اعلان

بعد 16 عامًا ثأر ومقتل 17 شخصًا من عائلتي "الطوايل والغنائم".. تفاصيل القصة الكاملة للصلح الأشهر في تاريخ قنا بدون "قودة"

 القصة الكاملة للصلح الأشهر في تاريخ قنا بدون قودة
القصة الكاملة للصلح الأشهر في تاريخ قنا بدون قودة

سادت حالة من الفرح، اليوم الأربعاء، على قرية "كوم هتيم" في أبوتشت، شمال محافظة قنا، بعد إنهاء الخصومة الثأرية الأشهر في تاريخ المحافظة بحلف اليمين فقط دون تقديم القودة، وذلك بعد أن استمر دماء عائلتي "الطوايل والغنائم" ينزف لمدة 16 عامًا والتي أسفرت عن مصرع 17 قتيلًا وعشرات المصابين وذلك بسبب كارت شحن.

كانت كوم هتيم عبارة عن دماء تملأ الشوارع، ورعب يجتاح قلوب أهالي القرية خاصة من خارج العائلتين، خشية أن يصيبهم وأطفالهم مكروه بسبب إطلاق النيران المستمر في القرية، رغم تكثيف الأمن من تواجده بالقرية، والكردون الأمني الذي كان مستمرًا إلا أن عدد ضحايا العائلتين كان يزداد، والرعب والفزع يجتاح القرية بأكملها بل خارجها فكان جميع أهالي المحافظة يهابها.

ترصد "أهل مصر" وقائع ال 16عامًا في سفك دماء عائلتي "الطوايل والغنائم"

يعد عام 2004 هو عام الحزن لقرية "كوم هتيم" ففيه كانت بداية الخلافات الثأرية بسبب “كارت شحن”، راح ضحيتها شخص بعد إصابته بعصا شوم.

– وفي عام 2006 اتفق أطراف العائلتين على إنهاء الخصومة بينهما، بعد تدخل القيادات الشعبية ولجنة المصالحات والأمن، وانتهت الخلافات بعد تقديم القودة لأهل المجني عليه.

–وفي 9 مايو 2016 تجددت الاشتباكات بين العائلتين، مما أسفر وقتها عن إصابة عجوز وطفلة، بسبب خلافات على أولوية ركوب راكب سيارة أجرة.

–و 10 مايو 2016 لقى عبدالحميد تغيان، مزارع، مصرعه بطلق ناري في تجدد الخلافات بين العائلتين، وفي 5 يونيو 2016 تم قتل حمدي أنور السيد، 40 عامًا، مزارع، في تجدد الخلافات بين العائلتين. 

– وفي 17 يونيو 2016 وقعت اشتباكات بينهم أسفرت عن إصابة صلاح عبدالباسط محمد، 27 عامًا، ويوحنا جاد حبيب، 45 عامًا، من قرية أبوشوشة، عن طريق الخطأ، وانقطاع الكهرباء عن القرية قصدًا، ويوم 22 يوليو 2016 تم انقطاع الكهرباء بالقرية و5 قرى مجاورة، ومصرع بخيتة صادق بطيخ، 38 عامًا، ربة منزل، من خارج العائلتين، عن طريق الخطأ، بعد إصابتها بطلقات نارية طائشة، أثناء محاولتها إغلاق نافذة منزلها، وبعدها بيوم واحد تم تحرير محضر لـ19 من الطوايل والغنايم بعد ضرب محول الكهرباء.

_ وفي يوم 24 يوليو 2016 مصرع حسين بغدادي عبداللاه، 27 عامًا، عامل، وفرضت مديرية الأمن تعزيزات أمنية لمنع تجدد الاشتباكات 

_ ويوم 28 يوليو 2016 إصابة ضابط و4 مجندين في اشتعال النيران بمدرعة شرطة، عقب عودتهم من كوم هتيم

– وبعد ذلك بشهرين في يوم 24 سبتمبر 2016 الأمن يهاجم أطراف الخصومة الثأرية

– وفي 12 أكتوبر 2016 أصيب 4 أشخاص في تجدد الخصومة الثأرية بين العائلتين، وهم قرشي محمد، 55 عامًا، وممدوح منير، 22 عامًا، ومحمد ناجي، 22 عامًا، وياسر صديق، 22 عامًا، وكثفت الأجهزة الأمنية تعزيزاتها بالقرية بسبب تجدد الثأر، والطلاب بالقرية يرفضون الذهاب للمدرسة خوفًا من الطلقات النارية التي أصبحت ليل نهار يسمعونها.

اقرأ أيضًا..بحضور الآلاف..إنهاء الخصومة الثأرية الأشهر بقنا بعد مقتل 17 شخص من عائلتي الطوايل والغنائم (صور)

–وفي 2 نوفمبر 2016 تم مقتل محمود السيد أنور، 38 عامًا، محام، والحسين أحمد مصطفى، 17 عامًا، طالب، في تجدد الاشتباكات بين العائلتين، واليوم التالي تم إصابة فتحي أحمد حميد، سائق، من عائلة العرابة جيران العائلتين تصادف مروره وقت الاشتباكات.

_وفي 6 نوفمبر 2016 نقلت مديرية أمن قنا طلاب معهد كوم هتيم الأزهري إلى معهد الأميرية الابتدائي الأزهري، بسبب وجود اشتباكات مسلحة بين العائلتين، خوفًا من وقوع ضحايا من الطلاب، وبالفعل في نفس اليوم تجددت الاشتباكات، مما أسفر عن قطع الكهرباء عن القرية.

–كما لم يسلم رجال الشرطة منهما ففي يوم 29 مارس2017 تم إصابة معاون مباحث أبوتشت بطلق ناري أثناء مداهمة القرية، وبعد 5 شهور في أغسطس 2017 تم مقتل حسين أشرف محمد عثمان، 22 عامًا، وإصابة حسين قرشي محمود رضوان في تجدد الاشتباكات.

– وكانت المجزرة في يوم 11 أغسطس 2017 تجددت الاشتباكات، مما أسفر عن 7 قتلى و3 مصابين، وإطلاق أعيرة نارية على سيارة إسعاف نقل الضحايا وكانت اسماء الضحايا كالآتي: مصرع نوح صلاح الدين نور الدين، 55 عامًا، حمدي هيتمي مهران، 50 عامًا، وزوجته هناء عبد المنعم كامل، 38 عامًا، وتم نقلهم إلى مشرحة مستشفى أبوتشت المركزي، وعبد الرحمن محمد ابراهيم، 40 عامًا، وتم نقله إلى مشرحة مستشفى نجع حمادي العام، بالإضافة إلى العثور على جثتين بعد فض الاشتباكات وهما صابر صديق فندي 27 عامًا، وخلف محمد بهلول، وإصابة 3 آخرين، تم نقل اثنين منهم إلى مستشفى سوهاج وهما عثمان فهمي عبد الرحيم، 64 عامًا، وسعودي سعد عبد العاطي، 24 عامًا، ومديحة أحمد محمود، مصابة بطلق ناري بالكتف، وقامت قوات الأمن بدفن جثث الضحايا وسط غياب أهالي العائلتين،خوفًا من ضبطهم، والقرية تحولت إلى ثكنة عسكرية والدماء تملأ شوارعها.

وبعد هذه الواقعة عم الهدوء على القرية حتى يوم 1 أبريل من عام 2019 تجددت الاشتباكات مرة أخرى وأسفرت عن مصرع شخص من عائلة الطوايل، بعدها في أكتوبر الماضي تجددت أيضّا وتم بإصابة أحمد محمد تغيان" مشرف أغذية" ونجله محمد، بطلقات نارية، أثناء توجهه إلى نجله إلى المدرسة، فتم نقلهم إلى المستشفى المركزى لتلقى العلاج.

كما أن لجنة مصالحات بقنا تدخلت كثيرًا لحل الخصومة بين العائلتين، ولكن كان هناك رفض بسبب ارتفاع عدد قتلى عائلة “الغنايم” عن عائلة “الطوايل”، وهو الأمر الذي حال دون إتمام الصلح في السنوات الماضية حتى نجحت لجنة المصالحات اليوم من وقف بحر الدم الذي غرقو فيه أهالي قرية كوم هتيم في قرية الأميرية بحضور اللواء أشرف الداودي محافظ قنا وشريف عبدالحميد مدير الأمن وعددا من النواب والقيادات التنفيذية والشعبية وبحضور 7 آلاف مواطن. 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً