اعلان

"انا بخير يا أبي التحف منهم" كلمات محمد الدرة الأخيرة قبل استشهاده منذ ١٩ عاماً.. كيف فرقت تلك الأعوام بين انتفاضة 2000 واليوم؟

بعد التقاط المصور الفرنسي شارل إندرلان، المراسل بقناة فرنسا 2، مشهد احتماءه، خلف برميل إسمنتى، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية، قتل محمد الدرة ووالده جمال برصاصة خلال لحظات، وفي تلك اللحظات الفارقة بين عمريهما كان المشهد كالتالي رجل يحمي طفله من رصاص الاحتلال الإسرائيلي الغادر ويرفع يديه ليتوقف الجنود الصهاينة عن توجيه طلقات الرصاص لهما وليعلو صوت محمد الدرة الذي يحتضن والده بشدة ليقول "يارب كفاية" ولكنه لم يلبث حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، ثم يموت لتحيا ذكراه حتى اليوم في العام ال١٩ في قطاع غزة وربوع العالم، جاء ذلك بعد الانتفاضة الفلسطينية عام ٢٠٠٠ لتكون صورة محمد الدرة رمزا للغضب الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال الغاشم.

ماذا قال والد محمد الدرة عن استشهاد طفله؟ 

لمدة 45 دقيقة ، حاول والد محمد عبثًا أن يحميه من إطلاق النار وهو يجلس على جدار خرساني بالقرب من نتساريم في قطاع غزة.

أظهرت لقطات المصور الفرنسي التي عرضت في شريط فيديو مرارا وتكرارا على الشعب الفلسطيني والد الصبي وهو يلوح يائسًا للقوات الإسرائيلية ، وهو يصيح: "لا تطلق النار". لكن الطفل المصاب بالرعب أصيب بأربع رصاصات ، وانهار بين ذراعي أبيه.

كما قُتل سائق سيارة إسعاف حاول إنقاذ الصبي وأبيه ، وأصيب سائق سيارة إسعاف ثانٍ بجروح.

وقال درة ، الذي أصيب أيضًا بجروح بالغة ، إن ابنه توفي "من أجل المسجد الأقصى" ، وهو المكان المقدس في القدس الذي يعتبره الفلسطينيون أرضًا مقدسة وذات سيادة.

شرارة الانتفاضة

19 عاما هي المدة الفاصلة بين الاقتحامات التي يتعرض لها المسجد الأقصى في وقتنا الحالي، وبين ما تعرض له الأقصى بعد وجود أرئيل شارون على رأس حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

اندلعت الشرارة يوم 28 من سبتمبر 2000، عقب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال أرييل شارون المسجد الأقصى وسط حماية مشددة من قوات وجيش الاحتلال.

وتجول شارون حينها في ساحات الأقصى، وقال خلال جولته، إن "الأقصى سيبقى منطقة إسرائيلية" وهو ما أثار استفزاز مشاعر الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين.

وفي اليوم الأول لأحداث الانتفاضة أصيب 25 جنديًا وشرطيًا احتلاليًا بعد رشقهم بالحجارة وعلب النفايات والأحذية من قبل الشبان الغاضبين بباحات الأقصى، فيما أصيب نحو 20 فلسطينيًا بجراح.

وفي 30 سبتمبر أخذت المواجهات نحوا اخر خاصة بعد مشهد إعدام قوات الاحتلال للطفل محمد جمال الدرة في قطاع غزة، بعد أن حاصرته ووالده أمام كاميرات التلفاز وأطلقت النار عليهما.

من هو محمد الدرة؟

ولد محمد جمال الدرة، يوم 22 نوفمبر عام 1988 فى مخيم البريج بقطاع غزة، لأسرة تعود أصولها إلى مدينة الرملة التى احتُلت وطرد أهلها منها عام 1948، كان والده يعمل نجارا، بينما والدته ربة منزل، تعبت كثيرا فى تربية أطفالها فى ظل هذه الظروف الصعبة، ودرس حتى الصف الخامس الابتدائى وأغلقت مدرسته بسبب الاحتجاجات يوم استشهاده.

وقع استشهاد الطفل محمد الدرة،، بينما كان يسير مع والده في شارع صلاح الدين بقطاع غزة، فوجئا بوقوعهما تحت نيران إسرائيلية، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضى الفلسطينية.

.عرضت هذه اللقطة التى استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، وبكاء الطفل وتوسل الأب لمطلقي النيران بالتوقف، وسط إطلاق وابل من النار والغبار، حاول الأب جمال يائسا أن يحمي ابنه بكل قواه، لكن الرصاص اخترق يد الوالد اليمني، ثم أصيب محمد بأول طلقة في رجله اليمنى، ليصرخ، قائلا: "أصابوني"، ليفاجأ الأب بعد ذلك بخروج الرصاص من ظهر ابنه الصغير محمد، الذى ردد "اطمئن يا أبي أنا بخير لا تخف منهم".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً