تجاوز وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، الوقت الذي حدده لخطبة الجمعة في المساجد وهو 10 دقائق بسبب ظروف فيروس كورونا المستجد.
وخطب الوزير اليوم، في محافظة الشرقية وتحديدا في مسجد "الغنيمي" بكفر الغنيمي، بمنيا القمح محافظة الشرقية، إذ تحدث عن أن رمضان شهر القرآن وهو دعوة للتأمل فى عظمة كتاب الله عز وجل.
وظل الوزير يخطب على المنبر لمدة 19 دقيقة كاملة، أي أنه تجاوز وقت الخطبة المحدد بـ9 دقائق، مما أثار استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين نددوا بتحويل بعض الأئمة إلى التحقيق كل جمعة بسبب تجاوز وقت الخطبة المحدد.
جاء ذلك بحضور الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، والدكتور أحمد عبدالمعطى نائب محافظ الشرقية، واللواء إبراهيم عبد الغفار مدير أمن الشرقية، والشيخ مجدى بدران مدير مديرية أوقاف الشرقية، وعدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ بمحافظة الشرقية، والقيادات الأمنية والشعبية بالمحافظة، وبمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعى.
وفى بداية خطبته، أكد وزير الأوقاف أن هذا هو شهر الصيام والقرآن ، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَى رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فشَفِّعْنِى فِيهِ، وَيَقولُ الْقرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ"، فالقرآن هو كلام الله، من قال به صدق، ومن حكم عدل ، ومن استمسك به هدى إلى صراط مستقيم، فهو أحسن الحديث وأعذبه ، وأعظمه، وأصدقه، وأجمله، إذ يقول سبحانه: "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا"، ويقول سبحانه: "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا"، لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا: "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا"، وما أن سمع أحد الأعراب قوله تعالى: "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِى مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِى الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِى وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"، حتى قال: أشهد أن هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين، وإلا فمن ذا الذى يأمر السماء أن تقلع عن إنزال الماء فتقلع؟ ويأمر الأرض أن تبلع ماءها فتبلع؟ إنه رب العالمين ولا أحد سواه.
ثم ضرب الوزير نماذج على قدرة رب العالمين من الواقع ومن الكون حولنا ومن أنفسنا، إذ يقول سبحانه: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الْآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ"، مستشهدًا معاليه بقوله تعالى : “لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ"، أيظن خطأ وجهلا أو جحودًا أن لن نجمع عظامه، فليأخذ مثالًا من حياته ودليلًا عمليًّا على القدرة الإلهية غير المتناهية "بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّى بَنَانَهُ"، واختص النص القرآنى البنان دون سواه من الأعضاء كالوجه مثلًا، مع ما فيه من ملامح، فقد أثبت العلم الحديث فى كل بلاد الدنيا ، أنه من بين مليارات البشر منذ أن خلق الله الأرض إلى يوم الناس هذا، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لا يوجد تطابق بين بنان إنسان وبنان إنسان آخر ، فهذه البصمة لا يمكن أن تتطابق بين شخصين، لا ممن هم على قيد الحياة ولا من الأموات، حتى التوائم المتشابهة، والتوائم المتلاصقة، التى يصعب التفريق بينها، يُفرق بينها ببصمة البنان ، فمن الذى علم سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم ذلك منذ مايزيد 1.400 عام؟ إنه الواحد الأحد، فيا أيها الإنسان “مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ"، "أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا"، ولم يقل أنفقت، بل أهلكت وضيعت "أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ"، وكما بدأ أول خلق يعيده.