تزخر آيات القرآن الكريم بآيات تبين حب المولى سبحانه وتعالى لعباده يقول المولى سبحانه وتعالي في سورة الاية 195 من سورة البقرة : وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، ويقول في الآية 76 من سورة آل عمران : بلىٰ من أوفىٰ بعهده واتقىٰ فإن الله يحب المتقين، ويقول المولي في الآية 159 من سورة آل عمران : فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين، ولكن هل يحب الله فقط هؤلاء الأصناف من البشر؟ هل فقط المتقون والمتوكلون والمحسنون هم الذين يحظون بحب الله تعالى ، وباقي البشر لا يحبهم الله ؟ الله خلق جميع البشر المؤمنون والعصاة، فهل يحب الله فقط خلقه من المؤمنين ولا يحب العصاة ؟ هل خلق الله أناسا لا يحبهم ؟ ولماذا يخلقهم ؟ هل يخلق الله أناسا غير مؤمنين وغير صالحين حتي لا يحبهم ؟
اقرأ أيضا : ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وكل شئ هالك إلا وجهه.. هذا هو تفسير الوجه في الآية
إن الله يحب التوابين هل الله يحب المؤمنين فقط وهل خلق الله أناسا لا يحبهم ؟
يقول المولى سبحانه وتعالى إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، يقول عبد الرحمن السعدي في تفسير هذه الآية إن الله سبحانه وتعالى يحب الذين يدوامون على التوبة من ذنوبهم، فالتوابون هم الذين يداومون على التوبة من ذنوبهم، يقول أبو الحسن الأخفش في شرح معنى التوابين هى من التوب جمع توبة مثل عزمة وعزم، وتاب إلى الله يتوب توبا وتوبة ومتابا : أناب ورجع عن المعصية إلى الطاعة، والتوابين هم كثيرو التوبة كثيرو الذنوب، فالذي يقع في ذنب فهو تائب والذي يقع في ذنوب كثيرة فهو تواب أى كثير التوبة، فالله يحب الذين يكثرون من التوبة بعد أن يكثروا من الذنوب، وفي الحديث النبوي الشريف الذي ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" عن ابن عباس بلفظ : لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون، وهذا الحديث رواه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وفي رواية: "ثم يستغفرون فيغفر لهم" وعزا روايته إلى الإمام أحمد في "المسند".