اعلان

حرب أكتوبر.. كيف ساهم علماء الأزهر في النصر وحقيقة تبشير النبي محمد به

انتصار 6 أكتوبر
انتصار 6 أكتوبر
كتب : أهل مصر

المشاركة في نصر أكتوبر لم تقتصر على الجنود الذين حملوا السلاح في مواجهة العدو فحسب، بل كان هناك رجال آخرون يعملون في الخفاء، لهم دور كبير بعد الله عز وجل في تحفيز الجنود وبث الروح والعقيدة في نفوسهم، مما ساعدهم على الاستبسال والوقوف بشموخ وصلابة أمام العدو المتغطرس.

وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال جهود رجال الأزهر الشريف في مصر خلال فترة الحرب، وخاصة بعد هزيمة 1967، حيث بدأ التحفيز المعنوي لمحاولة تجاوز آثار تلك الهزيمة القاسية التي لحقت بالجيش المصري.

انتصارات 6 أكتوبر

كما قام بعض العلماء بإلقاء خطب حماسية، مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ عبد الحليم محمود، الذين استعانت بهم القوات المسلحة في أثناء استعدادها للحرب، لتشجيع الجنود على الجهاد في سبيل الله.

وانطلقت كتائب الدعاة بين الجنود لتؤكد لهم أن النصر لا يتحقق بقوة السلاح وحدها، بل بقوة الإيمان، والصدق مع الله تعالى، ووضوح الهدف الذي يقاتل من أجله الإنسان وكان التوكل على الله هو الأساس، كما جاء في قوله: «بل الله مولاكم وهو خير الناصرين» وقد كانت رسالة المجاهدين في الميدان هي: إن ماتوا، ماتوا شهداء، وإن عاشوا، عاشوا بكرامة، فكانت صيحة المجاهدين في الميدان: 'الله أكبر'.

دور الأزهر في حرب أكتوبر المجيدة

يتجلى دور الأزهر في حرب أكتوبر المجيدة من خلال مشاركة شيخه وقيادته وعلمائه الأجلاء، الذين وقفوا جنبًا إلى جنب مع جنودنا البواسل، حيث قضوا الليالي معهم في المهاجع دعمًا لهم، ورفعًا لمعنوياتهم، وتعزيزًا لروحهم. وقد رسخوا في قلوبهم حب الوطن، مؤكدين أنه جزء لا يتجزأ من العقيدة، وأن الشهادة في سبيل الله دفاعًا عن الدين والوطن والعرض تُعد من أعظم الأعمال وأرفعها مكانة عند الله.

كما تقدم بعض علماء الأزهر لحمل السلاح، ليظهروا للعالم أن أبناء هذا الشعب، أفرادًا ومؤسسات، يشكلون يدًا واحدة في خندق واحد، يدافعون عن وطنهم ويحافظون على ترابه ومقدراته وبفضل الله، استعاد الوطن كرامته وهيبته وهذه هي عادة الأزهر دائمًا مع جيش مصر الأبي وجنوده البواسل في مواجهة الغزاة عبر التاريخ وسيظل الأزهر في جميع ميادين الجهاد ينشر الوعي، ويصحح المفاهيم، ويكافح التطرف بجميع أشكاله، ويدافع عن الأمة، ويحافظ على تراب الوطن.

يُعتبر نصر أكتوبر العظيم ملحمة عسكرية سطرها الجيش المصري الباسل برجاله الشجعان، حيث تمكن من اقتحام خط بارليف، محطماً الأسطورة التي روج لها الجيش الصهيوني عن نفسه كجيش لا يُقهر.

الشيخ حسن مأمون

وأشار الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، خلال تصريحات له، إلى أن من علماء الأزهر، الذين شاركوا في الحرب هم الشيخ حسن مأمون، شيخ الأزهر، والشيخ محمد الفحام، والشيخ الشعراوي، والشيخ العدوي، مؤكدًا أنهم قدموا إسهامات بارزة في تأهيل الجنود نفسيًا، مؤكدا أن نصر أكتوبر تحقق بفضل تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة.

من جانبه، ذكر الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الشيخ الراحل عبد الحليم محمود كان مهتمًا بمساهمة الأزهريين في معركة العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر.

وأوضح هاشم، أن الشيخ عبد الحليم محمود استعان بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة لتعزيز الروح المعنوية لأفراد قواتنا المسلحة.

وأشار إلى أنه خلال لقاء العلماء بالجنود في شهر رمضان أثناء الحرب، أفتى بعض الدعاة للجنود بجواز الإفطار نظرًا إلى حرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم، لكن بعض الجنود ردوا قائلين: 'لا نريد أن نفطر إلا في الجنة!'.

وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أن الشيخ عبد الحليم محمود، قبل حرب أكتوبر المجيدة، رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعبر قناة السويس برفقة علماء المسلمين وقواتنا المسلحة.

وقد استبشر بذلك خيرًا وأيقن بالنصر، وأبلغ الرئيس السادات بتلك البشارة، مقترحًا عليه اتخاذ قرار الحرب مع طمأنته بالنصر ولم يكتف بذلك، بل توجه بعد اندلاع الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، حيث ألقى خطبة مؤثرة حث فيها الجماهير والحكام على أن حربنا مع إسرائيل هي حرب في سبيل الله، وأن من يموت فيها شهيدًا ينال الجنة، بينما من يتخلف عنها ويموت فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.

شن الحرب ضد القوات الصهيونية

وأضاف أن نتيجة الإعداد الجيد الذي قام به الجيش المصري، بالإضافة إلى طمأنة الدكتور عبد الحليم محمود للرئيس وحفزه على شن الحرب ضد القوات الصهيونية التي تحتل جزءًا عزيزًا من أرض مصر، كانت هي ما أسفرت عنه حرب أكتوبر المجيدة من نصر كبير.

وأشار إلى أن الدكتور محمود جامع تناول هذه الواقعة أيضًا في كتابه 'كيف عرفت السادات؟'، حيث كتب: 'لا ننسى أنه بشرنا بالنصر في أكتوبر 73 عندما رأى حبيبه رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام وهو يرفع راية النصر'.

يُعتبر الإمام الأكبر حسن مأمون، شيخ الأزهر الراحل، أول من اقترح منع تصدير البترول للعدو قبل حرب أكتوبر بست سنوات تولى مشيخة الأزهر بقرار جمهوري في 17 ربيع الأول 1384هـ / 26 يوليو 1964م، خلفًا للإمام الشيخ محمود شلتوت.

استمر في أداء مهامه لمدة خمس سنوات حتى عام 1969م، حيث تدهورت حالته الصحية، فطلب من المسؤولين إعفاءه من منصبه، وتمت الاستجابة لطلبه، ليبقى في منزله كان للشيخ نشاط ملحوظ في المجالات الاجتماعية والسياسية، حيث حرص على غرس قيم التضحية والفداء في نفوس أبنائه منذ صغرهم، وقد استجابوا لذلك.

وفي مذكراته، يروي الشيخ مأمون أنه في عام 1375هـ / 1956م، أثناء العدوان الثلاثي على مصر، كان يقود السيارة على جسر كوبري قصر النيل برفقة أصغر أبنائه (طالب في كلية الهندسة). وعندما رأى بعض الشباب يقومون بحراسة الكوبري، شعر بالحزن لأنه كان يقود السيارة، فقال له: 'ما دام شعورك هكذا، فأنزل من السيارة واذهب لأداء واجبك، 'ولم يتردد الابن في تنفيذ الوصية، حيث تولى حراسة كوبري مسطرد ولم يعد إلا بعد تحقيق النصر.

تظل مواقفه الإسلامية والوطنية حاضرة في ذاكرة التاريخ وذاكرة الأزهر، خاصة عندما كان قاضيًا لقضاة السويس.

عندما خطط اليهود لإحراق المسجد الأقصى، أطلق الإمام حسن مأمون نداءً قوياً إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم في هذا النداء، أكد أن الله قد فرض الجهاد على كل مسلم في مواجهة أي اعتداء على أي بلد إسلامي، وأن هذا الجهاد واجب حتى يتم استعادة كل شبر من الأراضي التي احتلها العدو.

المسجد الأقصى

وأشار إلى أن إحراق بيت من بيوت الله، وخاصة المسجد الأقصى الذي يُعتبر أولى القبلتين وثالث الحرمين، هو جريمة عظيمة لا تُغتفر لكل من يتقاعس أو يتخاذل في الدفاع عنه.

كما دعا الإمام حسن مأمون الشعوب الإسلامية إلى التصدي لأعداء الإسلام، قائلاً: 'أيها المجاهدون، لا تتوانوا عن القتال لطرد العدو من أراضيكم، ومنعه من الاستمرار في احتلالها، لأن أي محاولة من الاستعمار لاحتلال أي جزء من البلاد الإسلامية هي محاولة باطلة شرعاً، لا يقرها الإسلام، ولا يرضاها الله ورسوله'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً