تظهر الخطوات الأخيرة التي اتخذتها تركيا في سوريا بعد سقوط نظام الأسد توجهًا واضحًا نحو ترسيخ وجود عسكري جديد في المنطقة. وقد انعكس هذا التوجه في سلسلة من الزيارات والقرارات والتصريحات التي عبرت من خلالها أنقرة عن استعدادها لتقديم دعم واسع النطاق للإدارة السورية الجديدة، مما يشير إلى تحول في العلاقة من مجرد شراكة إلى تحالف تام. وتعتبر تركيا من أبرز الداعمين للإدارة السورية الجديدة على مختلف الأصعدة، وقد تابعت عن كثب عملية سقوط نظام الأسد، كما عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن ذلك في تعليقاته بعد سيطرة فصائل "إدارة العمليات العسكرية" على مدينة حلب.
ويرى خبراء ومراقبون أن تركيا تسعى حاليًا إلى تثبيت واقع عسكري جديد في سوريا، يتناسب مع التغيرات الجذرية التي طرأت على المشهد السياسي والأمني في البلاد. ويتجلى هذا التوجه في عدة مؤشرات:
الدعم العسكري المتزايد: تعزز تركيا من دعمها العسكري للإدارة السورية الجديدة، مما يشمل تقديم الدعم اللوجستي والتدريب والتسليح.
تعزيز الوجود العسكري: تسعى تركيا إلى تعزيز وجودها العسكري في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة السورية الجديدة، مما يشمل إنشاء قواعد عسكرية ونقاط مراقبة. التحالف الاستراتيجي: تشير التصريحات التركية إلى رغبة أنقرة في إقامة تحالف استراتيجي طويل الأمد مع الإدارة السورية الجديدة، مما يعكس رؤية تركية لدورها المستقبلي في المنطقة. ويثير هذا التوجه التركي تساؤلات حول أهداف أنقرة في سوريا، ومستقبل العلاقات التركية السورية، وتأثير ذلك على استقرار المنطقة.
وتتزايد التكهنات حول الأهداف التركية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث تشير التحركات الأخيرة إلى سعي أنقرة لترسيخ وجود عسكري دائم في المنطقة.
أهداف تركيا المحتملة:
تقارير عن قواعد عسكرية:
تتصاعد التكهنات بشأن الدور التركي المستقبلي في سوريا، وذلك بعد انتشار تقارير إعلامية تفيد بنية أنقرة إقامة قواعد عسكرية في مناطق سورية. وقد أكدت مصادر إعلامية تركية ووكالة "رويترز" أن أنقرة تخطط بالفعل لإنشاء قواعد عسكرية في وسط سوريا، مما يثير تساؤلات حول أهداف تركيا من وراء هذه الخطوة، وتأثيرها على استقرار المنطقة.
وتتزامن هذه التقارير مع خطوات تركية أخرى تهدف إلى تعزيز نفوذها في سوريا، مثل تقديم الدعم العسكري واللوجستي للإدارة السورية الجديدة، والحديث عن تحالف استراتيجي طويل الأمد. ويرى مراقبون أن تركيا تسعى من خلال هذه التحركات إلى تحقيق عدة أهداف:
دعم الإدارة السورية الجديدة: تسعى تركيا إلى تثبيت أركان الإدارة السورية الجديدة، ومساعدتها في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها.
ضمان الأمن القومي التركي: تسعى أنقرة إلى تأمين حدودها مع سوريا، التي شهدت توترات أمنية وهواجس عديدة في الماضي.
تعزيز النفوذ الإقليمي: تسعى تركيا إلى تعزيز نفوذها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، من خلال لعب دور فاعل في الملف السوري.
إلا أن هذه التحركات التركية لا تخلو من مخاطر، فقد تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، وتزيد من تعقيد المشهد السوري. ويحذر محللون من أن أي خطوة عسكرية تركية جديدة في سوريا قد تواجه بمخاطر وتحديات.
وفي نفس الوقت تشير التقارير الإخبارية إلى احتمال تقديم تركيا تدريبًا عسكريًا للجيش السوري الجديد، في خطوة تعكس عمق الدور التركي المتوقع في المرحلة الانتقالية. وفي المقابل، تنفي أنقرة بعض التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن إنشاء قواعد عسكرية تركية داخل الأراضي السورية، بينما يؤكد وزير الدفاع التركي على ضرورة منح الإدارة السورية الجديدة فرصة للحكم وإثبات قدرتها على إدارة البلاد. وتثير هذه التطورات مجتمعةً تساؤلات جوهرية حول طبيعة الدور التركي المستقبلي في سوريا، وتأثيره المحتمل على استقرار المنطقة. فمن جهة، قد يساهم الدعم التركي في تقوية الجيش السوري الجديد وتماسكه، وهو أمر ضروري لضمان الاستقرار ومنع الفوضى. ومن جهة أخرى، قد تثير هذه الخطوات مخاوف بعض الأطراف الإقليمية والدولية، وتزيد من تعقيد المشهد السوري المعقد أصلاً.
بدأ المسار العسكري الجديد والرابط بين تركيا وسوريا بعد ذلك يتضح شيئا فشيئا، ليصل إلى مرحلة تعيين وزارة الدفاع التركية ملحق عسكري لها في دمشق، والحديث عن نيتها تعيين ضباط أتراك لتقديم الاستشارات العسكرية، وفق وسائل إعلام. كما ذكرت صحيفة "حرييت" المقربة من الحكومة، قبل أيام، أن أنقرة بصدد "تدريب الجيش السوري الجديد"، وأنها مستعدة لإعادة هيكليته، بناء على الواقع الجديد الذي باتت عليه البلاد. يعود النفوذ العسكري التركي في سوريا إلى عدة سنوات للوراء.
وكان الجيش التركي قد ثبت عدة قواعد في شمال سوريا ونشر الآلاف من قواته هناك، في خطوات نفذها بالتالي، وقال إنها تهدف لحماية أمن تركيا القومي.