استمرت أسعار الذهب المحلي في مصر تسجيل انخفاض تدريجي وذلك كنتيجة لانخفاض أسعار الذهب العالمي، بينما تترقب الأسواق اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من جلسة اليوم، وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعا اليوم الأربعاء 2285 جنيه للجرام ليتداول اليوم عند أدنى المستويات في قرابة شهر، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 18280 جنيه.
وكشف التقرير الفني لجولد بيليون حدوث عمليات بيع على الذهب في مصر مع استمرار تراجع الطلب على الشراء وسط رغبة العديد من المشاركين في الأسواق في انتظار المزيد من الهبوط في الذهب قبل الشراء مجددا، حيث يتطلع البعض لإعادة اختبار مناطق القاع السعري 2200 جنيه للجرام.وانخفضت أسعار الذهب الفورية اليوم بنسبة 0.4 % ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1931 دولار للأونصة، وذلك بعد أن سجل أدنى مستوى منذ 3 أشهر عند 1928 دولار للأونصة منخفضا منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.4 % ليفقد أكثر من 26 دولار.
وأشار تقرير جولد بيليون إلي أن الذهب فشل في الحصول على أي دعم للعودة إلى التعافي والاستقرار فوق المستوى 1950 دولار للأونصة، وذلك على الرغم من قرار تثبيت أسعار الفائدة عند النطاق بين 5.0 %- 5.25 %، يرجع هذا إلى كون قرار الفيدرالي يوم أمس قد تم تسعيره بشكل كامل في الأسواق، وكان التركيز الفعلي للمشاركين في الأسواق على بيان البنك وعلى تصريحات رئيس البنك جيروم باول.
وذكر التقرير أن أهم النقاط التي تعرض لها الفيدرالي والتي أثرت على أسواق الذهب بشكل مباشر كانت استمرار البنك في محاربة التضخم والتزامه بوصوله إلى المستهدف 2 %، وأن البنك يرى تماسك النمو الاقتصادي الذي رفع توقعات إلى 1 % هذا العام من التوقعات السابقة عند 0.4 % بعد الأداء الإيجابي الكبير لقطاع العمالة وخلق الوظائف إلى جانب ارتفاع مستويات الأجور الأمر الذي دعم التضخم بشكل أساسي.
وكان رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول قال إن قرار تثبيت الفائدة خلال اجتماعه أمس هو فرصة لدراسة تطورات أوضاع السوق من قبل أعضاء البنك وتقييم الخطوات السابقة، ليشير أن الفائدة ستعود إلى الارتفاع لموجهة التضخم وقد تشهد مرتين من الارتفاع قبل نهاية العام.
وقال تقرير جولد بيليون أن من النقاط المهمة هو عدم نية البنك الفيدرالي خفض الفائدة خلال هذا العام، على أن يكون خفض الفائدة خلال عامين وسيكون مناسب عندما يبدأ التضخم في الانخفاض بوتيرة سريعة.
أما عن تحركات الدولار الأمريكي فبعد أن انخفض يوم أمس وسجل أدنى مستوياته منذ شهر وفقا لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، استطاع الدولار أن يقلص جزء كبير من خسائره قبل الإغلاق يوم أمس، وعاد اليوم إلى الارتفاع بنسبة 0.2 %.
أيضا ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية بعد توقعات الفائدة من الفيدرالي ومن الأسواق، حيث ارتفع العائد على سندات لأجل 10 سنوات بنسبة 0.9 % للتداول عند 3.826 % بالقرب من أعلى مستوياتها منذ بداية شهر مارس. أما عن العائد على السندات لأجل عامين الذي يعد أكثر حساسية لتغيرات أسعار الفائدة فقد ارتفع يوم أمس وسجل أعلى مستوياته منذ الأسبوع الأول من مارس عند 4.831 %.
اجتماع الفيدرالي وتأثيره على أسهم شركات الذهب
كان لاجتماع البنك الفيدرالي ونظرته لمستقبل السياسة النقدية تأثير سلبي مباشر على الاستثمارات المتعلقة بالذهب مثل أسهم شركات الذهب والتعدين إلى جانب صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب. وانخفضت أسهم الذهب والتعدين بشكل عام بسبب انخفاض أسعار الذهب وبسبب تراجع الطلب على الأسهم التي تتأثر سلباً بتوقعات رفع الفائدة، كونها تفقد جاذبية المستثمرين لصالح أسواق السندات.
وقد أظهر سهم شركة نيومونت المصنفة الأولى عالمياً باحتياطي من الذهب يصل إلى 96.1 مليون أونصة في إحصاء ديسمبر الماضي انخفاض بنسبة 2% وذلك بعد محاولات التعافي هذا الأسبوع، ولكن عاد الضغط السلبي من جديد ليتداول السهم بالقرب من أدنى مستوياته منذ نهاية أكتوبر الماضي.
أما عن صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب فقد شهدت المزيد من التراجع في أداءها منذ بداية الأسبوع، حيث انخفض صندوق SPDR للاستثمار في الذهب والذي يعد الأكبر عالمياً بإجمالي أصول 60 مليار دولار ليسجل هذا الأسبوع انخفاض بنسبة 0.8%.
الانتعاش في عوائد السندات يكون لها تأثير سلبي على أداء صناديق الاستثمار، خاصة أن البنك الفيدرالي قد أعطى شبه اتجاه للأسواق بعد اجتماعه يوم أمس، لتتهيأ الأسواق الآن لمزيد من رفع الفائدة وهو ما قد ينعكس على الذهب بمزيد من التراجعات خلال الفترة المقبلة.