قال محمد محمود، الخبير الاقتصادي، إن رواندا تعد دولة محورية وهامة في إفريقيا لما تقدمه من نموذج تنموي شامل، والتي تعتبر أحد دول حوض النيل، وبالتالي يمكن التنسيق معها بشأن عرض وجهات النظر المصرية على مسؤولي سد النهضة الإثيوبي.
وأضاف "محمود"، في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن التبادل التجاري بين مصر ورواندا بلغ نحو 24 مليون دولار في عام 2018، وهو الأمر الذي لا يتناسب مع طموحات البلدين، وخصوصًا في ظل وجود اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، كما تقدم مصر منح دراسية والعديد من الدورات التدريبية في كافة المجالات التنموية والعسكرية للطرف الرواندي.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن رواندا دولة مساحتها صغيرة دون منفذ بحري يتنفس منه إلا أنها قدمت نموذج للتنمية الاقتصادية بالقارة الأفريقية، حيث تهتم رواندا بالتعليم كما أنها بدأت في بناء هوية من خلال تغيير لغة التدريس من اللغة الفرنسية إلى اللغة الإنجليزية، مشيرًا إلى أنها انخفضت نسبة الأمية في رواندا من أكثر من 50 % إلى 22 % تقريبًا، وهو تطور يستحق الإشادة.
وأكد "محمود"، أن الحكومة تعمل في رواندا على إحياء منظومة الحكومة الإلكترونية عام 2014، وحصد المواطن في رواندا الجهود الحكومية، حيث يتم حاليًا استخراج وتجديد العديد من الوثائق الإدارية الحكومية عن بعد.
وأشار إلى أن رواندا تهتم بريادة الأعمال وتقدم كافة أشكال الدعم للشركات الناشئة، وتم تتويج هذه الجهود بصنع أول هاتف ذكي إفريقي تحت مسمّى MaraPhone كما استخدم رواندا الطائرات بدون طيار بالمستشفيات، في ظل انتشار جائحة كورونا ، كما أن رواندا تقدم نموذج في العمل العام ، حيث يتم تطبيق ما يعرف ببرنامج "أومجاندا" ويعني هذا المصطلح خدمة المجتمع، حيث يجب أن يخرج جميع سكان العاصمة يوم السبت الأخير من كل شهر لتنظيف شوارع المدينة بكل الفئات في البلاد، ولذلك فإن العاصمة الرواندية كيغالي هي أهم أنظف مدينة في قارة إفريقيا.
وتابع، لابد أن يكون هناك استفادة متبادلة وتعميق العلاقات بين الطرفين، وخصوصًا في ظل التطور الملحوظ في العلاقات المصرية الأفريقية.
واقترح الخبير الاقتصادي، إنشاء مؤسسة ترعى المشروعات الصغيرة والابتكار بين رواندا ومصر، وذلك لتحقيق أقصى استفادة من الأفكار المطروحة وإطلاق جائزة لريادة الأعمال في البلدين تعمق مفهوم الصداقة بين الشعب المصري والشعب الرواندي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
