تقع اليابان في أقصى الطرف الشرقي من قارة آسيا، ويتجاوز عدد سكانها 126 مليون و800 ألف نسمة، يعيشون على مساحة تقدر بنحو 377 ألف و972 كم، وتتكون اليابان من العديد من الجزر أشهرها جزر "هونتشو" و"هوكايدو" و"كيوشو"، أما أهم المدن فهي العاصمة "طوكيو" ومدن "كواساكي" و"هيروشيما" و"ناجازاكي"، ويدين أغلب السكان بإحدى ديانات شرق آسيا، وهي "الشنتو"، وإن كان هناك البوذيون أيضا بكثرة في المجتمع الياباني، أما المسلمون فهم قلة.
حضور إسلامي لافت
وعلى الرغم من أن زائر اليابان يشعر لأول وهلة أن هذه البلاد التي يُحْرَمُ أبناؤها من الإسلام، أو التمسك بعقيدة سماوية، لا يمكن أن تقام فيها قائمةٌ لهذا الدين، ما دام سكانها على هذه الحالة من السجود لأصنام "بوذا" الشهيرة، وعبادتهم إياها، إلا أن المفاجأة الكبرى التي سَرْعَان ما يكتشفها الزائر لليابان، أنّ هناك حضورًا إسلاميًّا لافتًا في اليابان، وأنّ من بين ما يحتفلون به شهرَ رمضان المبارك، الذي يتميز بخصوصية كبرى في هذه البلاد، ويقدره على السواء المسلمون، وغيرهم من اليابانيين.
اليابان لا تضطهد أصحاب الديانات
موضع التقدير يأتي من أن اليابانيين لا يضطهدون أصحاب الديانات، ولا يقفون موقف المتعصب ضد أصحاب الأديان الأخرى، وخاصة الدين الإسلامي، والذي يعتبرون سلوكياته متوافقةً مع سلوكياتهم، التي تتسم بالطابع الشرقي.
فرصة لتقديم الإسلام
ومن هنا يجد كثير من المسلمين، سواء كانوا من جنسيات يابانية، أو غيرها، أنّ الشهر الفضيل فرصة كبيرة لِعَرْض الإسلامِ بأهدافه وسلوكياته ومعاملاته، وتقديمه إلى الشعب الياباني، خاصةً وأنَّهُم تَوَّاقُونَ لمعرفة الإسلام، والاطلاع على عاداته وتقاليده، حيث أن البعض يقومون بتجهيز عدد من المنشورات والكتيبات للدعوة إلى الإسلام مترجمة إلى اللغة اليابانية.
الزينة ولوازم رمضان
وقبل بداية شهر رمضان، تتزين المساجد والمراكز الإسلامية بالأضواء، كما يعلق المسلمون العرب الزينة والفوانيس في أماكن تجمعهم، ويصبح الجو مبتهجًا لاستقبال رمضان، وقبل دخول شهر رمضان بنحو أسبوع، يبدأ المسلمون في شراء اللوازم الخاصة بهذا الشهر الكريم وأبرزها المواد الغذائية المختلفة.
رؤية هلال رمضان
ويحرص المسلمون في اليابان على رؤية هلال رمضان، وهناك تقليد متبع منذ فترة طويلة، حيث تصعد لجنة من الأئمة والمواطنين إلى أسطح ناطحات السحاب والمباني الشاهقة في طوكيو، وبعض المدن الكبرى مثل أوساكا، وكيشو، وهيوكودا، ويوكوهاما، لاستطلاع الهلال، وفي حالة تعذر رؤية الهلال، يكون هناك خيار ثاني وهو الصيام مع إحدى الدول الإسلامية القريبة مثل إندونيسيا أو ماليزيا، وبعدها تعلن المؤسسات الإسلامية عن بدء صيام شهر رمضان، ومبادئ الصيام، ومواعيد الصلوات والإفطار.
تقويمًا خاصًا
كما يقوم المركز الإسلامي في طوكيو، وهو مؤسسة إسلامية لرعاية شؤون المسلمين وممارسة الدعوة الإسلامية، بإعلام المسلمين بثبوت هلال رمضان، ويجيب عن استفسارات المسلمين في شتى أنحاء اليابان حول الهلال، ومواقيت الصلاة، والصوم، ويصدر تقويمًا بهذه المناسبة يتضمن أوقات الصلاة، والمواعيد التقريبية للإمساك والإفطار في رمضان، ويوزع على الملتقيات، والمساجد، والمصليات، والتجمعات الإسلامية المختلفة في أنحاء اليابان.
قوائم بالمطاعم الحلال
ويتكرر هذا بالنسبة للعيدين والمناسبات الإسلامية الأخرى، كما يتم توزيع قوائم أخرى بالمطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال، وذلك باللغة اليابانية، ويعاد تعديلها دوريًّا.
ندوة تعريفية
وكذلك تدعو الحكومة اليابانية قبل بداية شهر رمضان أصحاب المطاعم والفنادق إلى ندوة لتعريفهم بطقوس المسلمين خلال هذا الشهر، ولإطلاعهم بالوجبات التي يحللها الإسلام لتقديمها إليهم، وحتى يكون هناك قسم خاص لوجبات المسلمين بكل مطعم.