عقب الحريق الذى وقع فى سوق العتبة يونيو الماضى، قامت الحكومة بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بوضع خطة تطوير للسوق، والعمل على إعادة الوجه الحضارى للمنطقة العريقة، والشكل التاريخى الخارجي له، والحفاظ على البوابات التراثية الموجودة به، وتزويده بالاحتياطات اللازمة، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث.
وتضمنت المقترحات إعادة الشيء لأصله، أثناء عملية ترميم الحوائط والسقف المعدني والجمالون، وأولت أهمية كبرى لإنشاء شبكة إطفاء وحماية مدنية معتمدة، بالإضافة إلى تركيب أجهزة إنذار حريق وربطها بالإدارة العامة للحماية المدنية، كما تضمنت إنشاء شبكة كهربائية كاملة للسوق نظرًا لتلفها، مع تعيين جهة مسئولة عن إدارة السوق، ويخصص لها مكان ثابت داخله ويتم من خلالها تغطية المكان والمرور عليه بشكل يومي، كما سيتم تحديد توقيتات العمل بالسوق.
ويعتبر سوق العتبة من أكثر الأسواق التى تشهد نشوب الحرائق المدمرة والتي كان آخرها يونيو 2019م، وشهدت حريقا ضخما دمر 19 محلا تجاريا وخلف خسائر بالملايين بسبب نقص أو انعدام وسائل الأمن الصناعى، لمواجهة هذه الحرائق.
بدأه الخديوي توفيق.. وكاد أن يتوقف
يعد سوق العتبة أو "سوق الخضار" سابقًا، من أقدم أسواق مصر، وأكثرها شعبية، وهو أول سوق حضاري بالقاهرة الخديوية، وواحد من أكبر الأسواق التجارية التي يمتد على مساحة الأرض كبيرة، تشمل ميادين المنطقة وشوارعها الكبيرة وحتى حواريها وأزقتها، فهو يقع فى منطقة شعبية وغير مخططة.
بدأ الخديوي توفيق العمل في السوق عام 1886م وافتتح عام 1891م، كان يعرف حينها بسوق الخضار، يقع في منطقة تربط بين شوارع العطار والأزهر والمرجان، وتبلغ مساحته 5200م2، وضعت الإدارة المسؤلية على إنشاء السوق مشروعًا لشق شارع بطول 80 مترا يمتد ما بين الواجهة الشمالية للسوق وشارع الموسكي التجاري وواجه الخديوي توفيق، مغالات أصحاب العشش والبنايات في المبالغ المادية عن أراضيهم ما جعل المشروع كاد أن يتوقف لولا تدخل الحكومة.
حرائق وتدمير
تشهد منطقتا العتبة والموسكى غالبية تلك الحرائق، والسبب وراء ذلك عدم وجود تراخيص لمعظم المحال التجارية الموجودة بالمنطقتين، وبالتالى عدم وجود احترازات أمان ضد الحرائق.
وتقتصر المنطقة على طفايات الحريق البسيطة إن وجدت، والتى يكتفى بعض أصحاب المحلات بوضعها من أجل لجان التفتيش التى قد تمر على فترات متباعدة، وتتمثل أسباب اشتعال الحرائق فى ماس كهربائى، أو انفجار أنبوبة، أو اشتعال نيران بسبب مصدر حرارى، خاصة أن غالبية البضائع الموجودة فى المنطقة من الأقمشة والمواد البلاستيكية القابلة للاشتعال.
اجتماع "مدبولي" لمتابعة التطوير
وكان قد عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا اليوم، لمتابعة الموقف التنفيذى لمشروع تطوير سوق العتبة التاريخى، وخلال الاجتماع، تم استعراض آخر المستجدات الخاصة بمشروع تطوير سوق العتبة، وكذا ما يتعلق بالحصر الشامل لكافة الأنشطة والشاغلين لجميع المحال بالسوق، وكلف الدكتور مصطفى مدبولى باستغلال الأرض الفضاء المجاورة للسوق، وذلك بالبدء فى بناء سوق بديل عليها، لتسكين شاغلى المحلات بسوق العتبة القديم، تمهيدًا للانتهاء من جميع أعمال تطوير السوق القديم بأكمله وعودته لرونقه وشكله التاريخى مع الحفاظ على واجهاته التاريخية وطرازه المعمارى الفريد، وذلك ضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية بوجه عام.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
