يذكر بعض الدعاة وأئمة المساجد أن دفن الموتى مكروه في الفترة بين الظهر والعصر. ويحتج هؤلاء بالقول المنسوب للنبى صلى الله عليه وسلم وجاء فيه : حيث ورد حديث " ثلاث أوقات لا تصلوا فيها ولا تدفنوا فيهن موتاكم؛ منها عند قائم الظهيرة " ، فهل نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن دفن الموتى في الفترة بين الظهر وبين العصر ؟ وهل هناك أوقات يستحسن دفن الموتى فيها ؟ وما المقصود بقائم الظهيرة ؟ حول هذه الأسئلة يقول فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، مفتي الديار المصرية السابق، أن النبى صلى الله عليه وسلم كان قد نهى عن الصلاة وعن دفن الموتى في أوقات معينة من اليوم .
اقرأ ايضا .. تشغيل القرآن الكريم في البيت أو المحل بدون إنصات هذا هو رأى الإفتاء فيه ؟
هل هناك أوقات يكره فيها دفن موتى المسلمين وما هو المقصود بقائم الظهيرة ؟
واستشهد فضيلته بما رواه أحمد عن عقبة : "ثلاث ساعات كان رسول الله ينهانا أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب"، وأشار فضيلته إلى أن هذا الحديث فيه نهي عن الصلاة غير ذات السبب السابق أو المقارن وعن الدفن في هذه الأوقات، فأما إن كانت الصلاة ذات سبب سابق أو مقارن؛ كصلاة الفريضة أداء أو قضاء أو سنة الوضوء أو تحية المسجد أو صلاة الكسوف أو الخسوف، أو كان الدفن مستعجلا؛ لخوف تغير الميت أو فساده، فيجوز في كل هذه الأحوال الصلاة والدفن في هذه الأوقات، وهو ما استشهد به فضيلته من أن دفن الميت بين الظهر والعصر جائز مطلقا وليس هذا الوقت من الأوقات التي ينهى فيها عن الصلاة أو الدفن، وإنما المقصود بقائم الظهيرة تلك المدة اليسيرة التي تسبق وقت الظهر مباشرة.