بين سندان الجماعت المسلحة ومطرقة الطيران الروسي الشرس تشهد الساحة السورية تصعيدًا عسكريًا جديدًا، حيث أطلقت فصائل مسلحة هجومًا واسعًا على مدينتي حلب وإدلب. يأتي هذا التصعيد في ظل تقارير تتحدث عن دعم تركي لهذه العمليات، بهدف الضغط على النظام السوري للعودة إلى طاولة المفاوضات السياسية. ويحمل هذا الهجوم دلالات سياسية واقتصادية عميقة، إذ تعد حلب عاصمة سوريا الاقتصادية، واستهدافها في هذا التوقيت يهدف، وفقًا لمراقبين، إلى تحقيق أهداف متعددة. أولها، استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين فروا من البلاد، حيث تسعى هذه الفصائل إلى تهيئة الظروف لعودتهم إلى مناطق سيطرتها. وثانيًا، الضغط على النظام السوري في دمشق لدفعه إلى القبول بحل سياسي للأزمة، خاصة وأن الرفض المستمر للحل السياسي يزيد من معاناة الشعب السوري.
فصائل مسلحة في شمال غرب سوريا
ويرى مراقبون أن العمليات العسكرية التي شنتها فصائل مسلحة في شمال غرب سوريا منذ الأربعاء الماضي استغلت حالة التراجع المؤقت للميليشيات الموالية لإيران، مما أتاح لها فرصة للتقدم. وفي نفس الوقت استغلت فصائل مسلحة في سوريا حالة الضعف التي شهدتها الميليشيات الإيرانية في المنطقة لشن هجوم واسع على حلب وإدلب.
يأتي هذا وسط حديث البعض عن دعم تركي لهذه العمليات بهدف الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للجلوس على طاولة المفاوضات. ووفقا لمراقبين ن حلب هي عاصمة سوريا الاقتصادية واستهدافها في هذا التوقيت يهدف 'لاستيعاب اللاجئين الذين رحلوا من البلاد وكذلك الضغط على النظام في دمشق الذي يرفض مسارات الحل السياسي'. وفي نفس الوقت فقد أصبحت 'سوريا أصبحت مرتعا للميليشيات الإيرانية التي تسيطر على مفاصل الدولة وعلى الاقتصاد وعلى ثروة الفوسفات
دور الميليشيات الإيرانية
في ظل هذا التصعيد، برز دور الميليشيات الإيرانية بشكل واضح، حيث أصبحت سوريا مرتعًا خصبًا لتلك الميليشيات التي باتت تسيطر على مفاصل الدولة السورية الحيوية، بما في ذلك الاقتصاد وثروات البلاد الطبيعية، وعلى رأسها ثروات الفوسفات. ويخشى مراقبون أن يستغل النظام السوري نفوذ هذه الميليشيات لتعزيز موقفه التفاوضي، مما يعقد آفاق الحل السياسي.
ومن بين أن الأهداف من العمليات العسكرية 'الضغط على الميلشيات الإيرانية خاصة حزب الله لإيجاد حل للوضع في سوريا بما يرضي الشعب السوري'. هو ما يتزامن في نفس الوقت مع وجود رؤية إقليمية ودولية ترى أن 'إيران عبثت بالمنطقة وتمنع الحل السياسي في سوريا'. وأكد أن 'دول العالم تحتاج إلى الاستقرار وإيجاد حل في سوريا يتضمن خطوتين، الأولى التخلص من إيران وميليشياتها ثم التوجه للتفاوض السوري السوري'. وفي نفس الوقت فقد جاءت العملية كانت مفاجئة من حيث توقيتها بسبب حلول فصل الشتاء من ناحية وبدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان من جهة أخرى، مع الأخذ في الاعتبار أن 'الجزء الأكبر من القوات التي هاجمت مصنفة إرهابية وهي من دول مختلفة'.