أعلن البيت الأبيض مساء أمس عن الجزء الأول من خطة السلام في الشرق الأوسط ، والتي ستشمل ورشة عمل لتشجيع الاستثمار في السلطة الفلسطينية وغزة والمنطقة، حيث ستعقد ورشة العمل الشهر المقبل في البحرين بمشاركة وزراء المالية وكبار رجال الأعمال"رؤية ستتيح للفلسطينيين فرصًا جديدة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة".
ستركز ورشة على ما أطبق عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الازدهار من أجل السلام"، من خلال زيادة الاستثمارات والمبادرات المحتملة التي من المتوقع أن تكون ممكنة في أعقاب اتفاق سلام في المستقبل.
وقال جاريد كوشنر، مستشار الرئيس وصهره ، "إننا نتطلع إلى مناقشة مع رجال الأعمال من جميع أنحاء المنطقة والعالم لبناء توافق في الآراء بشأن أفضل الخطوات التي يمكن للمجتمع الدولي اتخاذها لتطوير الأساس لمستقبل مزدهر، جنباً إلى جنب مع جميع الناس في الشرق الأوسط، يستحقون المستقبل باحترام وفرصة لتحسين حياتهم ".
وأضاف: "لن يتحقق التقدم الاقتصادي إلا من خلال رؤية اقتصادية قوية وإذا تم حل العناصر السياسية الأساسية، ونتوقع أن نقدم رؤيتنا قريبًا حول طرق جسر القضايا السياسية".
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيف مينوتشين: "إنني أتطلع إلى هذه المناقشات المهمة حول رؤية ستوفر للفلسطينيين فرصًا جديدة ومثيرة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة، وسوف تجذب قادة من جميع أنحاء الشرق الأوسط لتعزيز النمو الاقتصادي والفرص المتاحة للناس في هذه المنطقة المهمة".
ستركز ورشة العمل على أربعة موضوعات رئيسية: البنية التحتية، الصناعة، التمكين والاستثمار في إصلاحات رأس المال البشري والحكومة، وستحاول ورشة العمل تجاهل العديد من القضايا السياسية التي جعلت السلام في الشرق الأوسط بعيد المنال، مثل وجود دولة فلسطينية، ووضع القدس، والتدابير الأمنية التي ستتخذها إسرائيل، وأكثر من ذلك، نتيجة لذلك، سيتم دعوة وزراء مالية الدولة لحضور ورشة العمل، ولكن ليس وزراء الخارجية، إلى جانب رجال الأعمال.
وقال مسؤول في ترامب لشبكة سي إن إن "إننا ندرك أنه يجب أن يتماشى مع الخطة السياسية ، لكن هذه ستكون الفرصة الأولى لتقديم تفاصيل حول الخطة الاقتصادية، وأضاف أن هذه ستكون فرصة لإظهار الإسرائيليين والفلسطينيين واللبنانيين أن الرؤساء التنفيذيين يعتنون بهم ويريدون الاستثمار في المنطقة".
قرر كوشنير الدعوة إلى ورشة عمل بدلاً من عقد مؤتمر أو قمة عقب ردود الفعل التي تلقاها من مختلف الأطراف ، بما في ذلك المسؤولون الفلسطينيون.
اقرأ أيضاً.. البيت الأبيض: أمريكا تنفذ أول خطوة من "صفقة القرن"
التمويل من دول الخليج
وقالت صحيفة The New York Time إنَّه من غير المتوقع أن يحضر ترامب المؤتمر في البحرين، وتوقعت أن يرأس وزير الخزانة، ستيفن منوشين الوفد الأمريكي، وأشارت إلى أنه سيتم تمثيل الدول الأخرى المشاركة بالمؤتمر بوزراء المالية، وليس وزراء الخارجية، للتأكيد أكثر على الجانب الاقتصادي.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنَّ الفكرة التي تعمل عليها الولايات المتحدة هي تأمين الالتزامات المالية من دول الخليج الغنية، والمانحين في أوروبا وآسيا، وذلك لحث الفلسطينيين وحلفائهم على تقديم تنازلات سياسية لحل النزاع.
وكان البيت الأبيض قد أشار إلى أنه يسعى للحصول على عشرات المليارات من الدولارات، لكنه لم يحدد رقماً دقيقاً. وقالت الصحيفة إن الهدف هو تأمين 68 مليار دولار للفلسطينيين والأردن ولبنان.
الفلسطينيون رافضون لخطة المنامة
وتُقاطع السلطة الفلسطينية جهود السلام الأمريكية منذ أواخر 2017، عندما قرر ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس "عاصمةً لإسرائيل"، في تراجع عن سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس عاصمةً لدولتهم، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا ضمها إليها في 1981.
وتسعى إدارة ترامب للحصول على دعم الحكومات العربية، ومن المرجح أن تدعو الخطة إلى تقديم مليارات الدولارات كدعمٍ مالي للفلسطينيين، ومعظمها من دول الخليج الغنية بالنفط.
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قال خلال اجتماع حضره جرينبلات بالأمم المتحدة في الآونة الأخيرة، إن الولايات المتحدة تعد على ما يبدو خطة لاستسلام فلسطيني لإسرائيل، وأصرَّ على أنه ليس هناك أي مال يمكن أن يجعل ذلك مقبولاً.
هل ستناقش قمة مكة صفقة القرن
قالت صحيفة "مارييف" الامريكية كشفت وثيقة سرية لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أن السعودية ليس لديها استعداد للتطبيع مع إسرائيل، كما أنها غير موافقة على صفقة القرن التي تعدها الإدارة الأمريكية.
وأشارت الوثيقة، التي وُصفت بالسرية للغاية وتسرّبت إلى عدد قليل من السفارات الإسرائيلية حول العالم، ولعدد من المسؤولين رفيعي المستوى في "الخارجية" الإسرائيلية، إلى أن السعودية لن تقدم الدعم للخطة الأمريكية ما لم تتضمن خطوات تجيب عن المطالب الفلسطينية وتحفظ حق الشعب الفلسطيني كاملاً، وخصوصاً كل ما يتعلق بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
للتعرف على بنود "صفقة القرن" كاملة اقرأ :
وثيقة جديدة لـ«صفقة القرن» تكشف مفاجآت لأول مرة.. ماهي بنودها بالكامل وأين ستكون فلسطين الجديدة؟
وتتناقض هذه الوثيقة مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ المستمرة في الآونة الأخيرة حول إمكانية تطوير العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية والخليجية وتقوية العلاقات معها.
كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو؛ قد طلب من الرياض دعم خطة "ترامب" للسلام في الشرق الأوسط، لكن المسؤولين السعوديين أبلغوه بأنهم لن يدعموا أي خطة ما لم تتضمن خطوات إيجابية تجيب عن المطالب الفلسطينية، وتحفظ حقوقهم بشكل كامل، وتعترف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.