إضاءات على "السرود الشعبية": سيد فارس وفتحي عبدالسميع في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب 2025

معرض القاهرة الدولي للكتاب
معرض القاهرة الدولي للكتاب
كتب : أهل مصر

نظّم مركز أبوظبي للغة العربية ندوة بعنوان 'السرود الشعبية: إضاءات على تجارب مبدعة'، وذلك ضمن فعاليات الدورة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، شارك في الندوة كل من الشاعر فتحي عبدالسميع والدكتور سيد فارس، فيما أدارها الدكتور محمد شحاتة العمدة، الذي استهل اللقاء قائلاً: 'نحن اليوم على موعد مع ينبوع ثري من ينابيع الثقافة الإماراتية، وهو جائزة 'سرد الذهب' الصادرة عن مركز أبوظبي للغة العربية، والتي نحتفي بدورتها الثانية، لا سيما فرع السرود الشعبية'.

الحكايات الشعبية: إرث ثقافي عريق

في مداخلته حول كتابه 'موسوعة الحكايات الشعبية: ألف وثمانون حكاية من شمال صعيد مصر'، أوضح الدكتور سيد فارس أن هذا العمل يسلط الضوء على أحد أهم عناصر التراث الثقافي غير المادي، وهو الحكايات الشعبية، وأشار إلى أن هذه الحكايات تمثل مخزونًا زاخرًا بالحكمة والقيم التي تعكس خلاصة تجارب المجتمعات الإنسانية، وتنقل معاني سامية ورموزًا ثقافية عريقة، كما شدّد على دور الحكايات الشعبية في تنشئة الأجيال الجديدة، وصقل مواهبهم، وتنمية مداركهم من خلال ما تحمله من قصصٍ مليئة بالقيم الأصيلة والمعاني النبيلة.

معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب

وأضاف الدكتور فارس أن موسوعته تعدّ محاولة جادة لجمع وتوثيق الحكايات الشعبية المنسية والمتناثرة في شمال صعيد مصر، الذي يُعدّ من أغنى المناطق بهذا التراث، واستعرض تفاصيل الموسوعة المؤلفة من ثلاثة أجزاء، والتي تضم 1080 حكاية شعبية موزعة على 44 بابًا، وأشار إلى أن جمع وتدوين هذه الحكايات استغرق أكثر من عقدين من الزمن (1998-2021)، معتمدًا في ذلك على منهجية أنثروبولوجية دقيقة.

الشاعر فتحي عبدالسميع: كشف أبعاد التراث الخفي

تناول الشاعر فتحي عبدالسميع في كلمته كتابه 'التراث الخفي: الرواية الخليجية للسيرة الهلالية والأسطورة السومرية'، والذي يتألف من قسمين مترابطين، وافتتح حديثه بالإشارة إلى مفهوم 'التراث الخفي'، حيث يتم نقل التراث من منطقة إلى أخرى عبر العصور، مما يؤدي إلى ذوبان ملامحه الأصلية وتشكّله بما يتناسب مع البيئات الجديدة التي يحتضنها.

معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب

الرواية الخليجية للسيرة الهلالية

القسم الأول بعنوان 'الرواية الخليجية للسيرة الهلالية'، وينطلق من ملاحظة غياب الرواية الخليجية للسيرة الهلالية، رغم انطلاق السيرة منها، ووجود أحداثٍ كثيرة وقعت في نجد وبلاد السرو وعبادة، ورغم وجود روايات كثيرة للسيرة في الشام وشمال إفريقيا وجنوبها. ويذهب الكاتب إلى وجود رواية خليجية للسيرة، لكنها مفقودة، ويمكن اقتفاؤها في الحكايات الشعبية الصغيرة من خلال قراءة تلك الحكايات قراءةً فنية تقدّر الرموز وترصد التلميح قبل التصريح. ويقدّم الكتاب نموذجًا تطبيقيا يكشف مِن خلاله كيفية اختفاء الهلالية في الحكايات الشعبية.

أمّا القسم الآخر 'الأسطورة السومرية في السيرة الهلالية'، فيذهب إلى أن الأسطورة السومرية تعيش في طيات السيرة بشكلٍ خفي، ويقوم الكاتب بذِكر الشواهد التي تؤكد ذلك، وتثير الكثير من الأسئلة الجديدة حول الهلالية التي يعتبرها الكاتب عملاً إبداعيًا إنسانيًا رفيع المستوى، وينادي بتحريرها من بني هلال وتاريخِهم.

اختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية الجهود المبذولة في توثيق ودراسة التراث الشعبي باعتباره كنزًا ثقافيًا غنيًا يمكن استثماره لإحياء الهوية الثقافية، وتعزيز الحوار بين الأجيال.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً