تسعى مصر إلى زيادة إنتاجها البترولي بنسبة 8% خلال العام المالي المقبل 2025-2026، ليصل إلى 485 ألف برميل يوميًّا، في خطوة تهدف إلى تقليص الاعتماد على استيراد المنتجات البترولية وتوفير العملة الصعبة.
ووفقًا لمصدر مسؤول في الهيئة العامة للبترول ، فإن مصر تستهلك سنويًّا نحو 12 مليون طن من السولار و6.7 مليون طن من البنزين. وأوضح المصدر أن زيادة الإنتاج المحلي ستساهم بشكل كبير في خفض قيمة الاستيراد من المنتجات البترولية، ما يؤدي إلى تقليل الضغط على الاحتياطي النقدي من الدولار.
مشروعات جديدة واستثمارات متزايدة
وأشار المصدر في تصريح خاص لاهل مصر ،إلى أن الزيادة المتوقعة في الإنتاج تأتي مدفوعة بتوسعات في الحقول القائمة وبدء تشغيل حقول جديدة، لا سيما في منطقة خليج السويس. كما لفت إلى أن هناك زيادة ملحوظة في استثمارات الشركاء الأجانب، الذين حصلوا على حوافز جديدة لدعم عمليات الاستكشاف والإنتاج.
وتعمل في مصر 57 شركة متخصصة في البحث والاستكشاف والإنتاج، من بينها 8 شركات عالمية كبرى، و6 شركات مصرية، وأكثر من 12 شركة متخصصة في الخدمات البترولية والتكنولوجية.
حوافز جديدة لسداد المستحقات
وقدم قطاع البترول المصري حوافز جديدة للشركات الأجنبية، تتضمن السماح لها بتصدير جزء من الإنتاج الجديد لاستخدام عائداته في سداد المستحقات، بالإضافة إلى رفع سعر حصة هذه الشركات من الإنتاج. كما أشار المصدر إلى أن الحكومة المصرية تعهدت بسداد المستحقات المتأخرة للشركاء الأجانب لتشجيعهم على تسريع عمليات الاستكشاف.
وتركز مصر حاليًا على تعزيز التعاون مع شركتي "إيني" الإيطالية و"أباتشي" الأمريكية من أجل زيادة إنتاج الغاز الطبيعي، في محاولة لاستعادة الاكتفاء الذاتي بعد العودة إلى استيراد الغاز المسال بداية من 2024.
الطلب المحلي وخطط الاستيراد
وتبلغ احتياجات مصر اليومية من الغاز الطبيعي حوالي 6 مليارات قدم مكعب، بينما يصل الإنتاج المحلي إلى 4.2 مليار قدم مكعب يوميًّا. وتسعى الحكومة إلى رفع هذا الإنتاج إلى 4.8 مليار قدم مكعب بنهاية عام 2025.
وفي إطار سد الفجوة بين الإنتاج المحلي والطلب المتزايد، تخطط مصر لاستيراد ما بين 155 و160 شحنة من الغاز المسال خلال العام المقبل.
تمثل هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية متكاملة لتعزيز الأمن الطاقي المصري، والحد من الاعتماد على الاستيراد، وتحفيز الاستثمارات الأجنبية في قطاعي النفط والغاز، بما يساهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل.