بالتزامن مع إنجاز انسحاب قوات حفظ السلام من إقليم دارفور غربي السودان، تم تخريب وتدمير عدد من المواقع التي كانت تشغلها في ظل هشاشة الوضع الأمني وانتشار النزاعات القبلية في المنطقة.
ولا يزال إقليم دارفور الشاسع والفقير يعاني من آثار الصراع المرير الذي اندلع عام 2003 وخلف مئات الآلاف من القتلى، كما أدى الى نزوح ما يزيد على 2,5 مليون شخص.
وكانت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي المعروفة باسم "يوناميد"، باشرت أولى مراحل انسحابها في يناير الماضي، بعدما أنهت في 31 ديسمبر مهمتها التي استمرت 13 عاما في الإقليم.
وأعلنت البعثة الأربعاء أنها أكملت عملية انسحابها بعدما سلمت كل مواقعها إلى الحكومة التي تعهدت حفظ الأمن في الإقليم المنكوب.
واقتحم لصوص مواقع البعثة في مختلف مناطق دارفور ونهبوا معدات تقدر قيمتها بملايين الدولارات بما في ذلك مولدات طاقة وأجهزة تلفزيونية.
وكانت الأمم المتحدة تأمل في أن يتم استخدام المواقع الـ١٤ التي سلمتها إلى الحكومة السودانية منذ يناير، لصالح المجتمعات المحلية على المدى الطويل.
وتشدد المنظمة الدولية على أن ثمانية من المواقع"خربت ونهبت" من قبل مجرمين مجهولين.
ويتهم أبناء دارفور الحكومة بأنها فشلت في المحافظة على مواقع "يوناميد" وتأمينها.
وقال موسى ابراهيم الزعيم الأهلي في منطقة خور ابشي في جنوب دارفور "السلطات المحلية وعدت بالمحافظة على الموقع السابق لبعثة حفظ السلام في قريتي ولكنها فشلت في ذلك وسادت الفوضى إلى حد أن أفراد القوات الأمنية المسؤولة عن حماية الموقع شاركت في عمليات النهب" موضحا "خلال أيام دمر الموقع".
وبالنسبة للكثيرين في دارفور، كانت "يوناميد" تمثل قوة ردع على الرغم من فشلها في منع الكثير من الهجمات خصوصا على القرى النائية