يسأل بعض المسلمين المتوجهين للحج هل يمكن مغادة المزدلفة عند منتصف الليل ؟ وحول هذا السؤال يجيب الاستاذ الدكتور على جمعة محمد مفتي الديار المصرية الأسبق أن المبيت بالمزدلفة واجب عند الجمهور، ويحصل الواجب بالبقاء بها ولو للحظة بعد منتصف الليل؛ لأن الحاج بذلك يكون قد قضى أكثر من نصف الليل بها، فيصدق عليه أنه بات بها، وإن كان المسنون البقاء بها إلى أن يصلي الفجر ثم يقف بالمشعر الحرام للدعاء حتى قبيل شروق الشمس، ثم يدفع إلى منى لرمي جمرة العقبة، وورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه واله وسلم رخص للضعفة وللنساء ولأصحاب الأعمال بالدفع بعد منتصف الليل؛ تخفيفا عليهم، ورعاية لخصوص أحوالهم، وفي معنى ذلك كل من يشق عليه الزحام؛ روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أنا ممن قدم النبي صلى الله عليه واله وسلم ليلة المزدلفة في ضعفة أهله".
اقرأ أيضا : هل يحلق الحاج لنفسه أو لغيره بعد انتهاء السعى الإجابة مفاجأة
هؤلاء مسموح لهم بمغادرة المزدلفة عند منتصف الليل بدون المبيت فيها
كما دلت السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام على أن المبيت في مزدلفة أمر مفترض؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بات بها وقال: خذوا عني مناسككم -اللهم صل عليه وسلم- فالواجب على الحاج أن يبيت بها إذا انصرف من عرفات بعد الغروب يقصد المزدلفة فيصلي بها المغرب والعشاء قصرا وجمعا، العشاء ثنتين والمغرب ثلاث بأذان واحد وإقامتين، ويبيت بها حتى يصلي بها الفجر، فإذا صلى بها الفجر جلس بها أيضا يذكر الله ويدعوه مستقبل القبلة، وإن قرب من المشعر فحسن، ولكن كل مزدلفة موقف الحمد لله، في أي مكان منها يذكر الله ويدعو مستقبل القبلة حتى يسفر، فإذا أسفر انصرف إلى منى كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا المبيت واجب عند أهل العلم على الصحيح، وقال بعضهم: يكفي المرور بها، ولكنه قول ضعيف، ويجوز للضعفاء من النساء والصبيان وكبار السن، ومن كان معهم بصحبتهم الانصراف من مزدلفة في اخر الليل بعد مضي نصف الليل،