط بأربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة، ويتوسط جدار القبلة محراب من الرخام الملون تعلوه قبة ويجاوره منبر رخامي، يعد هو الأقدم من بين المقابر الرخامية القليلة التي تحويها مساجد القاهرة الأثرية.

مسجد إبراهيم أغا تحفة معمارية في قلب القاهرة القديمة

مئذنة فريدة

وألحق الأمير آق بجامعه مكتبة وسبيلا للعطشى، وكان حريصا على أن تكون مئذنة الجامع فريدة ومميزة عن غيرها من المآذن التي كانت تزين سماء القاهرة المملوكية، وبالفعل حوت المئذنة ثلاث شرفات لأداء الأذان.

مسجد إبراهيم أغا تحفة معمارية في قلب القاهرة القديمة

لم يمهل القدر الأمير آق طويلًا، ولم يمنحه وقتا كافيا ليتمتع بتحفته المعمارية تلك، ففى العام الذي أتم فيه البناء كان على موعد مع غضب السلطان حاجي، شقيق زوجته، وابن السلطان الناصر، فأمر بالقبض عليه وحبسه.. ولم يكتمل العام، إلا وقد فاضت روحه ودُفن جسده في مقام بجامعه، الذي احتضنه بعد فترة قصيرة من اكتماله.

مسجد إبراهيم أغا تحفة معمارية في قلب القاهرة القديمة

آق سنقر وإبراهيم أغا

"الأزرق" أو "آق سنقر"، ليسا هما الاسمين الوحيدين اللذين أطلقا على هذا الجامع العتيق، فقد حمل أيضا اسم مجدده "إبراهيم أغا" الذي ضم الجامع مقاما له به ضريحه.

مسجد إبراهيم أغا تحفة معمارية في قلب القاهرة القديمة

في عام 1992، شهدت مصر زلزالها الأشهر في العصر الحديث، والذي تضررت على إثره المباني الحديثة قبل العتيقة، وكان الجامع الأزرق أحد المباني التي تعرضت للضرر، فأغلق لعدة أعوام.

مسجد إبراهيم أغا تحفة معمارية في قلب القاهرة القديمة

وفي عام 2009 خضع الجامع لأعمال الترميم على امتداد 4 أعوام في محاولة لإصلاح ما أفسدته الهزة الأرضية، وبتكلفة بلغت 2 مليون دولار، فتمت معالجة الأحجار، وإعادة رسم الجزء الرخامي الأزرق الذي يميز الجامع، وتجددت إنارة الجامع بالكامل، ثم أعيد افتتاحه في حلة بهية عام 2015؛ ليعود حاملًا ذكرى من زمن بعيد قد مضى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
"العربية" عن مصادر مصرية: إعداد قائمة بأسماء العناصر المصرية المدرجة على قوائم الإرهاب في سوريا