اعلان

أنفاق بورسعيد حلم أصبح حقيقة.. مشروع مصري نقل سيناء إلى قلب مدن القناة والدلتا.. بنية تحتية تجذب المستثمرين.. وتثبت قدرة الدولة على التحدي والإنجاز (صور)

وبات الحلم حقيقة، وأصبحت "أنفاق بورسعيد" همزة الوصل بين شرق وغرب قناة السويس -أهم مجرى ملاحي تمر منه التجارة العالمية، وكان لها كبير الأثر اقتصاديًا واجتماعيًا من حيث ربط مشاريع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بمينائي غرب وشرق ومنطقة الدلتا عن طريق محور 30 يونيو، بالإضافة إلى توفير الوقت والجهد للأهالي القاطنين بالشرق وسيناء إلى وسط بورسعيد ومنها للقاهرة ومحافظات الدلتا.

وقال عمرو الشافعي، المدير التنفيذي لإحدى شركات الملاحة العالمية، أن أنفاق بورسعيد أسفل المجرى الملاحي لقناة السويس، تساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية لجميع الشركات العالمية الواقعة بالمدينة الحرة والتي تتعامل بشكل مباشر أو غير مباشر مع موانئ غرب وشرق المحافظة.

وأوضح "الشافعي"، أن منطقة شرق بورسعيد والمجاورة لأرض الفيروز "سيناء"، تحظى باهتمام من الدولة بكافة قياداتها التنفيذية حتى أصبحت بالفعل قاطرة التنمية لمصر من خلال مجموعة المشروعات القومية "أرصفة بحرية، ميناء شرق بورسعيد المحوري، المزارع السمكية، المناطق الصناعية، المدن السكانية"، مشيرا إلى أن الأنفاق ساهمت بشكل ملحوظ في الإقبال على الاستثمار بهذه المشروعات، فلقد باتت ملحمة العبور بالمشروعات القومية من خلال تلك الأنفاق.

وأضاف مؤمن يحيى -أحد المتقدمين لمشروع الإسكان الاجتماعي "شرق بورسعيد"، أن والدي كان له رؤية في هذه المنطقة منذ الإعلان عن المشروع والذي اعتبرته بعيدا عن وسط المدينة، ولكنه أصر على أنها منطقة واعدة وستكون مستقبل بورسعيد خلال السنوات القادمة، وبالفعل ومع مرور حوالي 3 أعوام أصبح الحلم حقيقة بأنفاق بورسعيد والتي يسرت كل صعب من طرق مواصلات ووقت وجهد.

وقال أحمد فارس -أحد شباب قرية "أم خلف" بحي الجنوب ببورسعيد، إن أبرز التحديات التي واجهت العاملين في مشروع الأنفاق واعتبرناه إنجازًا حقيقًا هو الوقت حيث بلغ وقت الإنشاءات ما يقرب من ثلاثة أعوام بالتزامن مع التحديات التي تواجهها الدولة من مكافحة إرهاب والتغلب على ظروف اقتصادية صعبة، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات الضخمة التي يتم افتتاحها تباعًا تؤكد أن "مصر تستطيع" وأننا نسير على الطريق الصحيح.

 

ولفت باسل أحمد، شاب من قرى جنوب بورسعيد، أن هذه الأنفاق ستساهم بشكل كبير في توفير الوقت والجهد لدى العاملين بشرق بورسعيد أو سيناء، بالإضافة إلى أنها ستساعد على مواجهة الإرهاب ودرأه تمامًا والقضاء عليه من جذوره بالتنمية والبناء، وأوضح محمد وجدي - أحد شباب بورسعيد، أن المحافظة أصبحت بالفعل قاطرة التنمية لمصر كلها من خلال المشروعات التى يتم إقامتها بالتزامن مع البنية التحتية من طرق وأنفاق وكباري عائمة على مجرى قناة السويس الملاحي، وهذا كله يدعو للفخر كونه صناعة مصرية خالصة.

وأشار إلى أن إنجاز حفر أنفاق قناة السويس يُضاف للقيادة السياسية التي تؤكد يومًا تلو الآخر أنها تسير بطريق البناء والتنمية بجانب محاربة الإرهاب الذي لن يعوق محاور التقدم التى يتم إنشاؤها خلال هذه الفترة.

وقال أحمد فرغلي - عضو مجلس النواب عن محافظة بورسعيد، إن وجود الأنفاق التي تربط الشرق بالغرب يُزيد من الاستثمارات في هذه المنطقة الواعدة التى هي مستقبل مصر، مؤكدًا أن المستثمر أول ما ينظر إليه هي البنية التحتية للمنطقة التي يستثمر بها، ولذلك فإن الطرق والكباري والأنفاق تجعل من منطقة شرق بورسعيد جاذبة للكيانات الاقتصادية الكبرى على مستوى العالم.

وأوضح اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، أن أهمية الأنفاق تتمثل في ربط شبه جزيرة سيناء ومدن القناة خاصة بورسعيد، وكذلك مع الوادي والدلتا، من أجل سهولة الانتقال بالتواكب مع المشروعات القومية العملاقة التي تشهدها منطقة شرق بورسعيد تجعلها قاطرة التنمية لمصر.

ويعود قصة تحقيق الحلم "أنفاق بورسعيد"، عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 16 أغسطس 2015، عن إنشاء أنفاق أسفل قناة السويس بأياد مصرية من شركات وعمال ومهندسين وتحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وحينها تعالت أصوات المشككين وحكموا على المشروع بالفشل وشككوا في إرادة المصريين وعزمهم على بناء دولتهم القوية الأبية.

وحرصت القيادة السياسية ألا تستعين بعمال ومهندسين أجانب بل قامت بشراء 4 ماكينات حفر من ألمانيا تم تصنيعهم خصيصًا لمصر، في أواخر 2015، وفي النصف الأول من عام 2016 تم تركيب أول ماكينة حفر أسفل قناة السويس عقب وصولها ميناء شرق بورسعيد ومنذ هذه اللحظة لم يتوقف العمل في أنفاق قناة السويس على مدار 24 ساعة وتحول المشروع إلى خلية نحل مصرية تعمل لإنجاز المشروع.

وفي مطلع 2018، خرجت ماكينات الحفر من نهاية النفق بعد مرورها أسفل قناة السويس وشهد هذه اللحظة اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية حينها، ووزير النقل الحالي، والذي أكد أن مصر قادرة بإرادة وعزيمة أبنائها الذين كانوا في هذا التوقيت أسفل القناة يصنعون الكتل الخرسانية التي تكون جسم النفق وذلك بعدما تم إنشاء مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية على مساحة 14500 م2 بطاقة إنتاجية قصوى 15 حلقة كل يوم لتبطين جسم النفق ومصنعين لتسليح الحلقات الخرسانية ومحطتي توليد الطاقة قدرة المحطة 18 ميجا وات ومحطتي فصل وتنقية البنتونيت قدرة المحطة 2800 م 3 ساعة ومحطتي خلط الخرسانة ومحطتي الهواء المضغوط قدرة 11 بار ومحطتي خلط مادة الحقن قدرة المحطة إنتاج 30 م3  ساعة من الجروات بالإضافة إلى خزانات مياه أرضية 4 خزانات كل سعة 6000 م 3.

وفي أكتوبر 2018، عبرت شاحنتين كبيرتين الأنفاق وأعلنت الهيئة الهندسية أن المشروع في مراحله الأخيرة، تمر الأنفاق أسفل قناة السويس وتصل إلى جنوب بورسعيد عند علامة الكيلو 19.150 ويشمل إجمالي طول النفق الواحد 3920 مترا ويتم ربط النفقين بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة.

وتعد الأنفاق من أكبر وأضخم الأنفاق بالمنطقة حيث يصل القطر الداخلي للنفق الواحد 11.4 متر وقطره الخارجي 12.6 متر بمنسوب يصل إلى عمق 30 مترا تحت قاع قناة السويس وبالنسبة لنفقي السيارات فأحدهما القادم من بورسعيد والمتجه إلى سيناء والآخر بالعكس يفصلهما مسافة 20 مترا ويبلغ طول النفق الواحد 2.7 كيلومتر بينما يبلغ طول نفق السكة الحديدية 6.7 كيلو متر.

كما تعد الأنفاق ضمن المشروع القومي لتنمية منطقة قناة السويس لربط مدن القناة من خلال السيارات والقطارات لتسهيل الأنشطة التجارية وكتابة مستقبل الصناعة والاستثمار في مصر، وتساهم في تسهيل حركة النقل والتجارة أيضًا من وإلى سيناء حيث ستختصر الأنفاق زمن عبور قناة السويس إلى 20 دقيقة فقط بدلا من الانتظار على المعديات لمدة قد تصل إلى 5 أيام وذلك في إطار ملف تنمية سيناء لتصبح سيناء مرتبطة بالدلتا بشكل كامل.‬

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً