شارك المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، في الاجتماع الوزاري الدولي الرابع لمؤتمر التعدين الذي انطلقت فعالياته اليوم في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وقد عقد الاجتماع الوزاري تحت عنوان "نحو اتفاق عام عالمي بشأن قطاع التعدين"، وتضمن جدول أعماله عدة موضوعات هامة، منها تسهيل عقد شراكات استثمارية في الدول المنتجة، الترويج للمشروعات ومناطق التعدين المحتملة في المستقبل، جذب الاستثمارات إلى قطاع التعدين، ودور المعادن في تطور صناعات الطاقة المتجددة.
وخلال كلمته أمام الاجتماع، أكد المهندس كريم بدوي على أن صناعة التعدين تساهم بشكل كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة. واستعرض المبادرات التي اتخذتها وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، مثل التزام شركات التعدين بإجراء تقييمات الأثر البيئي قبل بدء عمليات البحث والتنقيب عن المعادن، وتطوير برامج عمل للحد من الآثار السلبية المحتملة. كما تحدث عن اعتماد مبادئ الاقتصاد الدائري، وتشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة العمليات من خلال استخدام أحدث التقنيات الرقمية والمعدات الأكثر كفاءة لتقليل المخلفات والانبعاثات.
وتطرق الوزير إلى استراتيجية تطوير وتحديث قطاع التعدين المصري التي تم إطلاقها في 2018، مشيرًا إلى أن القطاع يشهد بالفعل بداية جني ثمار التحديث. كما أكد أن قطاع التعدين المصري يهدف إلى إصدار 300 ترخيص سنويًا، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 6%. وأضاف أن القطاع يعمل على إطلاق ثلاث مزايدات سنويًا لزيادة المساحة المرخصة للبحث والتنقيب، خاصة في الصحراء الشرقية حيث يتواجد الدرع النوبي. وأكد أنه يتم التركيز على تشغيل عدد من المناجم الجديدة خلال السنوات الخمس المقبلة.
كما أشار إلى "بوابة التعدين المصرية" التي سيتم إطلاقها قريبًا، والتي ستوفر بيانات جيولوجية تفصيلية ومعلومات شاملة حول التراخيص، وستلعب دورًا مهمًا في تعزيز الشفافية والتواصل بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والشركات والمستثمرين في قطاع التعدين.
وفي إطار تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، استعرض الوزير أيضًا محاور استراتيجية قطاع التعدين المصري لتعظيم الاستفادة من المعادن الحرجة في مجالات الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، مشيرًا إلى الزيادة الكبيرة في الطلب على هذه المعادن بسبب تزايد الحاجة لتقنيات الطاقة النظيفة. وأوضح أن مصر تعمل على تسريع الاستثمارات في الاستكشاف والبنية التحتية لدعم سلاسل التوريد المتعددة، مع التركيز على استراتيجيات الإنتاج المستدام والتوريد المسؤول للمعادن الحرجة.
وأشار إلى أهمية تطوير إطار إقليمي للتعاون في مجال المعادن الحرجة، مع بناء شراكات بين الحكومات وأطراف الصناعة لتبادل المعرفة والخبرات، وتطوير مشروعات تجريبية في سلاسل التوريد.
وفي نهاية كلمته، أكد المهندس كريم بدوي التزام مصر بممارسات التعدين المستدامة في جميع مراحل سلسلة القيمة، وتعزيز بيئة جاذبة للاستثمارات مع تعزيز التعاون الإقليمي لضمان مستقبل مزدهر ومسؤول بيئيًا لقطاع التعدين.
كما شارك الوزير في فعاليات افتتاح المعرض المصاحب لمنتدى التعدين الدولي، حيث تفقد الأجنحة الخاصة بوزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية وبعض الشركات السعودية والعالمية، بالإضافة إلى جناح قطاع التعدين المصري المكون من الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وشركة شلاتين للثروة المعدنية وشركة الوادي الجديد للثروة المعدنية "واديكو". تم استعراض إمكانيات شركات التعدين المصرية وسجلها الناجح في تنفيذ المشروعات داخل وخارج مصر، كما تم عرض الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
