اعلان

أسعار النفط تشهد تراجعًا.. زيادة المخزونات الأمريكية وتوقعات بزيادة المعروض أبرز الأسباب

اسعار النفط
اسعار النفط
كتب : أهل مصر

سجلت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا في ختام تداولات يوم الجمعة، حيث أغلقت العقود الآجلة لخام برنت القياسي عند 71.04 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 67.02 دولارًا للبرميل.

ويعكس هذا الانخفاض بنسبة 2% في أسعار النفط مقارنة مع الجلسات السابقة، بالإضافة إلى ذلك، سجلت الأسعار خسائر أسبوعية بنسبة 4% لخام برنت و5% للخام الأمريكي، ما يعكس تحديات إضافية تواجه أسواق الطاقة العالمية في الوقت الراهن.

السوق العالمي

تأتي هذه التراجعات في الأسعار في وقت حساس يشهد فيه السوق العالمي تطورات متسارعة على صعيد المعروض والطلب، حيث أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة قد ارتفعت بمقدار 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يتجاوز بكثير التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 750 ألف برميل. هذا الارتفاع في المخزونات يعكس عدم قدرة الطلب المحلي على استيعاب حجم الإنتاج المرتفع، مما ساهم في الضغط على الأسعار.

العوامل المؤثرة في أسواق النفط

تتعدد العوامل التي أسهمت في تراجع أسعار النفط الأسبوع الماضي، ويأتي من أبرزها زيادة المخزونات الأمريكية التي تشير إلى وفرة المعروض في السوق، ويضاف إلى ذلك التوقعات التي قدمتها وكالة الطاقة الدولية (IEA)، والتي تشير إلى أن المعروض العالمي من النفط سيتجاوز الطلب في عام 2025 حتى إذا استمرت تخفيضات الإنتاج من تحالف أوبك بلس.

وهذه التوقعات جاءت على خلفية زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة وغيرها من منتجي النفط غير الأعضاء في أوبك.

وفي الوقت نفسه، خفضت منظمة أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 و2025، وهو ما يمثل المراجعة الرابعة من نوعها خلال العام الجاري، ويعكس هذا التعديل في التوقعات تأثير تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي على الطلب على الطاقة، في ظل استمرار الضغوط التضخمية وتباطؤ النشاط الاقتصادي في العديد من الأسواق الكبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي.

تحولات في ديناميكيات السوق العالمي

الأسواق النفطية تتسم حاليًا بتقلبات غير مسبوقة، حيث أن زيادة الإنتاج في بعض المناطق مثل الولايات المتحدة قد يضغط على الأسعار في المدى القصير، فيما يشير المحللون إلى أن الطلب العالمي قد يظل ضعيفًا في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي في العديد من الاقتصادات الرئيسية.

وتستمر التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط في إحداث بعض التأثيرات على أسواق النفط، لكنها في الوقت نفسه لم تؤد إلى ارتفاعات حادة في الأسعار كما كان الحال في فترات سابقة، وفي المقابل، يعد تحالف أوبك بلس، الذي يضم دولًا من منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) إلى جانب دول أخرى مثل روسيا، أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق النفط، وقد اضطرت المنظمة في الفترة الأخيرة إلى خفض توقعاتها لنمو الطلب في المستقبل، وهو ما قد يضعف من تأثير تخفيضات الإنتاج التي تقوم بها في محاولة لتحقيق توازن في السوق.

وعلى الرغم من هذه التخفيضات، تشير التوقعات إلى أن المعروض من النفط سيظل يتفوق على الطلب في العام المقبل، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على الأسعار.

التوقعات المستقبلية

في ضوء هذه العوامل، يواصل المحللون توجيه أنظارهم إلى تطورات السوق النفطية في الأشهر القادمة، من جهة، تزداد المخاوف من أن استمرار زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين قد يؤدي إلى تشبع السوق بالمعروض، مما سيحد من قدرة أوبك على رفع الأسعار عبر تخفيضات الإنتاج.

ومن جهة أخرى، تبقى التوقعات بأن السوق سيشهد بعض التحولات بعد عام 2025، حيث من المحتمل أن يشهد الطلب على النفط انتعاشًا تدريجيًا في ظل تحسن الأوضاع الاقتصادية عالمياً، لكن في الوقت نفسه، يبقى أن أسواق النفط ستظل تتأثر بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي يصعب التنبؤ بها بدقة، ما يجعل من الصعب التوقع بمستوى ثابت لأسعار النفط في المدى القريب، ويبدو أن أسواق النفط ستظل في حالة من التقلبات الحادة، مع توقعات بأن تواصل الدول المنتجة الضغط على الإنتاج للحفاظ على توازن الأسعار في المستقبل.

زيادة المعروض من النفط

التحديات التي تواجه أسواق النفط في الوقت الحالي تتنوع بين زيادة المعروض من النفط، تراجع الطلب العالمي، وتوقعات ارتفاع الإنتاج في السنوات القادمة، بينما تستمر أوبك بلس في محاولة التكيف مع هذه الظروف، يبقى أن أسعار النفط ستظل تحت ضغط في المدى القصير وسط هذه التحولات الكبيرة في المعروض والطلب.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً