تشير تصريحات متبادلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، الذي بات يُنظر إليه كـ"قائد السلطات السورية الجديدة"، إلى توجه نحو إبقاء القواعد العسكرية الروسية في سوريا.
ومع ذلك، أكدت التصريحات على أهمية احترام سيادة سوريا ومصالحها في أي اتفاق يتم التوصل إليه، وأظهر كل من بوتين والشرع براجماتية لافتة في التعامل مع ملف العلاقات الثنائية، مما يعزز التوقعات بوجود اتفاق قريب حول مصير القواعد الروسية، ويبقى السؤال الآن حول الشكل النهائي لهذا الاتفاق، وكيف ستتم صياغة بنوده لضمان مصالح الطرفين مع احترام السيادة السورية .
وفي تصريحات لوسائل إعلام عالمية، كشف أحمد الشرع، قائد جبهة تحرير الشام ، عن رؤية واضحة لمستقبل العلاقات بين سوريا وروسيا. وبأسلوب دبلوماسي محنك، أكد الشرع على عمق الجذور التاريخية للعلاقات بين البلدين، مشدداً على أن هذه العلاقات مبنية على مصالح مشتركة ومتبادلة.
وقال الشرع: "لا شك أن سوريا وروسيا تربطهما علاقات وثيقة تمتد لعقود طويلة. هذه العلاقات لم تتأثر بالتطورات الإقليمية والدولية، بل ازدادت متانة في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة". وأضاف: "نحن ندرك جيداً أهمية هذه العلاقات بالنسبة لسوريا، ونؤكد على رغبتنا في تعزيزها وتطويرها في المستقبل".
وعند سؤاله عن مستقبل التعاون العسكري بين البلدين، أجاب الشرع: "التعاون العسكري مع روسيا هو جزء أساسي من استراتيجيتنا الدفاعية. روسيا قدمت لنا الدعم العسكري والتقني الذي مكننا من التصدي للإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد، ونحن نعتزم مواصلة هذا التعاون بما يخدم مصالح شعبينا".
ومن جانبه ارسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسائل إلى للقيادة الجديدة في سوريا حول رؤيته لمستقبل العلاقة مع دمشق بعد سقوط نظام الأسد، واشار بوتين بوتين أن أشار بداية إلى أن الغالبية العظمى من دول المنطقة عبروا عن اهتمامهم ببقاء القواعد العسكرية الروسية في سوريا، لكنه سرعان ما حدد بوضوح أنه "علينا أن نقرر بأنفسنا كيف سنطور العلاقات مع تلك القوى السياسية التي تسيطر الآن، وتتحكم بالوضع في هذه الدولة في المستقبل"، وشدد على ضرورة أن تكون مصالح موسكو ودمشق متوافقة، كقاعدة أساسية في تطوير العلاقات الثنائية للمرحلة المقبلة.