اعلان

هل تُطرد أمريكا من العراق؟.. الهجوم على الحشد الشعبي يدفع باتجاه "القرار الجريئ".. والحكومة: تجاوزا قواعد عملهم

هجوم القوات الأمريكية

قتل 27 من عناصر الحشد الشعبي العراقي، أمس الأحد، وأصيب 51 آخرون في قصف نفذته طائرات مسيرة أمريكية على مقار للحشد على الحدود العراقية-السورية، في هجوم لاقى إدانة واسعة من السلطات العراقية التي اعتبرته انتهاكا سافرا لسيادتها، فيما باركه آخرون واعتبروه انتصارا على الإرهاب، كما أبرز الهجوم دعوات بإخراج القوات الأجنبية من البلاد والتهديد والوعيد بـ"الرد القاسي" وأن "دماء الشهداء والجرحى لن تذهب ‏سدى"، مثيرا تساؤلات حول مستقبل وجود قوات التحالف الدولي في أراضي العراق، وتعاملها مع عناصر تابعة مباشرة للقوات المسلحة العراقية، حليفتها في "الحرب على داعش"- السبب الرئيسي لوجوده بهذه البلاد.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، في بيان، مساء أمس الأحد، أن الضربات استهدفت 5 منشآت لحزب الله منها مخازن أسلحة ومواقع للقيادة والسيطرة. وقال المتحدث باسم البنتاجون جوناثان هوفمان في بيان على موقع الوزارة الرسمي، "ردا على هجمات حزب الله المتكررة على القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف، شنت القوات الأمريكية ضربات دفاعية دقيقة ضد 5 منشآت تابعة له في العراق وسوريا"، مضيفا أنه "تم استهدفت ثلاثة مواقع لحزب الله في العراق وموقعين في سوريا".

دعوة لإخراج القوات الأجنبية من البلاد

وردا على ذلك، دعا "تحالف الفتح" في العراق، اليوم، البرلمان العراقي إلى اتخاذ قرار عاجل وجريء يقضي بإخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضي العراقية. وقال التحالف (الذي يتزعمه هادي العامري ويضم أغلب فصائل الحشد الشعبي) في بيان، إن "الاعتداء السافر من قبل القوات الأمريكية على القوات الأمنية، والذي استهدف اللوائين 45 و46 في الحشد الشعبي في القائم هو اعتداء على السيادة الوطنية، وعلى الكرامة العراقية التي تأبى المساس بها"، لافتا إلى أن "هذا الفعل الإجرامي المتغطرس سيجابه برفض عراقي مستعد لخوض أي تحدي يتعلق بكرامته وسيادته".

وأضاف التحالف: "إننا في تحالف الفتح إذ ندين بقوة هذا الاعتداء السافر على السيادة الوطنية ندعو القوى الوطنية والكتل السياسية في مجلس النواب إلى اتخاذ قرار عاجل وجريء يقضي بمطالبة الحكومة إخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، هذه القوات التي أضحى وجودها خنجرا في خاصرة الوطن".

"جماعة ترعاها إيران"

من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، اليوم، إن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات هجومية ضد جماعة ترعاها إيران، مضيفا أن الهجمات كانت ناجحة والمسؤولين ناقشوا خيارات أخرى مع الرئيس ترامب، وفقا لرويترز.

وفي ذات الصدد، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الإجراءات التي تتخذها الجمهورية الإيرانية في العراق، والتي من شأنها أن تعرض الرجال والنساء الأمريكيين للخطر".

مطالب بحماية قوات التحالف

من جهته، طالب رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، صباح اليوم، بحماية البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي الموجودة على الأراضي العراقية، مشيرا، في بيان، إلى أنه على الجميع ضبط النفس، وعدم التصعيد لأي سبب، مجددا الدعوة لأن تكون جميع القوات تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة العراقية. وذلك على خلفية القصف الأمريكي.

وذكر بيان للمجلس، "استنكر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الاعتداء الذي تعرضت له قطعات من الحشد الشعبي، والذي أوقع عددا من الشهداء والجرحى، معتبرا هذا الاستهداف انتهاكا لسيادة العراق"، مضيفا "في الوقت الذي نطالب الجميع بضبط النفس؛ نجدد دعوتنا بأن تكون جميع القوات تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة".

وأكد رئيس المجلس "على ضرورة الالتزام بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي التي تتواجد على الأراضي العراقية بطلبٍ وموافقةٍ من الحكومة، وأن تتوحد الجهود لإكمال الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي".

ماذا قالت إيران؟

بدورها، أدانت إيران القصف الأمريكي معتبرة ذلك "عملا إرهابيا"؛ وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في بيان، اليوم: "إيران تدين العدوان الأمريكي على قاعدة للحشد الشعبي في العراق، وتعتبره عملا إرهابيا مدانا بشدة"، مضيفا "ندعو الولايات المتحدة لاحترام سيادة العراق وسلامة أراضيه والتوقف عن التدخل في شؤونه"، متابعا "يجب أن تنهي أمريكا احتلالها للعراق".

وشدد موسوي "من خلال هذه الهجمات، أظهرت الولايات المتحدة دعمها الواضح للإرهاب وتجاهلها لسيادة الدول واستقلالها، وعليها أن تتحمل مسؤولية عواقب هذا العمل غير القانوني".

"حزب الله" اللبناني يدين الغارات

ولكون الهجمات كانت استهدافا لمواقع تابعة لفرع للحزب اللبناني في العراق، خرج الحزب ببيان اليوم أدان فيه الغارات الجوية الأمريكية في العراق وسوريا التي استهدفت جماعة كتائب "حزب الله" في العراق، ووصف الهجمات بأنها "اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره"، منتقدا الولايات المتحدة لمهاجمتها جماعات في العراق ساعدتها في هزيمة تنظيم "داعش".

روسيا لم تكن تعلم بالهجوم

وعلقت روسيا على الغارات الأمريكية، وأعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الولايات المتحدة لم تخبر روسيا بقصف مواقع حزب الله في العراق وسوريا. وقال بيسكوف للصحفيين ردا على سؤال بهذا الصدد، اليوم: "لا لم يتم إخبارنا".

وقال بيسكوف للصحفيين ردا على سؤال بشأن تقييم الكرملين للهجمات الأمريكية على أهداف "حزب الله" في سوريا والعراق، وما إذا كانت واشنطن قد أبلغت موسكو بهذا: "لا لم يتم إخبارنا"، مشيراً إلى أن أي أعمال تهدف إلى القضاء على الإرهابيين "يتم تقييمها بشكل إيجابي"، مشددا "من ناحية أخرى، على أن أي أعمال تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع، لا يمكن اعتبارها إلا سلبية".

الحشد الشعبي يتوعد

بدوره، هدد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي ‏المهندس، مساء أمس الأحد، بـ"رد ‏قاس" على ‏القوات الأمريكية في العراق، على خلفية ‏استهداف قواته في ‏الأنبار‏‎.‎ وقال المهندس، في تصريح مقتضب "أن دماء الشهداء والجرحى لن تذهب ‏سدى والرد سيكون قاسيا على القوات الأمريكية في ‏العراق"‎، كما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

"مصالح الکیان الصهیوني"

وإلى جانب إدانة الخارجية الإيرانية للقصف الأمريكي، أدانت أيضا اليوم سفارة طهران في بغداد الغارات الأمريكية الأخيرة؛ وأصدرت السفارة بیانا هاما یدین الغارات الأمریكیة على مقرات الحشد الشعبي، وذلك بحسب ما أفادت وكالة "إسنا" الإيرانية. وجاء في البیان "شن الجيش الأمريكي الغاشم الليلة الماضية ضربات جوية على مقرات لقوات الحشد الشعبي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات من الأبناء المتفانين للشعب العراقي الشقيق".

وتابع "إن الغارات الأمريكية التي استهدفت الحشد الشعبي باعتباره جزءا من القوات العسكرية الرسمية والقانونية للعراق تعد انتهاکا سافرا للسیادة الوطنیة العراقیة وخطوة في إطار تدخلات أمريكا في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، بذريعة التهم الواهية، بغیة ضمان مصالح الكيان الصهيوني"، مضيفا "إلا أن العالم يدرك جیدا دور قوات الحشد الشعبي المفصلي في إلحاق الهزيمة بجماعة داعش الإرهابية في العراق ويعرف أن القوات العسکریة الأمریکیة في المنطقة، ومن خلال مثل هذه التصرفات، لا تسعى إلا إلى تحقيق أهدافها السلطوية والاستكباریة".

"فقط.. الحكومة العراقية هي المعنية بالرد"

إلى ذلك، أدان مكتب المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، الغارات الأمريكية، مؤكدا أن الحكومة العراقية وحدها معنية بالرد على ذلك. وجاء في بيان لمكتب السيستاني، نقلا عن مصدر مسؤول، "المرجعية الدينية العليا، إذ تدين هذا الاعتداء الآثم الذي استهدف جمعاً من المقاتلين المنضوين في القوات العراقية الرسمية وأدّى إلى استشهاد وجرح عدد كبير منهم، فإنها تشدّد على ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم خرقها بذريعة الردّ على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف".

وأضاف البيان "السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها، وهي مدعوّة إلى ذلك وإلى العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية".

"نتنياهو" السعيد

ووسط سيل الإدانات هذا، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بموقف مختلف، وهنأ الولايات المتحدة على الغارة التي نفذتها، أمس؛ وقال الناطق باسم مكتب نتنياهو، أوفير جندلمان، "تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وهنأه على العملية الهامة التي قامت بها الولايات المتحدة ضد إيران ووكلائها في المنطقة".

موسكو: إجراءات غير مقبولة

وبعد تأكيد المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، على أن بلاده لم تكن تعلم بالضربة، خرجت وزارة الخارجية الروسية ببيان أعربت خلاله عن قلق موسكو البالغ إزاء الهجمات المتبادلة بين "كتائب حزب الله" والولايات المتحدة في الأراضي العراقية، ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها زعزعة الوضع السياسي والعسكري في سوريا والعراق.

وجاء في بيان الخارجية الروسية، المنشور على موقعها اليوم: "تعرضت القاعدة العسكرية الأمريكية بالقرب من كركوك للقصف في الـ 27 من شهر ديسمبر الجاري، مما أسفر عن مقتل مدني واحد وإصابة عدد من الجنود. وقامت الولايات المتحدة في الـ 29 من ديسمبر- وفقا لتأكيداتها- بتنفيذ "قصف دفاعي" ضد خمسة أهداف لكتائب حزب الله غربي العراق وشرقي سوريا، مما أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة حوالي 50 شخصًا"، مضيفا "من جانبنا، نعتبر هذه الإجراءات غير مقبولة وتؤدي إلى نتائج عكسية. ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات أخرى محفوفة بزعزعة الوضع العسكري والسياسي في العراق وسوريا والبلدان المجاورة".

سوريا: عدوان أمريكي دموي

أدانت الخارجية السورية، اليوم، القصف الأمريكي، ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين "سوريا تدين العدوان الأمريكي الدموي على فصائل الحشد الشعبي العراقية التي تدافع عن سيادة العراق واستقلاله في إطار قرارات الدولة العراقية ومؤسساتها الرسمية وأي عدوان على سيادة واستقلال وحرية العراق والعراقيين"، مضيفة أن "سوريا تعبر عن تضامنها التام مع العراق شعباً ومؤسسات وتعيد مطالبتها بعدم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الشؤون الداخلية للعراق التي تعدّ في صميم عمل ومهام الدولة العراقية".

"تجاوز لقواعد عمل التحالف"

إلى ذلك، أدان المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، هجوم القوات الأمريكية على قوات الحشد الشعبي، أمس، معتبره خرقًا لسيادة البلاد، وتجاوزًا خطيرًا على قواعد عمل قوات التحالف. وقال المجلس في بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، اليوم "تدين الحكومة العراقية هذا العمل وتعده خرقاً لسيادة العراق وتجاوزاً خطيراً على قواعد عمل قوات التحالف ومنها القوات الأمريكية بالانفراد بعمليات دون موافقة الحكومة العراقية"، مضيفا أن "القوات الأمريكية اعتمدت على استنتاجاتها الخاصة وأولوياتها السياسية، وليس الأولويات كما يراها العراق حكومة وشعباً".

وأردف "هذا الاعتداء الآثم المخالف للأهداف والمبادئ التي تشكل من أجلها التحالف الدولي يدفع العراق إلى مراجعة العلاقة وسياقات العمل أمنياً وسياسياً وقانونياً بما يحفظ سيادة البلد وأمنه وحماية أرواح أبنائه وتعزيز المصالح المشتركة".

"الصدر" يهدد المحتل "الأرعن"

من جانبه، وصف مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، في العراق، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"الأرعن"، وأعلن عن استعداده لإخراج "المحتل" بالطرق السياسية والقانونية، فيما هدد بتصرف آخر في حال عدم انسحابه. وقال الصدر في بيان نشره على حسابه في "تويتر": "حذرنا سابقاً من مغبة زج العراق في الصراعات الإقليمية والدولية، وقلنا إن العراق وشعبه ما عاد يتحمل مثل هذه التصرفات الرعناء"، مضيفا "لو أننا تعاونا سابقاً لإخراج المحتل عبر المقاومة العسكرية، لما جثم على صدر العراق، ولو أننا تعاونا من أجل عدم إقرار الاتفاقية المذلة لم يحدث ما حدث".

وقال: "اليوم أنا على استعداد لإخراجه بالطرق السياسية والقانونية فهل من ناصر ينصرنا؟"، متابعا "هلموا إلى توحيد الصفوف بأسرع وقت ممكن، ولتبعدوا عنكم التصرفات غير المسؤولة من بعض الفصائل العسكرية وليكن زمام الأمر بيد القوات الأمنية حصراً"، مؤكدا "إن لم ينسحبوا سيكون لنا تصرف آخر وبالتعاون معكم".

اقرأ أيضاً: أول تعليق من إيران على قصف أمريكا مواقع الحشد الشعبي في العراق

وأوضح أن "الاحتلال بقيادة الأرعن (ترامب) استغل الفساد المستشري من جهة والهوة الكبيرة بين الساسة والشعب من جهة أخرى، لذا على الجميع التنازل عن المغانم والسلطة من أجل رفاهية الشعب وكرامته وإلا فلات حين مندم"، مضيفا "لتعلموا أننا لن نسمح أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات السياسية والعسكرية إنما نريد عراقاً قوياً ومستقلاً".

اقرأ أيضاً: إسرائيل.. "نتنياهو" يهنئ أمريكا على قصفها الحشد الشعبي في العراق

"عبد المهدي" كان على علم

من جهته، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبد المهدي، أن وزير الدفاع الأمريكي أبلغه أن القوات الأمريكية ستنفذ هجوما على مواقع "كتائب حزب الله"، وأنه أعرب عن رفضه له. وقال عبد المهدي مساء اليوم، إن "وزير الدفاع الأمريكي أبلغنا بأن القوات الأمريكية ستقوم بالهجوم على مواقع حزب الله وأن هذا الأمر سيجري بعد ساعات"، مواصلا "أبلغنا وزير الدفاع الأمريكي رفضنا للهجوم وطلبنا البحث فيه وجه لوجه لكنه أكد أن القرار قد اتخذ"، مضيفا "حاولنا عرقلة ومنع القصف الأمريكي لكن كان هناك إصرار على تنفيذه"، مؤكدا "لسنا جزءا من منظومة العقوبات ولسنا جزءا من محور يعادي أي بلد مجاور أو صديق".

اقرأ أيضاً: الجيش الأمريكي ينشر اللقطات الأولى لغاراته على مواقع للحشد الشعبي العراقي (فيديو)

وردا على تلك التعليقات، قال متحدث رفيع المستوى في الخارجية الأمريكية، إن العراقيين أدانوا الهجمات الأمريكية ضد "كتائب حزب الله"، ولم يدينوا هجمات الكتائب التي استهدفت قاعدة فيها جنود أمريكيين. وذلك في إشارة إلى هجوم بأربعة صواريخ على قاعدة عسكرية بالقرب من العاصمة العراقية بغداد، تضم قوات أمريكية، في هجوم صاروخي هو الـ 11 من نوعه خلال شهر ونصف ضد قاعدة فيها جنود أمريكان.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً