اعلان

"أي حاجة بجنيه".. باعة جائلون يروون لـ"أهل مصر" تفاصيل رحلة الكسب الحلال داخل القطارات: نسترزق بشكل كبير داخل القطار المميز.. أغلب الكمسرية متفهمون لأوضاعنا ولا يطالبوننا بدفع تذاكر (فيديو وصور)

مع ساعات الفجر، دوت صافرة الإنذار الأخير، فهرع المسافرون لاستقلال القطار، وعبر الأبواب الخلفية ووسط الزحام، صعد البعض حاملين مأكولات ومشروبات زهيدة الثمن بغية بيعها للحصول على قوت يومهم ليعودوا إلى ذويهم ببضع جنيهات عقب رحلة شقاء تمتد لساعات بين جنبات عربات القطار.

رحلة في قطار الغلابة

صبية ومسنون أبطال رحلة الشقاء داخل عربات قطار الغلابة أو كما يطلق عليه قطار الدرجة الثالثة و"القطار المميز"، حاملين علي الأعناق "مطعم متنقل" تارة ومنتجات مختلفة الأنواع تارة أخرى، تبدأ أسعارها من جنيه ولا تزيد عن 10 جنيهات، كادت أن تغرقهم حبات العرق من شد الإجهاد.

"حاجة ساقعة، اروي عطشك يا عطشان"، " بـ2 جنيه كوباية الشاي"، عيش اللي عايز ياكل 4 سندوتشات بـ5 جنيه"، "عسلية بجنيه يا عسلية"، "حزام ونضارة وساعة اتفرج يا باشا اتفرج يا بيه الحزام بـ 10 جنيه".. عبارات عكف "أرزقية" القطار على ترديدها طوال رحلة الشقاء داخل قطار الغلابة متنقلين بين عربة وأخرى.

اقرأ أيضا: بكلمات تُدمع العيون والقلوب.. حماة شقيق محمد عيد شهيد التذكرة "هذا ما قالته عن وفاته"

في شكل نظامي وضعه باعة القطار، يبيع كل منهم بحسب محافظته كي لا يتعدى على رزق غيره من أبناء المحافظات المجاورة، ويبدأ الأرزقية رحلتهم من محافظة الجيزة وحتى بني سويف، ثم يستقلون القطار المتوجه من بني سويف عائدا إلى الجيزة لإفساح الطريق لأرزقية القطار من محافظة بني سويف حتي الوصول إلي محافظة المنيا وهكذا حتى ينال الجميع قسطه من الرزق في عملية تنظيمية حتى يتحصل كل منهم على قوت يومه.

" محمد جاب الله" شاب حاصل على مؤهل عال لكنه لم يجد عملا مناسبا لذا قرر استقلال القطار لبيع الشاي، يقول: داومت على عملي بالقطارات لبيع الشاي منذ أكثر من 4 سنوات أحمل خلالها الماء الساخن وبعض الأكواب البلاستيكية وأبيع كوب الشاي بـ2 جنيه وأعود بنحو 50 جنيها في اليوم بعد رحلة داخل عدد كبير من القطارات منها المميز وقطار الدرجة الثانية.

ويقول محمود بشندي: أخذت المهنة من والدي رغم أن عمري لا يتعدى الـ 15 عامًا لكنني أقوم ببيع العسلية بجنيه واحد وأعرض العسلية على الزبون بمقعده من بداية عربة القطار وحتى نهايتها ولا أفرض على أحد الشراء ثم أعود لجمع ما وزعته من العسلية على المسافرين، ونحن كأرزقية قطار نسترزق بشكل كبير داخل القطار المميز وعدد نادر جدا يستقل قطار الدرجة الثانية المكيفة، وبعض الكمسرية متفهمون لطبيعة عملنا ولا يطالبوننا بدفع أي تذاكر مقابل استقلال القطار بدلا من التوجه إلى أعمال السرقة والتسول التي تجلب أضعاف ما نكسبه بالحلال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً