يؤثر الارتفاع الشديد في درجات الحرارة على النبات، خاصة المحاصيل الزراعية، فقد تؤدي إلى نمو عدد من المحاصيل أو تلفها، حسب مراحل نموها التي تندرج بين نمو خضري، زهري، وثمري، وقد تتسبب فى بعض الأمراض التى تضر المحاصيل الزراعية وتؤثر على الإنتاجية، ومن هنا على الفلاحين مراعاة عدد من التوصيات لمواجهة موجة الحر الشديدة ومعرفة تأثيرها على النبات وخاصة المحاصيل سريعة النضج.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية، أن موجة حارة جديدة ستضرب البلاد حتى نهاية الأسبوع الجاري، فيما يتخوف البعض من امتداد الموجة إلى الأيام الأولى من عيد الفطر المبارك.
وقال الدكتور مجدى صابر أستاذ أمراض النبات جامعة القاهرة، إن الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة التي تشهدها مصر في الفترة الحالية يسبب العديد من الأمراض الفسيولوجية غير الطفيلية التي تصيب النبات، وتساعد هذه الأمراض على ظهور بعض الأمراض الفطرية والبكتيرية والأعفان خاصة أمراض بعد الحصاد والتسويق والتداول.
اقرأ أيضًا.. امتحان التاريخ أولى ثانوى بمدرسة التوفيقية.. استخدام التابلت لحين وقوع السيستم (صور)
وأضاف صابر بـ«أهل مصر» أن الارتفاع فى درجات الحرارة تساعد الفطريات والبكتيريا على الانتشار السريع الذي يؤدى إلى التهام نبات البادرات، وأيضًا عفن المحصول بعد الحصاد، ومن ثم تلف كمية كبيرة من الثمار وتعفنها وسقوطها على الأرض، مما يؤدي لخفض الإنتاج، ويؤثر هذا على التسويق وتصدير تلك المحاصيل إلى الخارج.
وأكد الدكتور مجاهد عمار رئيس مركز بحوث الأرز التابع لوزارة الزراعة، أن الأرز لا يتأثر إلا إذا ارتفعت درجة الحرارة عن 40 درجة مئوية، موضحًا أن الأرز حاليا فى مرحلة المشتل «البادرة» وتكون حساسة إلى حد ما، لذلك فإن درجة الحرارة المرتفعة تتسبب فى حرق حواف الأوراق، وذبول مؤقت للنباتات، لذلك يفضل قيام المزارعين برى الأرض إما فى الليل أو فى الصباح الباكر، والأرز هو أقل المحاصيل تضررًا بالموجة الحارة.
وقال حسين عبد الرحمن نقيب الفلاحين إن الارتفاع فى درجات الحرارة تؤثر بالسلب على جميع النباتات والزراعات، فيؤثر على المزارع من خلال الإصابة بالأمراض المختلفة مثل ضربات الشمس والحمى، وعلى المحاصيل الصيفية التي قد تتعرض إلى هلاك النباتات الصغيرة والسقوط ثمار الفاكهة الصغيرة وتضرر الثمار الناضجة من الثمار سواء فاكهة أو خضروات، فيما يعرف بلسعة الشمس، كما أنها تؤثر على الثروة الحيوانية من الإصابة ببعض الأمراض مثل الاحتباس الحراري.
اقرأ أيضًا.. بدء امتحان اللغة الأجنبية بالشهادة الثانوية الأزهرية
وأشار أبو صدام إلى ضرورة الري ليلا أو فجرا لترطيب التربة للنباتات وتعويضها عن النقص الشديد من المياه بسبب الزيادة الكبيرة في درجات الحرارة، لافتا إلى ضرورة الري وتوفير الماء للمواشي والدواجن وعدم تعرضها لأشعة الشمس المباشرة.
وأوضح «أبوصدام» أنه ومع مواكبة ارتفاع درجات الحرارة لموسم حصاد القمح يرجي الحذر من إشعال النيران بالقرب من المحاصيل لتفادي الحرائق، مشيرا لضرورة توخي الحذر في استخدام المواد سريعة الاشتعال كالبنزين والسولار، وعدم الري النباتات في أوقات الظهيرة وعدم استخدام آلات الحصاد الآلي وماكينات الري أو آلات الدرس والحرث طوال مدة سطوع الشمس، تلافيا لأضرار الجسيمة التي قد تنجم عن الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.
وأكد محسن محمد أحد المزارعين بمركز طوخ محافظ القليوبية، والحاصل على بكالوريوس زراعة، أن درجات الحرارة من أكثر العوامل المؤثرة على النباتات بصفة عامة، وذلك باختلاف نوعية النبات، وتوجد النباتات التى تنمو فى درجات حرارة مرتفعة، ونباتات تحتاج إلى درجة حرارة معتدلة وهى التى تتأثر بالارتفاع الشديد في درجة الحرارة.
وأضاف محسن أن كل نبات يحتاج إلى كمية ضوء وحرارة معينة، فإذا اختلفت هذه الكمية التى تدخل النبات بياثر عليه ويسبب له أضرار كثير مثل انخفاض درجة الحرارة يؤثر على الذرة والبطاطس و يحول النشا لسكريات وتتسبب في تلف براعم نباتات الفاكهة كخوخ، أما الارتفاع فى درجات الحرارة يكون لها تأثير كبير لأنه يكون مصحوبًا برياح شديدة أو جفاف مما يقلل من أخذ إعطاء النبات لاحتياجاته المائية، ويزيد من عملية التبخر مما يجعلنا نستهلك الكثير من المياه فى الرى، وينتج عنه فشل فى عملية التلقيح والإخصاب وقلة عدد الثمار.
وعن المحاصيل التى يمكن أن تتأثر بارتفاع درجات الحرارة قال «محسن»: ارتفاع درجات الحرارة تؤثر على الإجهاد الحرارى للنبات وخاصة نبات الطماطم فى مراحله المختلفة «الأزهار أو الإخصاب أو العقد»، ودرجة الحرارة التي ينمو فيها نبات الطماطم لا تزيد عن 32 درجة مئوية، لأن هذه الدرجة يتوقف عليها سرعة الانبات ونسبته، ولو زادت عن هذا الحد يصيب النبات بأضرار عديدة منها ضمور البويضات، وجفاف حبوب اللقاح وحدوث عقم وممكن أن تصل إلى مرحلة الانعدام، مما يسبب كوارث وخسائر فادحة للمزارع.