في خطوة تثير تساؤلات حول الأهداف الأمريكية في المنطقة، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن زيادة كبيرة في عدد قواتها المنتشرة في سوريا، ليصل إلى أكثر من الضعف عما كان معلنًا سابقًا.
أسباب التكتم السابق حول عدد القوات الامريكية في سوريا
بعد سنوات من الإبقاء على عدد القوات الأمريكية في سوريا عند 900 جندي، أعلن السكرتير الصحفي للبنتاغون، اللواء باتريك رايدر، أن العدد الحقيقي يتجاوز الـ2000 جندي. وأوضح رايدر أن هذه الزيادة جاءت نتيجة لتزايد التهديدات التي تواجه القوات الأمريكية في المنطقة، مما استدعى نشر قوات إضافية لدعم العمليات الحالية وحماية القوات الأساسية. تثير هذه الزيادة المفاجئة في عدد القوات الأمريكية العديد من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت البنتاجون إلى التكتم على هذه المعلومات لسنوات. يشير مسؤولون أمريكيون إلى أن هذا التكتم كان بهدف تجنب إثارة غضب الدول الشريكة في المنطقة، خاصة العراق، والتي قد تشعر بالقلق إزاء التواجد العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة.
من المتوقع أن تترك هذه الزيادة في عدد القوات الأمريكية في سوريا تداعيات كبيرة على المشهد الإقليمي. فمن جهة، قد تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل استمرار تهديد تنظيم الدولة الإسلامية. ومن جهة أخرى، قد تؤدي إلى زيادة التوترات مع بعض الدول في المنطقة، خاصة تلك التي لديها خلافات مع الولايات المتحدة.
ولا تزال الأهداف الأمريكية من وراء زيادة عدد قواتها في سوريا غير واضحة تمامًا. فهل تهدف الولايات المتحدة إلى تعزيز مكافحتها لتنظيم الدولة الإسلامية؟ أم أنها تسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية أوسع في المنطقة؟ هذه الأسئلة وغيرها تظل مطروحة على الساحة، وتحتاج إلى مزيد من التوضيح من قبل المسؤولين الأمريكيين.