يثير بعض المتشددين الحرج لكثير من المسلمين بالزعم أن احتفال المسلم بعيد ميلاده حرام شرعا ولا تجوز، ويزعم هؤلاء المتشددين إن احتفال المسلمين بأعياد ميلادهم هى شكل من أشكال التشبه بغير المسلمين وبدعة لا تجوز شرعا ، فهل الاحتفال بأعياد الميلاد حرام شرعا ؟ وهل يمكن الاحتفال بأعياد الميلاد وفق معايير شرعية لا تدخل المسلمين في دائرة الحرام ؟ وكيف يكون الاحتفال بأعياد الميلاد شكلا من أشكال الشكر لله تعالى ؟ حول هذه الأسئلة تقول أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية إنه لا مانع من ذلك شرعا؛ لما فيه من تذكر نعمة الله على الإنسان بالإيجاد، على ألا يعد ذلك عيدا ولا يسميه بذلك، وعلى أن يكون الاحتفال خاليا من المحرمات كالاختلاط المحرم وكشف العورات .
الاحتفال بأعياد الميلاد هل هو حرام ؟ وكيف يكون عيد الميلاد شكرا لله تعالى ؟
واستشهدت دار الإفتاء المصرية بما جاء في سورة مريم من كتاب الله الكريم عن سيدنا عيسى عليه السلام: " والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا" ، وبما جاء في الحديث النبوي الشريف ما رواه مسلم في "صحيحه" عن أبى قتادة الأنصاري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه واله وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين؟ فقال: " ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت- أو أنزل علي فيه-"، فأشار بذلك إلى المعنى الذي يقتضي الحكم أن يوم مولد الإنسان هو يوم نعمة توجب الشكر عليها، كما أشار الحديث إلى جواز الاحتفال بأيام النعم كلها، ويستأنس لإظهار الفرح بكل نعمة من باب شكر الله تعالى عليها بعموم قوله تعالى: " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا" .