حلت اليوم السبت، الذكرى الثانية لاستشهاد العميد ساطع النعماني، نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، بطل الداخلية الشهيد الذي أصيب بطلق ناري في وجهه أثناء مشاركته في حفظ الأمن وتأمين أرواح المواطنين وتحديدًا بمنطقة بين السرايات، خلال احداث العنف التي زامنت الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس المتوفي محمد مرسي، في الثاني من يوليو عام 2013، ليسجل التاريح اسم الشهيد بخيوط من الذهب.
العميد 'النعماني' واحد من أولئك الذين ستظل دمائهم شاهدة على بشاعة الإرهاب اللعين الذي توغل في فترة حكم الإخوان، فقدم روحه فداء لوطنه، وقاوم الإرهاب الأسود بكل ما أوتي من قوة، إلا أن يد الغدر كانت أسرع، أردته مصابًا بطلق ناري في الوجه، ليستمر علاجه نحو خمس سنوات كاملة، خارج البلاد.
أصيب الضابط ساطع النعماني، في أحداث العنف التي وقعت بمنطقة بين السرايات بالجيزة، فقد على أثرها بصره أثناء تصديه ورجال الشرطة، لأعمال العنف التي زامنت الأحداث، وحظي حضور 'النعماني' بعد 14 شهرا قضاها في سويسرا بين الحياة والموت، إلي تراب الوطن مرة اخري، باستقبال حافل من رجال الشرطة ومؤسسة الرئاسة، وتم تكريمه في وقت سابق من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قبل رأسه في مشهد إنساني مؤثر ما زال في الأذهان بعد.
'وزارة الداخلية لم تتخلى عني في محنتي، ومستمر في خدمتي بعد العودة من رحلة العلاج بلندن.. وإن كنت فقدت بصري فإني أرى بعيون المصريين'، كلمات وأمنيات عاش عليها الشهيد العميد ساطع النعماني، نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، ذاك البطل الذي غيبه الموت عن عالمنا في 14 من نوفمبر من 2018، داخل مستشفى سانت ماري بلندن، ليرحل في هدوء تاركاً لنا ولأبنائه من رجال الأمن نموذجاً مشرفاً لضابط الشرطة، الذي قدم روحه فداء للبلاد، بعد سلسة من العمليات الجراحية الدقيقة التي أجراها خارج البلاد، بعد اصابته بطلق ناري في عينه ورأسه.
السيسي يقبل رأس العميد ساطع النعمانيفي حوار صحفي سابق للعميد ساطع النعماني، قال ' تلقيت رصاصة في رأسي دمرت العين اليسرى وعظام وجهي في الأحداث، ولا يهمنى ما حدث لي، رغم مرارته، فكل عمرى فداء الشعب والرئيس عبدالفتاح السيسي، إحنا كلنا فدا الوطن والرئيس، وسنظل معه حتى النهاية، للخلاص من الإرهاب، الذي يحصد الأرواح في الشارع دون تفرقة'.
يقول النعماني: ' أنا ضابط شرطة، مهمتي إنفاذ القانون، وأتعامل مع غير الأسوياء بقوانين صارمة، وهناك بعض الحالات أطبق فيها روح القانون، ولن أسعى إلى الانتقام من الجماعة أو غيرها من الجماعات الإرهابية، كما يردد البعض، فأى ضابط شرطة هو أخ وأب وقريب في كل أسرة مصرية، وحال الضباط هو نفس حال الأمناء والأفراد في وزارة الداخلية'.
أنا كنت أؤدى واجبي مثل أى ضابط وفرد شرطة، مهمتي كانت حماية الأمن، ونزلت الخدمة بدون سلاح، ومكنش في دماغي لا إخوان ولا غير إخوان، أنا أطبق القانون على الجميع بلا تفرقة، حاولت الفصل بين الإخوان وأهالى بين السرايات، وصعدت أعلى كوبرى ثروت، لمنع تفاقم الأحداث، ولم أتخيل بعد الإصابة والعودة للحياة أن هناك رئيس جمهورية «شايل هموم كل المصريين يفتكر واحد غلبان اسمه ساطع النعماني».
يتذكر البطل 'النعماني' أياما صعبة يرواها قائلا 'عشت فترة طويلة نادما على بقائي على قيد الحياة، لأننى تمنيت أن أموت شهيدا، وفقدت كمية كبيرة من الدم، لدرجة لم يصدق معها أحد أني مازلت قادرا على أن أعيش مرة أخرى، ووقتها ثبتت لي عظمة جمهورية مصر العربية والقيادة السياسية لاهتمامها بضابط «مش مهم زيى»، على حد قوله، ووزير الداخلية اهتم بسفري بطائرة خاصة إلى سويسرا، حيث قضيت 62 يوما في غيبوبة، وأفقت بعد هذه الفترة من الغيبوبة، وأنا لا أصدق أنني مازلت على قيد الحياة.
أوضح الراحل 'النعماني': 'زارني عدد من مسئولي وزارة الداخلية، عقب إفاقتي من الغيبوبة، وفوجئت بعشرات المواطنين المصريين المقيمين في سويسرا يقومون بزيارتي، حاملين في قلوبهم حبا وفي أياديهم باقات زهور، وعدد من جمعيات حقوق الإنسان في سويسرا ووفد شعبي مصري سافر لتوضيح الموقف من ثورة 30 يونيو'.
ووجه رسالة لأهالي منطقة بولاق، وكأنه كان مدركاً أنه سيلقي ربه في القريب العاجل، قال فيها 'مش هلاقي أحن ولا أطيب من قلوب أهالي بولاق في الكون كله، وهافضل أخدمهم عمري كله وجميعهم فوق رأسي'.