كشفت دراسة أعدها مركز الأبحاث التابع للكونجرس الأمريكي ، عن وجود 3 تحديات تهدد استمرار هيمنة الدولار والتي من أبرزها:
التحدي الأول: تصاعد الدور الصيني
تصاعد الدور الصيني في الاقتصاد العالمي والتي تحاول تعزيز استخدام عملتها بشكل أوسع عما هي عليه.
التحدي الثاني : العقوبات المالية الأمريكية
وأضافت الدراسة أن التحدي الثاني هو 'العقوبات المالية الأمريكية' والتي تستفيد الولايات المتحدة منها على الصعيد السياسي، ولكن الخزانة الأمريكية حذرت في أوقات مختلفة من أن الاستخدام المكثف للعقوبات المالية قد يهدد الدور المركزي للدولار والنظام المالي الأمريكي، إذ أنه يدفع بعض الدول للبحث عن أنظمة أخرى لتقليل اعتمادهم على الدولار.
مايكل هارتنت محلل اقتصادي في 'بنك أوف أميركا' قال في تحليل في مارس من 2022 إن 'استخدام الدولار كسلاح في حقبة جديدة من العقوبات ستؤدي إلى انخفاض الدولار الأمريكي'
العملات الرقمية التحدي الثالث
أما التحدي الثالث، فهو ظهور العملات الرقمية والتي أوجدت أسواقا خاصة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدرس إنشاء سلة عملات رقمية أمريكية تدعم الحفاظ على مكانة الدولار في المدفوعات الدولية.
وقال الكاتب الاقتصادي الأميركي، راندال فورسيت في مقالة نشرها موقع 'بارونز' إن 'الدولار الأمريكي' إذا لم يواجه المشاكل التي يواجهها قد يكون 'في مسار مشابه للمسار الذي اتبعه الجنيه البريطاني منذ قرن مضى ليصبح لعنة'.
تأثيرات الديون الأمريكية على قيمة الدولار
وأضاف أن التهديد الأكبر هو 'التخلف عن السداد إذا لم يرفع الكونجرس سقف الدين، إذا ما ترافقت مع عدم وضع الديون على مسار مستدام طويل الأجل'.
واستعرض المقال التبعات الاقتصادية التي لحقت بالصناعات الأميركية، ودفعها لنقل الإنتاج خارج الولايات المتحدة، ولكن بعد مشاكل سلاسل التوريد خلال جائحة كورونا دفعت بإعادة توطين الصناعات الأميركية في داخل الولايات المتحدة.
فخ الدولار والسقوط المحتمل
من جانبه الاقتصادي الأميركي، إسوار براساد قال إن من عوامل قوة الدولار واستمرار همينته أن الجميع يرغب باستمرار وجود 'دولار قوي'، خاصة وأن حوالي دين الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة يبلغ 53 تريليون دولار، وجزء كبير منها يملكها مستثمرون أجانب، بما فيها دول منافسة مثل الصين.
وأضاف أنه في حال انخفاض قيمة الدولار رغم المكاسب التي ستحققها واشنطن إلا أن هذا يعني بالضرورة تراجع قيمة أصول هذه الديون التي يمتلكها المستثمرون الأجانب، وهو ما يطلق عليه البعض اسم 'فخ الدولار'.
وأشار براساد في مقال نشره موقع صندوق النقد الدولي أن 'يستمر الدولار كعملة احتياطية مهمة حتى لو تراجعت مكانته كعملة للدفع'.
وأوضح بارساد أن تفوق الدولار يمنح الولايات المتحدة نفوذا كبيرا، إذ أن غالبية المعاملات حول تجري بالدولار، وهو ما يدعم النظام المصرفي الأميركي، ناهيك عن قدرة السياسات المالية والنقدية الأميركية على التأثير على بقية العالم من خلال 'قيمة الدولار'.