بعد أقل من 24 ساعة، أوقعت مباحث القاهرة بممرضة مزيفة، متهمة بخطف رضيع من والدته بمستشفى أبو الريش للأطفال، بعد هروبها واختبائها بمنطقة المرج.
كعادتها وبينما كانت تعج مستشفى أبو الريش بالطوابير الطويلة من المرضى ومكتظة على آخرها بروادها من آباء وأمهات الأطفال المرضى، لتوقيع الكشوفات الطبية، الجميع في انتظار مجيئ دورهم للكشف على صغارهم، والانصراف من الطوابير الطويلة خشية الإصابة بالفيروس اللعين 'كورونا'، رصدت المتهمة والدة الرضيع الصغير ويدعى 'محمد حمادة'، صاحب الشهور الثلاثة، منتظرة دورها في إحدى الطوابير، نصبت شباكها عليها ودار بينهما حديثا قصيرا، انتهى بمأساة حقيقية.
أبو الريش
'تعالي يا حبيبتي وأنا أساعدك، ربنا يشفيلك ابنك'، جملة عابرة تلقتها والدة الطفل بحرارة بالغة، إذ تلقت حديث 'الشيطانة' بآذان غير واعية، بالفعل خرجت من الطابور بعدما أوهمتها الأخيرة بأنها ممرضة تعمل بالمستشفى وستقوم بمساعدتها، وأقنعتها بأنها ستنهي لها بعض الأوراق من مكتب إداري بالمستشفى حتى تتمكن من الكشف على طفلها.
بالفعل حملت المتهمة التي كانت ترتدي بالطو أبيض، الرضيع الصغير، بعدما أوهمت أمه بأنها ستساعدها في تخطي دورها للكشف على صغيرها، لحظات معدودة مرت على انصرافها بالطفل، حتى زاغت عن أبصار والدة الطفل، لتكتشف الأخيرة جريمة اختطاف رضيعها على يد الشيطانة.
انتبه رواد المستشفى إلى صراخ وصدمة الأم، والتي ظلت تهذي بكلمات قليلة 'ابني يا ناس.. ضنايا يا ناس'، اقترب منها قليلون لتروي لهم تفاصيل ما دار بينها وبين صاحبة البالطو الأبيض، توجهت الأم برفقة آخرين إلى أمن المستشفى لمطالعة كاميرات المراقبة، حتى وردت معلومة لأحد أفراد المباحث المتواجدين بنقطة شرطة المستشفى، وبدأت رحلة الاستجابة لاستغاثة الأم المسكينة.
أبو الريش
وأصدرت قيادات مباحث العاصمة توجيها سريعا لرئيس مباحث قسم شرطة السيدة زينب ومعاونيه، بسرعة ضبط المتهمة الهاربة وإعادة الرضيع الصغير لأحضان أمه، لما تمثله الجريمة من خطر داهم على المجتمع، فبينما استمع رجال المباحث لأقوال الأم بشكل دقيق ومناقشتها في أدق التفاصيل، تولى فريق آخر تفريغ كاميرات المراقبة المتواجدة داخل المستشفى وخارج أسوارها.
وبالفعل رصدت الكاميرات السيدة المتهمة، وتطابقت أوصافها مع المواصفات التي أدلت بها والدة الرضيع الصغير، وأظهرت الكاميرات ارتدائها بالطو أبيض، وانصرافها بصحبة سائق تاكسي استقلها لمكان غير معلوم.
جهود مضنية بذلها رجال المباحث، توصلت إلى هوية سائق التاكسي الذي استقل المتهمة، وجرت مناقشته على وجه الدقة، حول مكان توصيل السيدة المتهمة، وأشار السائق في أقواله إلى أن السيدة كانت تحتضن طفلًا صغيرًا، وفي يدها حقيبة يد، طلبت منه توصيلها إلى منطقة العجوزة.
أبو الريش
وبالتزامن مع ذلك، أعاد رجال المباحث مناقشة والدي الطفل المختطف، لبيان وجود أية عداوات أو خلافات شخصية مع آخرين، حتى توصلت التحريات أخيرا إلى مكان اختباء المتهمة، إذ لجأت للهرب داخل شقة بمنطقة المرج أقصى شرق القاهرة.
وبينما كان يعكف رجال المباحث على تحديد مكان هروب المتهمة، عثر أفراد الأمن الإداري بمستشفى جزيرة الدهب في الجيزة، على طفل رضيع، تبين أنه الصغير المختطف من والدته بمستشفى أبو الريش لأطفال بالسيدة زينب، ليتبين أن المتهمة تركته في مستشفى بالجيزة بعد ساعات من تنفيذ جريمتها، لتضليل رجال المباحث، عقب تداول الواقعة على منصات 'السوشيال ميديا'.
أبو الريش
مأمورية مكبرة من رجال مباحث السيدة زينب والمرج، داهمت مكان اختباء المتهمة، وألقت القبض عليها، لتصاب الأخيرة بصدمة كبيرة جراء تحديد مكانها والقبض عليها بتلك السرعة الفائقة من جانب رجال المباحث.
وفتحت النيابة العامة تحقيقا فوريا مع المتهمة فور القبض عليها، وطلبت تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الواقعة، وأسفرت التحقيقات الأولية أن المتهمة تدعى 'الزهراء'، تعمل ممرضة سابقة في عيادة خاصة، متزوجة عرفيا من 'ياسر'، ولا يوجد أى أوراق رسمية تدل على زواجهما العرفي، إلا أنها تقيم بمنطقة المرج بصحبة عشيقها.
تباشر النيابة العامة تحقيقاتها مع المتهمة، لبيان الملابسات الكاملة التي دفعتها لخطف الطفل الرضيع من والدته، واستعجلت تحريات المباحث حول ملابسات الواقعة، ومن المقرر أن تجري النيابة مواجهة قانونية بين المتهمة ووالدة الرضيع الصغير.