من المتوقع أن تشهد البنوك الإماراتية ودول الخليج بعض التحديات الاقتصادية في عام 2025، على الرغم من تحقيقها أرباحاً قوية في السنوات الأخيرة نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة، وقد يؤثر انخفاض أسعار الفائدة، الذي بدأه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، على هوامش الربح في القطاع المصرفي، كما أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة قد تضع ضغوطاً إضافية على الاقتصاد الكلي.
أرباح البنوك الإماراتية:
تشير توقعات وكالة 'إس آند بي غلوبال ريتينغز' إلى أن أرباح البنوك الإماراتية ستتراجع بشكل طفيف في 2025 بعد أن حققت أرباحاً مرتفعة في عام 2023 نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة. بالرغم من هذا التراجع الطفيف في الأرباح، من المتوقع أن تظل معدلات الإقراض مستقرة بفضل البيئة الاقتصادية الداعمة، مما يعزز نمو دفاتر القروض للبنوك.
خفض أسعار الفائدة وتأثيره:
خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة في ديسمبر 2024، وهو ما يُتوقع أن يؤثر بشكل طفيف على الربحية في البنوك الإماراتية. يشير التقرير إلى أن خفض الفائدة سيضغط على صافي هامش الفائدة في البنوك الخليجية، لكن التأثير سيكون محدوداً على المدى القصير، حيث من المتوقع أن يتراوح تأثيره على هوامش الربح بين 25 إلى 60 نقطة أساس في الإمارات ودول الخليج الأخرى.
القطاع العقاري:
يظل الانكشاف على القطاع العقاري محدوداً بالنسبة للبنوك الإماراتية، حيث تشير التقارير إلى أن معظم المعاملات العقارية تتم نقداً، ولا تعتمد البنوك بشكل كبير على التمويل العقاري. كما أن نسبة القروض المتعثرة في البنوك الإماراتية تبقى منخفضة بفضل استقرار الاقتصاد الوطني.
التوترات الجيوسياسية:
تشير وكالة 'إس آند بي' إلى أن المخاطر الجيوسياسية في المنطقة، مثل التوترات بين إيران وحلفائها من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، قد تؤثر على استقرار الأسواق المالية في دول الخليج. في حالة تصاعد الصراع، يمكن أن يواجه القطاع المصرفي تراجعاً في السيولة وخروجاً ضخماً للأموال من المنطقة، تصل قيمته إلى 221 مليار دولار. رغم ذلك، تملك البنوك الخليجية سيولة كافية للتكيف مع مثل هذه الضغوط.
التكنولوجيا المالية والنمو الاقتصادي:
يواصل قطاع التكنولوجيا المالية في الخليج تحقيق نمو ملحوظ، حيث تستثمر البنوك العالمية في شركات التكنولوجيا المالية في المنطقة. على سبيل المثال، حصلت شركة 'كوانتيكس تكنولوجي' على تمويل مدعوم بأصول من بنك 'سيتي غروب' لتوسيع نشاطها. كما تشهد الإمارات نمواً ملحوظاً في مجال الابتكار الرقمي، مما يعزز التنوع الاقتصادي ويزيد من فرص الاستثمار.
التوقعات المستقبلية:
من المتوقع أن تواصل البنوك الخليجية تحقيق ربحية جيدة في 2025، على الرغم من التأثير المعتدل لتخفيضات الفائدة. تبقى المخاطر المتعلقة بتقلبات أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية التحديات الرئيسية التي قد تؤثر على استقرار القطاع المصرفي. لكن التوقعات تشير إلى أن السيولة القوية وأوضاع التمويل الجيدة ستساعد في الحفاظ على استقرار القطاع المصرفي في دول الخليج.
ويواجه القطاع المصرفي في الإمارات ودول الخليج تحديات متعددة في 2025، بدءاً من انخفاض أسعار الفائدة إلى المخاطر الجيوسياسية. ومع ذلك، من المتوقع أن تظل البنوك في المنطقة قادرة على التكيف مع هذه التحديات بفضل الاستقرار الاقتصادي، والنمو في قطاعات مثل التكنولوجيا المالية، والقدرة على الحفاظ على مستويات السيولة المرتفعة.