من الموتة الصغرى إلى القبر.. حكاية أسرة "دار السلام" التي لقيت مصرعها بسبب "تليفزيون"

كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة صباح اليوم الخميس، عندما اشتعلت النيران داخل شقة في أحد العقارات بمنطقة دار السلام بالقاهرة، في الوقت الذي كانت أسرة بالكامل تخلد للنوم، دون أن يشعروا بما يحدث حولهم، في حين كانت أعمدة الدخان تتصاعد والنيران تلتهم محتويات المنزل حتى وصلت بسرعة كبيرة إلى أجسادهم.

لحظة تصاعد الأدخنة من شرفة الشقة، لاحظ بعض الشباب الذين يجلسان بالقرب من العقار، المشتعل ريحة دخان حريق طالعة من شقة عم رمضان، فأسرع الشباب نحو باب الشقة المنبعث منها الأدخنة وبكثافة: 'جرينا نطفي النار بالمية والناس أسرعت في تواصيل الخراطيم في الحنافيات، حاولنا نعمل حاجة مع رجال الحماية المدينة لما وصلوا المكان'.

في الوقت الذي يحاول فيه الأهالي ورجال الحماية المدنية السيطرة على النيران، امتدت ألسنة اللهب إلى الشقة الذي يعيش فيها الأطفال الثلاثة وهم حبيبة 10 سنوات، ومالك 8 سنوات، وروان 4 سنوات والأم هدى شعبان محمد 30 سنة، والأب رمضان محمد قطب 33 سنة فرد أمن بشركة خاصة.

وعلم 'أهل مصر'، بوفاة الأسرة جراء تصاعد الأدخنة المنبعثة من شرفة الشقة، وعلى الفور انتقل إلى شارع الجمهورية الذي شهد الحادث الأليم، إذ يتحدث عنها الجيران من هول المشهد الذي لما يفارق أذهانهم.

العقار الذى شهد الحريق

في البداية قالت أحد جيران الأسرة المتوفية: 'جميعهم كانوا نيام، لأن الحريق في ساعة متأخرة من الليل، والدخان المتصاعد من كثافة النيران تسبب في حالة اختناق ووفاتهم'، مضيفًا: 'أن سبب اندلاع الحريق نشب في أجهزة منزلية، وتم استخراج أسطوانة الغاز المتواجدة بالشقة حتى لا تتعرض للانفجار'.

وتابعت: 'الضحايا كانوا يتمتعون بسمعة طيبة، ويشهد الجميع لهم بحسن السمعة، ويسكنون بالمنطقة منذ 35 عامًا، الأب رمضان محمد قطب، يبلغ من العمر 33 عامًا، ويعمل فرد أمن بشركة خاصة، والزوجة تدعى هدى شعبان محمد، وهى حامل في توأم، وأطفالهما حبيبة 10 سنوات، ملك 8 سنوات، روان 4 سنوات'.

جيران الأسرة المتوفية

وقطع حديثها الشاب عبد الله عمر، الذي شارك في محاولة إطفاء النيران داخل الشقة، وأصيب في ذراعه الأيمن بجرح قطعي: 'وقتها كنا قاعدين قدام العمارة، فاجئة لقينا صراخ، فجرينا نشوف في اي لقينا النار خارجة من البلكونة، والدخان مالي الدنيا، الأهالي أسرعوا واستحوذنا علي النيران وبدئنا في السيطرة عليه.. الدخان وصل للاسرة كلها وهما نايمين مش حاسين باللي حاصل، كسرنا عليهم الباب، وخرجناهم على نقالة الإسعاف، ولما وصولوا المستشفي قالوا إنهم ماتو باختناق الدخان'

الشاب المصاب في الحريق

بداية الأحداث كانت غرفة عمليات نجدة القاهرة، تلقت بلاغا يفيد بنشوب حريق فى أحدى العقارات فى دار السلام ، وتم الدفع بـ 5 سيارات إطفاء، وفرض كردون أمنى وتم محاصرة النيران، ومنع خطر الأمتداد لباقى المجاورات، وإخماد الحريق.

مدخل العقار الذى شهد الحريق

وكشفت التحريات الأولية لموقع الحادث، مصرع أسرة مكونة من 5 اشخاص ' زوج وربة منزل واطفالهم الثلاثة، إثر حريق شقة سكنية فى شارع الجمهورية بمنطقة دار السلام، بسبب ماس كهربى، وانتقل رجال الحماية المدنية بالقاهرة، و تمت السيطرة على النيران المشتعلة بالمكان، و تم نقل المتوفين للمستشفى.

وأضافت التحريات، النيران حاصرت أفراد الأسرة أثناء النوم بعد اشتعال النيران في محتويات الشقة نتيجة لماس كهربائي في توصيلة الكهرباء المؤدية إلى التلفيزيون، ما أدى إلى حدوث اشتعال في لوحة الكهرباء وامتدت النيران إلى محتويات الشقة بالكامل والتهمت جميع الأدوات المنزلية والمفروشات المتواجدة بالمكان.

وأشارت التحريات ، أن الحريق نتج عنه وفاة رمضان محمد قطب وزوجته كانت حامل في تؤام وأولاده الثلاثة وتمكن رجال الحماية المدنية من استخراجهم ونقلهم الى المشرحة، وتم انتداب المعمل الجنائى لتقدير الخسائر والأسباب الناجمة عن الحريق.

الحادث الأليم