اعلان

كيف تسللت عناصر "خلية الأميرية" الإرهابية من غرب العاصمة إلى "وكر القلج"؟

خلية الأميرية الإرهابية
خلية الأميرية الإرهابية

من جديد عادت 'خلية الأميرية' الإرهابية إلى الأفق، بعدما وجهت وزارة الداخلية ضربة استباقية لبقايا عناصر تلك الخلية، أمس الإثنين، بعدما داهمت شقة سكنية بمدينة القلج في محافظة القليوبية ،اختبأ فيها عنصرين إرهابيين شديدي الخطورة، أسفر عن مصرعهما عقب تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة.

وقالت الوزارة في بيان اليوم الإثنين، إن المداهمة جاءت بناءً على معلومات لقطاع الأمن الوطني بموقع اختباء العنصرين الإرهابيين، وإنهما ضمن عناصر خلية تم استهدافها في منطقة الأميرية بالقاهرة، أبريل الماضي، ومتورطين في استهداف المسيحيين واستشهاد المقدم محمد الحوفي، ضابط الأمن الوطني.

'أهل مصر' ناقشت خبراء أمنيين لاستطلاع جهود الأمن الوطني حول رصد وتتبع عناصر تلك الخلية، وكيف استطاعت الفرار والتسلل من الأميرية إلى منطقة القلج في القليوبية؟

يقول اللواء محمد قاسم، مدير مباحث القاهرة الأسبق والخبير الأمني، إن نشاط جماعة الإخوان كان متغلغلاً داخل المجتمع المصري، وهناك بعض المتعاطفين معه، رغم أنه تم كشفهم حاليا أمام المجتمع والوقوف على أهدافهم على وجه الدقة، إلا أن هناك بعض المواطنين لم يتفهموا حقيقة أهداف تلك الجماعة، ولا شك وجود سلبية من بعض المواطنين، على حد قوله.

أشار 'قاسم' في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر' أن اختيار عناصر تلك الخلية الإرهابية منطقة القلج، للاختباء فيها يرجع لكونها من المناطق الجديدة، وقاطنيها لا يعرفون بعضهم البعض، منوها كذلك بأن مثل تلك العناصر الإرهابية لا يتحركوا كثيرا من الشقة المختبأين بداخلها، خشية الرصد والتتبع الأمني.

'الناس مش بتحس بالنوع ده من المتهمين'، يوضح الخبير الأمني، مؤكدا أن أفراد هذا التنظيم بإمكانه التعايش مع المواطنين بصورة طبيعية دون إظهار أعماله وأهدافه الإرهابية وسط الآخرين.

واستطرد مدير مباحث القاهرة الأسبق، حديثه مشيدا بالكفاءة غير العادية من جهاز الأمن الوطني، في اكتشاف وتحديد أماكن اختباء تلك العناصر الخطرة، وتتبعهم وإجراء التحريات السرية الموسعة حولهم على وجه الدقة، وجمع المعلومات المطلوبة قبيل مداهمة الوكر الذي يختبأون بداخله، وذلك كله في إطار الحرص على حياة باقي المواطنين المجاورين لمحل الوكر الإرهابي.

'المدة ليست عنصرا حاكما في اختباء وتتبع العناصر الإرهابية'، يجيب الخبير الأمني، ردا على سؤال 'أهل مصر' عن توقيت هروب تلك العناصر في أبريل الماضي من منطقة الأميرية غرب العاصمة، وإمكانهم الوصول إلى منطقة القلج في القليوبية، وعلق قائلاً 'الهاربين كانوا مرصودين بلا شك'.

وشرح اللواء محمد قاسم موضحا أن منطقة القلج تقع بين الحضر والقرى، والمباني بداخلها عشوائية ما يجعلها مكانا مناسبا لهروب وتخفي العناصر الإرهابية بداخلها، مقارنة بأماكن أخرى مثل حدائق القبة والزيتون مثلا أو مدينة نصر، غالبية قاطنيها يعلمون بعضهم البعض، وبالنظر إلى مدينة القلج فإن كثافتها السكانية العالية يجعلها مكانا مناسبا لتخفي وهروب مثل أولئك المتهمين بها.

يعلق اللواء سمير عبد الهادي، الخبير الأمني، ونائب مدير أمن القاهرة الأسبق، موضحا أن رجال الأمن الوطني تتبعوا ورصدوا على مدار الأشهر الخمسة الماضية، أولئك العناصر الإرهابية، بعد فرارهم من القبضة الأمنية في منطقة الأميرية وقت مداهمة مكان الوكر الإرهابي الذي اختبأوا به.

أضاف 'عبد الهادي'، تعامل الأجهزة الأمنية مع عناصر خلية الأميرية، استغرق أكثر من 4 ساعات، وخوفا على حياة المواطنين والسكان المحيطين بالمكان، كان التعامل الأمني إزاء تلك البؤرة حذرا ودقيقا للغاية، حتى سقط غالبية أفراد الخلية قتلى خلال التعامل، فيما فر آخرون إلى مناطق أخرى، ومنها العناصر التي تم تصفيتها في مدينة القلج ظهر أمس الإثنين، داخل مدينة القلج.

'منطقة شعبية من السهل الاختباء بداخلها'، يشير الخبير الأمني موضحا أن فرار العناصر الإرهابية إلى مدينة القلج، يأتي كونها مكتظة بالسكان، و'محدش عارف حد هناك'، على حد قوله.

وتابع اللواء 'عبد الهادي' : 'القلج مش زى أى منطقة راقية ومن السهل جدا أن يختبأ بها عنصر إرهابي أشهر طويلة بعيدا عن الرصد الأمني في القاهرة والجيزة'، واستطرد موضحا ' الناس دي مش شغالة لوحدها..في ناس بتدير تلك الجماعات، وأولئك المتهمون مجرد أداة لتنفيذ أوامر وتعليمات قياداتهم، من خلال اتباع أساليب التخفي المدربين عليها، ينجحوا من خلالها النزول في منطقة شعبية مأهولة بالسكان.

يستطيع العنصر الإرهابي شديد الخطورة تغيير معالمه، يوضح نائب مدير أمن القاهرة الأسبق، مختتما حديثه 'دول مجرد قطع شطرنج يتنقل من مكان لآخر، مش هو اللي بيخطط، هو منفذ فقط لا غير'.

في مساء الثلاثاء 14 من أبريل الماضي، داهمت قوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية، خلية إرهابية اختبأت داخل إحدى الشقق السكنية بعقار في عزبة شاهين بالأميرية، وعلى مدار 4 ساعات من تبادل إطلاق النار، قدّمت قوات مكافحة الإرهاب ورجال الأمن الوطني ملحمة وطنية حتى تمكنوا من القضاء على الإرهابيين واقتحام وكرهم.

تبين من المعلومات الأولية أن العناصر الإرهابية تطلق نيران أسلحتها من منافذ شقة تقطن بعمارة مرتفعة جدا بعزبة شاهين بالأميرية، وخلال تبادل إطلاق النيران، ومع دخول المساء، اضطرت فصلت قوات الأمن الكهرباء عن عزبة شاهين بمنطقة الأميرية في القاهرة حيث مكان تبادل إطلاق النيران بين الشرطة وعناصر الخلية الإرهابية، لتسهيل عملية اصطياد الجناة في قبضة الأمن.

فيما نادت قيادات شرطية على سكان المنطقة في مكبرات الصوت وطالبتهم بالاحتماء داخل الشقق الخاصة بهم وعدم الاقتراب من الأبواب والمنافذ نهائيا.

وأسفرت المواجهات عن استشهاد المقدم محمد الحوفي بقطاع الأمن الوطني وإصابة ضابط آخر وفردين من قوات الشرطة، خلال التعامل مع عناصر الخلية الإرهابية بمنطقة الأميرية، بحسب بيان لوزارة الداخلية آنذاك.

جاءت مداهمة خلية الأميرية بناءً على معلومات وردت لقطاع الأمن الوطني عن وجود خلية إرهابية يعتنق عناصرها المفاهيم التكفيرية، تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق وجنوب القاهرة كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع أعياد عيد القيامة الماضية.

كما نجحت المواجهة الأمنية في القضاء على 7 عناصر إرهابية، عثر بحوزتهم على 6 بنادق آلية، و4 سلاح خرطوش، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة، وتحدد أحد مخازن الأسلحة والمتفجرات بمنطقة المطرية والتي كانوا يعتزمون استخدامها في تنفيذ مخططهم الإرهابي، وعثر بداخله على 4 بنادق آلية وكمية من الذخيرة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مؤتمر صحفي للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء (بث مباشر)