اعلان

الذكاء الاصطناعي يحكم.. كيف تؤثر روبوتات الدردشة على التضليل المعلوماتي؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تُعتبر روبوتات الدردشة، مثل ChatGPT، سلاح ذو حدين حيث يمكن استخدامها في التدقيق المعلوماتي وتسريع الحصول على البيانات إلا أنها أداة قوية يمكن استخدامها في نشر التضليل المعلوماتي بطرق عديدة ومتنوعة في ظل التحذيرات التي أطلقها الخبراء والمختصين من دورها في انتشار «الأخبار الزائفة».

وحسب تقرير التضليل في عصر "تشات جي بي تي" الصادر عن معهد "مودرن وار" تتيح روبوتات الدردشة التلاعب بمستخدميها، وربما دفعهم للقيام بأشياء تتعارض ومصالحهم» مشيراً إلى تأثير هذه التقنية على أحداث مهمة مثل الانتخابات مما يعطل الديمقراطية ونشر معلومات زائفة عن جائحة (كوفيد - 19)، ما يؤثر سلبا على صحة المواطنين.

وقال أشرف صلاح الدين خبير تكنولوجيا المعلومات أن روبوتات الدردشة مثل جميع الأدوات التقنية قد تكون «مفيدة» في بعض الأحيان أو ضارة في أحيان أخرى وفقاً للطريقة التي يتم استخدامها بها موضحا أن هناك بعض الطرق التي تؤثر بها هذه الروبوتات على انتشار الأخبار الكاذبة مثل توليد محتوى مزيف بشكل كبيرحيث يمكن لهذه الروبوتات توليد نصوص واقعية ومقنعة للغاية، مما يجعل من الصعب تمييز المحتوى المزيف عن المحتوى الحقيقي.

وأضاف صلاح الدين في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أنها تنشر الأخبار الكاذبة بسرعة وفعالية على نطاق واسع وفي وقت قصير جداً، مما يجعل من الصعب احتواء انتشارها،لافتاً إلى أن أبرز تلك الطرق تخصيص الرسائل حيث تقوم الروبوتات بإعداد الرسائل لتناسب جمهور معين، مما يزيد من فعاليتها في التأثير على الرأي العام كذلك محاكاة المحادثات البشرية بشكل مقنع، مما يجعل من الصعب اكتشاف أنها مزيفة.

ووفقاً لدراسة نشرت نهاية العام الماضي على موقع المسودات البحثية «بيور أركايف» فإن «تشات جي بي تي» استطاع كتابة ملخصات بحثية «مقنعة بحيث لم يستطع العلماء كشف زيفها»، لا سيما بعد «اجتياز هذه الأبحاث اختبار كشف الانتحال، مسجلة نسبة أصالة 100%».

وضرب صلاح الدين أمثلة على استخدام روبوتات الدردشة في تزييف البيانات موضحاً أن أبرزها إنشاء حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي ونشر الأخبار الكاذبة عبر هذه الحسابات، مما يزيد من مصداقيتها بالإضافة إلى التلاعب بالبحث عبر الإنترنت عن طريق إنشاء عدد كبير من المواقع الإلكترونية التي تحتوي على معلومات كاذبة فضلاً عن الهجوم على الأفراد والمؤسسات: يمكن استخدام الروبوتات للهجوم على الأفراد والمؤسسات عن طريق نشر الشائعات والإشاعات.

وشرح خبير تكنولوجيا المعلومات عدة خطوات لحماية البيانات من التضليل بواسطة روبوتات الدردشة منها التحقق من المصادر ومراجعتها قبل تصديق أي معلومة، كذلك الحذر من الأخبار التي تثير العواطف لأن غالباً ما تكون الأخبار الكاذبة مصممة لإثارة العواطف، مثل الغضب أو الخوف.

وطالب صلاح الدين باستخدام أدوات التحقق من الحقائق المتاحة للتحقق من صحة المعلومات مشددا على ضرورة التشكيك في المعلومات التي تظهر بشكل مثالي في غير موضعها إذا كانت المعلومة تبدو جيدة جداً لتصديقها، فمن المحتمل أنها كاذبة.

وحظر معهد (ساينس بو) للدراسات السياسية استخدام «تشات جي بي تي» على طلابه، مهددا بعقوبات صارمة تصل حد الفصل معتبراً إن هذه الأداة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، تثير مخاوف كبيرة لدى الجهات التعليمية والبحثية في مختلف أنحاء العالم بشأن الغش عموماً، والسرقة الأدبية خصوصاً».

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً