على مقربة من منطقة تونا الجبل بمركز ملوى جنوب محافظة المنيا، تقع مقبرة «بتوزيرس»، الكاهن الأكبر فى معبد الإله «تحوت»، والتى تعد تلك المنطقة جبانة خاصة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم الصعيد وهو إقليم الأرنب وكانت عاصمته آنذاك الآشمونين، ويقصد مئات الزوار الأجانب لمشاهدة عظمة تشييد مقبرة الكاهن «بتوزيرس» التى نجحت فى إتمام مراسم الزواج الشرعي بين عدة أنواع من الفنون بمعبده.
شيدت مقبرة الكاهن «بتوزيرس»، على شكل دور العبادة المصرية والتى سادت فترة العصر البطلمى فأضحت شكل سائد لعدد كبير من دور العبادة، إلا أن مقبرة الكاهن الأكبر للإله «تحوت»، مزجت فى معالمها الفنية ما بين الفن الهيليني والفن المصري معا، وهى مقبرة ومعبد فى وقت واحد، تحوى المقبرة على العديد دلالات المزاوجة بين الثقافة المصرية القديمة والثقافة اليونانية، فهناك مشاهد تجسد الأعمال الزراعية تجسد الحياة المصرية القديمة، فى حين نرى مشاهد أخرى لأشخاص يرتدون الزى اليونانى، واكتشفت المقبرة للمرة الأولى عام ١٩١٩ على يد العالم الفرنسي ليفافر.
وتعد مقبرة الكاهن الأكبر هى المزار الأول للسائحين الأجانب الوافدين من كافة البلدان الأوروبية، فضلا عن توافد عدد كبير من السفراء الأوروبين برفقة أسرهم لزيارة معالم الحكيم بن سيد الحكماء «بتوزيرس»، والمقبرة ليست فقط للكاهن الأكبر لكنها تضم والده وجده وعدد من أفراد عائلته، الذين شغلوا عدة مناصب كهنوتية كبيرة آنذاك.
يقول أحد مفتشي الآثار بمنطقة آثار المنيا الجنوبية، إنه يتقدم المقبرة طريق عرضه نحو ٤ أمتار وطوله يصل إلي ١٣ متر، ونقشت مناظر الحائط الخارجي على الطريقة الفرعونية، لافتا إلى أن مقبرة بتوزيرس تعد من أهم مقابر منطقة تونا الجبل ، وتضم المقبرة على الحوائط مناظر للماشية وعصر النبيذ ومناظر للزراعة والحرث والصناعة وحصد الغلال.
اقرأ أيضا.. العثور على جثة شاب معاق ذهنيا بجبل ملوي بالمنيا.. بها آثار أسنان حيوانات مفترسة
واستكمل، أنه في السابق كان هناك تابوت للكاهن الأكبر «بتوزيرس»، لكنه نقل إلى المتحف المصرى ، مشيرا إلى أن مقبرة «بتوزيرس» تحوى دهليز أعمدة ويرجع تاريخ المقبرة إلى عام ٣٠٠ قبل الميلاد.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
