تكريما لجهوده وتضحياته ودماءه التي سالت دفاعا عن أرواح المواطنين، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرارا جمهوريا رقم 709 لسنة 2020، اليوم الخميس، بترقية إسم الشهيد اللواء ياسر حسن عبد الحميد عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات سابقا، استثنائيا، إلى رتبة اللواء بدرجة مساعد وزير الداخلية اعتبارا من 16- 11 - 2020.
نُشر القرار في الجريدة الرسمية بتاريخ 22 من ديسمبر الجاري، ونصت المادة الثانية منه على تنفيذ وزير الداخلية هذا القرار.
لم يهب الشهيد ياسر عصر، الموت واستكمل طريقه في إنقاذ أرواح المصريين حتى كلفه ذلك فقدان ياته، إذ استشهد اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات سابقا، استشهد أثناء قيامه بمهام عمله، ومشاركته في فحص حريق داخل محطة مترو مسرة، إلا أنه سقط داخل الهواية خلال محاولاته مساعدة رجال الحماية المدنية لإخماد الحريق.
غرفة عمليات النجدة تلقت بلاغًا باندلاع حريق داخل إحدى الهوايات بمحطة مترو مسرة، وحاول رجال الحماية المدنية السيطرة على الحريق، ومع محاولات رجال الإطفاء السيطرة على الحريق داخل الهواية، ساهم اللواء ياسر عصر، مع زملاءه في محاولات إخماد الحريق، خوفا على حياة المواطنين، حتى سقط داخل الهواية مما تسبب في استشهاده، متأثرا بإصابته.
ياسر عصر
ولطالما بذل الشهيد اللواء 'عصر'، جهودا عظيمة طيلة فترة خدمته، منذ تخرجه في كلية الشرطة، إذ وضع حماية أرواح زملائه والمواطنين نصب عينيه، وكان يشارك ميدانيا زملائه من ضباط وأفراد الشرطة أعمال البطولة التي يسطرها جهاز الشرطة يوما تلو الآخر.
خلال عام 2016، وإبان شغله منصب عقيد بشرطة النقل والمواصلات، وكان وقتها مأمورا لقسم شرطة الضواحي بمحطة مصر، أنقذ المسافرين في مشهد بطولي، عقب اندلاع حريق هائل داخل المحطة، وللشهيد ياسر عصر، مواقف بطولية عدة، إنما تدل بشكل قاطع على تبنيه شعار العمل الميداني بجوار ضباط وأفراد الوزارة في جميع الحوادث الطارئة والحرائق.
ياسر عصر
شرع اللواء ياسر عصر بنفسه في إخلاء الركاب من داخل القطار، وأمسك بطفاية حريق ثم تعامل مباشرة مع مصدر النيران ليمنع امتدادها إلى باقي عربات القطار حتى تمكنت الحماية المدنية من السيطرة على الحريق كاملًا.
وعقب انتهاء الحريق، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا للواء ياسر عصر، ظهر فيها بجانب القطار المحترق وعلى ملابسه آثار مواد الإطفاء، إذ أشاد الجميع ببطولته وشجاعته النادرة لإنقاذ العشرات.
عقب حادث حريق محطة الضواحي، خرج العقيد ياسر عصر، وقتها، في لقاء مصغر مع إحدى وسائل الإعلام، ووجه رسالة إلى المواطنين قائلا 'نفسي الناس تقدر المجهود المبذول من رجال الشرطة وتضحياتهم من أجل الحفاظ أرواح المواطنين'، وتابع موضحا 'نفسي لا ننساق وراء الشائعات، وشايفين يوميا بيحصل حالات استشهاد لضباط وأفراد ومجندين، وأنا بقول لزملائي الضباط والأفراد وأولادي المجندين إن ربنا يعينكم ويقويكم لمزيد من الجهد والعمل لصالح البلد اللي عايشين فيها'.
ياسر عصر
وحذر 'عصر' خلال حديثه من الشائعات والأقاويل غير الصحيحة قائلًا: 'لأن دي بلدنا وملناش وطن غير مصر، إحنا شايفين وإحنا أحسن من غيرنا كتير، ويجب أن نضع دائما في اعتقادنا أن الله لايضيع أجر من أحسن عملا'، واختتم حديثه آنذاك قائلاً ' أنا خدت مكافأتي من الله خلاص'.
ونتيجة لجهوده في حادث محطة الضواحي، كرّم اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية السابق، العقيد ياسر حسن عصر، رئيس قسم شرطة سكك حديد الضواحي، لموقفه البطولي والمشرف وتمكنه من السيطرة وإطفاء حريق اندلع بإحدى عربات قطار أثناء توقفه على رصيف المحطة مما أدى إلى عدم امتداد الحريق لباقي العربات.
ووجه وزير الداخلية الشكر والتقدير للضباط والأفراد المكرمين نظير جهودهم المميزة، وأدائهم وتفانيهم في أداء المهام الموكلة إليهم لحفظ واستتاب الأمن والحفاظ على أرواح المواطنين.
ونعت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق وقيادتها وجميع العاملين بها اللواء ياسر عصر وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، في الوقت الذي شيع فيه المئات من أهالي قرية مشتهر بطوخ، بتاريخ 17 من نوفمبر الماضي، جثمان شهيد الواجب اللواء ياسر عصر، إذ سادت حالة من الحزن بين أهالي القرية، الذين أكدوا على أن الشهيد كان يتمتع بحسن الخلق، والسيرة الحسنة، ويحظى باحترام الجميع.
فيما غرد المئات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمين صورًا لشهيد الواجب متذكرين بطولته وشجاعته، مطالبين بتكريمه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
