في تصعيد جديد للأزمة السياسية في لبنان، صبّ مسؤول وحدة الارتباط في حزب الله، وفيق صفا، الزيت على النار بتأكيده على رفض الحزب القاطع لترشيح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، واصفًا إياه بـ 'مشروع فتنة وتدمير'. جاء هذا التصريح خلال زيارة صفا إلى مكان اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصرالله، حيث أكد على جاهزية الحزب لكل الاستحقاقات، ودعمه لترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية.
رغبة حزب الله في فرض رؤيته على الساحة اللبنانية
يشكل هذا الموقف التصعيدي أحدث فصول الصراع السياسي المستمر بين حزب الله والقوات اللبنانية، والذي يعود جذوره إلى الحرب الأهلية اللبنانية. فحزب الله يعتبر جعجع رمزاً للمرحلة التي شهدت حرباً أهلية طاحنة، ويرى في وصوله إلى سدة الرئاسة تهديداً لمشروعه السياسي. من جهة أخرى، يرى حزب القوات اللبنانية أن هذا الموقف يعكس رغبة حزب الله في فرض رؤيته على الساحة اللبنانية، وأن رفض ترشيح جعجع يأتي في إطار سعي الحزب إلى الحفاظ على هيمنته على القرار السياسي في البلاد.هذا التصعيد يأتي في وقت يشهد فيه لبنان أزمة سياسية واقتصادية خانقة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويصعب عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فغياب رئيس للجمهورية منذ أشهر يؤثر سلباً على عمل المؤسسات الدستورية، ويؤخر عملية الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة. ويرى مراقبون أن هذا التطور يزيد من الانقسامات السياسية في لبنان، ويضعف فرص التوصل إلى حل توافقي للأزمة الرئاسية. كما أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تصعيد في الشارع اللبناني، وزيادة التوتر الطائفي والمذهبي.
يُذكر أن ترشيح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية يلقى تأييداً من قوى 14 آذار، والتي تعتبره رمزاً للمعارضة ضد النفوذ الإيراني في لبنان. بينما يحظى ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون بدعم من حزب الله وحلفائه.