ضمن انشغال أولياء الأمور في العمل ورحلة البحث عن المال للعيش، في ظل تطور الحياة وسرعتها، وانشغال الأم والأب واعتمادهم على أن الدراسة أهم وأدرس ( ذاكر كلمتين يمكن تنفعك)، تتطور التكنولوجيا وتتخطى حدود أبواب المنزل، فلم يصبح الأب أو الأم لهم القدرة على المراقبة الكافية لأبنائهم، حيث لم يصبح الأمر أن يجلب الأب جهاز العاب الفيديو للمنزل و يشتري له الألعاب المسلية التي كان تشغل الأبناء عن أهله.
وفي ظل استغلال الأم انشغال أبنائها بالدراسة واللعب والكرتون لكي تنتبه لأمور منزلها الأخرى (اتلهي عني شويه)، يضيع مجهود الأب والأم و المدرسة وعادات المجتمع و القيم في لحظة فضول الابن بلعبة جديدة على الهاتف، مع استمرار التطور التكنولوجي أصبح الألعاب بأفكار أجنبية تهاجم الدول العربية، وليس فقط لتضييع الوقت بل لتضييع القيم و المبادئ التي تربينا عليها.
العنف والتقليد مع الأطفال
تطور ألعاب الفيديو جيم أصبح يزداد عنفا، وتزداد كل لعبة عن سابقتها دقة في تفاصيل العنف من أسلحة أو طرق قتل أو حتى تدبير أفخاخ، لا تستغل أي درجة من درجات الذكاء وتنميه فقط تنمي عدة سلوكيات تؤثر بشكل مباشر على الطفل و الأسرة، مثل:
- العنف كوسيلة للدفاع أو التنمر أو حتى التعبير عن وجوده.
- الكراهية للغير فلم يتوقف الأمر عند حب المنافسة الشريفة بل وصل لحد الكراهية والأنانية.
- الخيانة والخداع، حيث أن المكيدة و التخطيط مع العمر الصغير تؤثر سلبيا حيث يظن أن الخيانة تعتبر مكيدة لخوض الحرب أو اللعبة.
- الانفعال الزائد، حيث أن بعض الأطفال لا يكتفون بصوت اللعبة في التشويق والحماس بل يلجئون للصراخ والصياح للتعبير عن حماسهم.
- تعمي الألعاب التي تمثل الحرب والقتال الأطفال عن اللعب الأخرى المفيدة، حيث تصبح الأخرى مملة بالنسبة لهم.
- العاب (الاون لاين) وما تجلبه من نتائج سلبية للتعارف على مجتمعات أخرى، فلا يتوقف الأمر على التعارف و الاستفادة من تبادل الثقافات ولكن أصبح الأمور المحيطة و المجال الواسع أمام الطفل يترك له المساحة لفضول اكبر ومعرفة أكثر قد تشكل خطرا على القيم واختلافها عن القيم الأخرى فيما يسمى بالعولمة.
- كما أن الألعاب تجعل من الطفل يحاول التقليد ظنا منه أنه أمر عادي يقلد أبطال لعبته أو الأشخاص الذي يقوم بتحريكها أو حتى تصرفات اللعبة.
مشاكل المراهقة وارتباطتها بالألعاب الإلكترونية
فترة المراهقة وتقلباتها في حياة كل طفل يبلغ هذه المرحلة، والتغييرات التي تحدث ليست كافية أن تنتبهي لها سيدتي، الأهم من هذا كله هو أن تنتبهي من ما يفعله طفلك بالهاتف.
يحادث صديقه ؟ أم منطوي ؟ يتفقد حسابات التواصل الاجتماعي؟ ما الذي يعجب الفتاه و الفتي؟ هل يلعبان الألعاب على الهاتف؟ أي لعبة؟ كل هذه أسئلة يجب أن تكوني على علم بإجاباتها عن أولادك، حيث أن هناك العاب تعتمد بشكل مباشر على تغيير سلوك ابنك أو بنتك و اهتماماتهم.
ظهرت ألعاب كثيرة تثير الجدل فيما تبثه من مشاكل عدوانية أو أفكار غريبة متطرفة لدى الأطفال، وحتى قد تصيب الشباب نفس العدوى.
ولكن ما مصدر الأمان الأساسي الذي تعتمدي عليه دون خوف من أي تجارب خارجية وخوض كل اختبارات الحياة دون أن يتأثر بشكل سلبي منها، بل يكون هو الحامي للمبادئ والقيم التي قمتي بزراعتها فيه.
إن كبر ابنك خاويه .. طرق التعامل مع المراهقين
أبسط الطرق لتحمي ابنك من أن يتأثر سلبيا من تجارب الحياة هو التالي:
- لا تشعريه بمراقبتك.
- لا تسالي بشكل مباشر عن ما يفعل أجعلي ابنك هو من يخبرك.
- دعي المسافة قريبة بينك وبين ابنك لكي لا يقلق من أن يأتي ليحكي لكي.
- لا تقومي بتأنيبه بشكل مباشر عندما يأتي ويحكي لكي عن شيء خاطئ بل انصحيه مثل ما يقوم الصديق أو أخ.
- التربية منذ الصغر على المبادئ الهامة لا تكذب وعوديه على أداء فروض عبادته وكل ما هو تخشى قوله أي هو بشكل أو بأخر به شيء خاطئ.
- ابقي مع ابنك وقت أطول، تحدثي معه باهتماماته أو اهتماماتها.
التربية منذ الصغر كالنقش على الحجر فاهتمي بالسن الصغير سيكون من السهل عليك أن تحتويه وهو مراهق وتجدي ثمار تعبك وهو كبير، فهم ثمار المستقل وسيزرعون أجيال أخرى مبنية على ما زرعته.