مد عرض رسائل الشيخ دراز وأجساد بطولية وجولة ميم المملة في سينما زاوية

كتب : اسماعيل فارس

بسبب الإقبال الشديد من الجمهور بسينما زاوية، والاحتفاء الكبير من النقاد، تقرر مد عروض أفلام رسائل الشيخ دراز، للمخرجة ماجي مرجان للأسبوع الخامس على التوالي، وأجساد بطولية، للمخرجة سارة سليمان للأسبوع الثالث على التوالي، وجولة ميم المملة، للمخرجة هند بكر للأسبوع الثاني على التوالي، حيث تتولى MAD Distribution مهام التوزيع والمبيعات في العالم العربي، بينما تتولى MAD World المبيعات في باقي أنحاء العالم.

رسائل الشيخ دراز

يدور فيلم رسائل الشيخ دراز في قالب كوميدي، حيث تتعمق مرجان والعصفوري في حياة الشيخ محمد عبدالله دراز من خلال نهى الخولي التي تجمع حياة جدها الأكبر باستخدام رسائله المكتوبة بخط اليد، ومذكراته، وذكريات أفراد عائلته. تبدأ الرحلة من قريته الأصلية محلة دياي، حيث تتواصل أربعة أجيال من عائلة دراز مع جذورهم؛ إلى باريس، حيث يستذكر ابنا محمد دراز، محسن وسامي، طفولتهما في فرنسا التي مزقتها الحرب وإخلاص والدهما لعائلته وعمله، ويرسمان صورة واضحة لعالم أزهري، وأب محب، وداعم لأولاده وبناته في التعليم والحياة ومساوي بينهم قبل أزمنة الاهتمام بالمرأة وحقوقها بعقود كثيرة، ومؤيد متحمس للأخلاق الإسلامية المتجذرة في الحب والتسامح.

وحاز الفيلم على عدة عروض سابقة ونال استقبالًا حافلًا من الجمهور الذي أهدى له تصفيقًا حارًا استمر لعدة دقائق، وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة نقاشية عبر فيها الجمهور عن إعجابه بالفيلم وأعربوا عن تقديرهم لسرد الفيلم الآسر وتفاني الفريق في الحفاظ على شخصية تاريخية مهمة. وتحدث العديد من الحضور عن قدرة الفيلم على تسليط الضوء على جانب من ماضي مصر لم يكن معروفًا لهم من قبل. ومع نجاح عرض الفيلم، تلقى صناعه دعوات لصنع جزء ثانٍ من الفيلم.

وعرض الفيلم لأول مرة عالميا في مهرجان أسوان لأفلام المرأة وحصد جائزتين، هما جائزة رشيدة عبد السلام (جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة الأفلام الطويلة)، وجائزة الاتحاد الأوروبي لأحسن فيلم يورومتوسطي يتناول قضايا المرأة في مسابقة اليورورمتوسطي.

الفيلم للمخرجة ماجي مرجان وتشاركها الكتابة تغريد العصفوري وقام بمونتاج الفيلم أمجد شفيق وتامر عبدالله، ومدير تصوير عماد نبيل، وموسيقى خالد الكمار، وقام بالأداء الصوتي الممثل صدقي صخر.

أجساد بطولية

يتمحور الفيلم حول حقيقة أن النساء السودانيات لم يتمتعن بالحرية ولم يحظين بالملكية الكاملة لأجسادهن حتى نهضت مجموعة من النساء الرائدات لمواجهة القمع والظلم مستخدمات أجسادهن كأداة للمقاومة فحالت أجسادهن المنتهكة إلى أجسادٍ بطولية.

ويأتي فيلم أجساد بطولية بعيون نسائية ليس فقط إلى نساء السودان بل إلى نساء العالم أجمع. وصفته 'نيكول سانتي' بأنه 'مساهمة مهمة في تحرير المرأة وتقرير مصيرها في السودان - وفي جميع أنحاء العالم'. يتتبع الفيلم حال المرأة السودانية على مر أزمنة مختلفة، وكيف كانت الحكومات تتحكم في أجسادهن بمختلف الأشكال، حتى ثارت مجموعة من النساء لاسترداد حقوقهن في أجسادهن وتحويل تلك الأجساد التي كانت يومَا مُنهكة، إلى 'أجساد بطولية'.

يشار إلى أن الفيلم الوثائقي السوداني من تأليف وإخراج سارة سليمان وبطولة آية طارق وياسمين رئيف وأحمد رئيف وآية أحمد، ومونتاج عماد ماهر، وهو نتاج بحث مطول بعنوان 'سياسات الجسد في الحركة النسوية السودانية' ومن إنتاج شركة فينتي برودكشن.

شهد الفيلم عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (idfa) في قسم Front Light وكان الفيلم السوداني الأول الذي يشارك في هذا القسم. خاض الفيلم بعد ذلك رحلة مميزة في عدة مهرجانات سينمائية، بداية من السويد بمهرجان مالمو للسينما العربية حيث نال جائزة الجمهور، ثم في فلسطين بمهرجان القدس للسينما العربية ونال جائزة 'شيرين أبو عاقلة' كأفضل فيلم وثائقي، ثم في مصر بمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة. بالإضافة إلى عرض الفيلم بعدة مهرجانات زنجبار، وعمان، وكرامة- بيروت، ولندن.

جولة ميم المملة

الفيلم من تأليف وإخراج وإنتاج هند بكر، ومدير التصوير تامر نادي، ومونتاج بيتر عادل. شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، ثم انتقل إلى مهرجان عمان السينمائي الدولي، ومهرجان قابس سينما فن حيث نال تنويهًا خاصًا من لجنة التحكيم، والمهرجان الدولي للأفلام الوثائقية المستقلة (أوسا) وفاز فيه بتنويه خاص للإنسانية والاستمرارية من لجنة تحكيم المسابقة الرسمية. مؤخرًا شارك في مهرجان تورنتو للفيلم العربي وحصل على إشادة شرفية، بالإضافة إلى عرضه في معهد جوته ومركز الجيزويت الثقافي في الإسكندرية.

في جولة ميم المملة تقترب المخرجة هند بكر من عزلة الكاتب محمد حافظ رجب، بائع اللب والسوداني على الرصيف بمحطة الرمل بالإسكندرية، والذي أصبح من أهم كتاب القصة القصيرة في جيل الستينات، حيث يعيش حافظ رجب في عزلة فرضها علي نفسه منذ أكثر من ثلاثين سنة، داخل شقته المتواضعة بمنطقة الورديان بالإسكندرية. وبدأت فكرة الفيلم من خلال تعلق خيال المخرجة بقصص حافظ رجب، وشغلتها فكرة امتناع حافظ رجب عن الناس والكتابة وهو في ذروة نجاحه. وتدور أحداث الفيلم داخل الشقة في زمن العزلة اللانهائي الذي يدور فيه حافظ رجب بين الأكل والنوم والصمت والصلاة.