قبل دقائق من أذان الفجر، والظلام يجتاح المكان، وبينما يتأهب المصلون إلى التوجه نحو بيوت الله؛ لأداء الصلاة، كان هناك من استسلم للشيطان، متبعًا أهواءه وغرائزه، بالتخطيط مع فتاة؛ لقضاء ليلة حمراء، ولم تكن تدرك أنها سوف تكون ليلتها الأخيرة، فى أبشع صورها، بعدما لقيت مصرعها على يد شاب؛ خلافًا على ممارسة الرذيلة معه.
البحث عن فريسة
فقبل بزوغ فجر الخميس الماضي، كان "مشمش أ."، البالغ من العمر 23 سنة، يتحسس خطواته بين الشوارع الضيقة؛ باحثًا عن فريسته، إلى أن عثر على فتاة فى ذلك الوقت العصيب، تُدعَى "آية"، وتبلغ من العمر 20 سنة - حسب راوية الشهود - تجول فى أحد الشوارع، فتوجه إليها مدعيًا تقديم العون لها، إلى أن تَملَّكَ من خيوطها، واتفق معها على قضاء ليلة حمراء، فصحبته إلى إحدى الشقق المهجورة فى منطقة العمرانية، وفوجئت بوجود صديقه داخل الشقة. هنا عرضا عليها إقامة علاقة غير شرعية معها وسط الخمور وحفلات الرقص، وعندما رفضت، نشبت بينهم مشاجرة عنيفة، واعتدوا عليها جنسيًّا، وبعد الانتهاء، هرب أحدهما، وطعنها الآخر بقطعة زجاج فى رقبتها، حتى فارقت الحياة.
التفاصيل كما رآها شهود العيان
"أهل مصر" انتقلت إلى موقع الجريمة؛ ليروى لنا شهود العيان تفاصيل الجريمة.. فى البداية قالت "أم ياسر"، 68 عامًا، إحدى سكان العقار، إنها يوم الواقعة كانت تصلى الفجر مع ابنتها. وأضافت "عقب الانتهاء من الصلاة، سمعنا صوت صراخ داخل الشقة فى الدور الأسفل، فأسرعنا لاستطلاع الأمر؛ لنفاجأ بوجود آثار دماء على باب الشقة المهجورة، الذى كان مفتوحًا، وبداخلها صوت فتاة تصرخ وتستغيث، وعندما دخلنا، وجدنا فتاة شابة غربية الوجه ملقاة على الأرض، ومطعونة فى رقبتها، والدماء تسيل فى كل مكان، كما وجدنا زجاجات خمور، وقطع حشيش ملقاة بجانبها. على الفور اتصلنا بصاحبة العقار. وعندما حضرت، لم تتعرف على الفتاة، كانت تبدو غريبة عن المنطقة، فاتصلنا بسيارة الإسعاف، وأبلغنا رجال الشرطة".
الشقة مهجورة منذ 15 عامًا
وتابعت أم ياسر أنها مقيمة فى هذا العقار منذ 50 عامًا، ولكن الشقة التى وقعت فيها الجريمة لا يقيم فيها أحد ومهجورة منذ أكثر من 15 عامًا، وكان ابن صاحبة العقار دائما يحضر ومعه أصدقاؤه فى منتصف الليل، ومن بينهم "مشمش" المتهم، ويتعاطون المواد المخدرة فى هذه الشقة، مضيفة أنها تقدمت بشكوى أكثر من مرة لوالدته من سوء سلوكه، ولم يكن لها أى رد فعل.
طعنها بزجاجة فى رقبتها لرفض معاشرته
وقال "أبو هشام"، صاحب ورشة، وأحد شهود العيان لـ"أهل مصر"، إن هذه الشقة مهجورة منذ 15 عامًا، ونظرًا لأن "مشمش" المتهم كان يعمل فى المنطقة، ويعلم أن هذه الشقة قديمة، تَسلَّلَ إليها ومعه فتاة غريبة لقضاء علاقة جنسية معها، وعند صعودهما فوجئت الفتاة بوجود شاب آخر (صديق المتهم) داخل الشقة، وعرضا عليها إقامة علاقة غير شرعية، وعندما رفضت، اعتديا عليها، ووقعت بينهم مشاجرة عنيفة، إلى أن هرب أحدهما، وقام الآخر "مشمش" المتهم بالاعتداء عليها بطعنها بقطعة زجاج فى رقبتها حتى فارقت الحياة، وهرب وملابسه غارقة بالدماء.
شاهدته يجرى وملابسه غارقة بالدماء
وأضاف "أبو هشام" أنه أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر، شاهد المتهم "مشمش" وهو يجرى فى حالة من الارتباك وملابسه غارقة بالدماء، فأدلَى بما شاهده لرجال الشرطة عندما أتت، وتمكنت من القبض عليه.
التحريات تكشف التفاصيل
كانت تحريات الأجهزة الأمنية بالجيزة قد كشفت تفاصيل ارتكاب شابين لجريمة ذبح فتاة داخل شقة فى العمرانية، حيث تلقت شرطة النجدة بلاغًا بوجود آثار دماء أمام شقة مغلقة منذ فترة طويلة، فانتقلت مباحث قسم العمرانية، وتبين وجود آثار دماء أمام باب الشقة وعلى سلم العقار.
ملاك الشقة أغلقوها لحبس نجلهم
وأفادت التحريات بأن ملاك الشقة أغلقوها منذ فترة طويلة، ويقيمون بمكان آخر، بعد حبس نجلهم فى إحدى القضايا، حتى عثر الأهالى على جثة فتاة "مذبوحة" بداخلها، ولم يعثر على تحقيق شخصية بحوزتها. وتم تشكيل فريق بحث، وخلال ساعات نجحت التحريات فى حل اللغز، حيث تبين أن شابين وراء ارتكاب الجريمة؛ لرفض المجنى عليها معاشرة أحدهما، فسدد لها طعنة برقبة زجاجة.
أقوال المتهمين
وقال المتهمان: الأول "مشمش" يعمل استورجي، ويبلغ 23 سنة، والثانى طالب ثانوى زراعي، ويبلغ 17 سنة، فى التحقيقات التى أجريت معهما، إنهما التقيا المجنى عليها فى شارع الثلاثيني، وعرضا عليها ممارسة الجنس مقابل مبلغ مالي، واصطحباها إلى شقة تَعوَّدَ المتهم الرئيسى "مشمش" على الذهاب إليها برفقة مالكها طالب الثانوى الزراعي؛ لتدخين المخدرات، واختارها لعلمه بخلوِّها.
عاشرت الأول ورفضت الثاني
وأضافت التحريات أن المتهم الرئيسى صعد برفقة الفتاة، وتَوجَّهَ الآخر لشراء بيرة وحشيش، وعند عودته كان انتهى صديقه من معاشرة الفتاة، التى رفضت معاشرة الآخر لتعبها؛ ما أثار غضبه، فحاول إجبارها على ممارسة الرذيلة. ومع استمرار رفضها، كسر زجاجة البيرة، وسدد لها طعنات فى رقبتها أودت بحياتها. وعندما فوجئ الشابان بمقتلها، فرا هاربين، إلى أن تم القبض عليهما.
نقلا من الورقى