شريان الحياة القناوية.. "قطار القصب" أسطورة توارثتها الأجيال

شريان الحياة القناوية.. "قطار القصب" أسطورة توارثتها الأجيال

قطار القصب في محافظة قنا
قطار القصب في محافظة قنا

يمثل قطار القصب في محافظة قنا رمزًا للتكامل بين الإنسان والطبيعة، وجسرًا يربط بين الحقول والمصانع، ليؤكد أهمية هذا المحصول الحيوي في حياة الملايين، وبينما تستمر قاطراته في السير، تبقى قصته شاهدًا على التاريخ الزراعي والاقتصادي للمحافظة، حيث يؤدي دوره الحيوي كوسيلة نقل رئيسية لمحصول يعد هو العمود الفقري للاقتصاد الزراعي في هذه البقعة.

قطار القصب بمحافظة قنا

يبدأ موسم القصب في شهر يناير من كل عام، حيث يتم جمع المحصول من الحقول المنتشرة في مراكز محافظة قنا مثل قفط، نجع حمادي، ودشنا، ثم يتم تحميل القصب على عربات القطار، والتي غالبًا مايكون فيها شكل العربات مكشوفة، لينقل القطار المحصول إلى مصانع السكر.

تزويد القطار بالرمال

كيف يعمل القطار؟

يعد قطار القصب واحدًا من أغرب القطارات في مصر، حيث يسير على خط خاص به، ويمتد هذا الخط على مسافة تصل إلى 500 كيلومتر، ويقوم بنقل ما يقرب من مليون طن من المحصول، وما يميز هذا القطار عن غيره هو استخدامه للرمال كوسيلة لزيادة الاحتكاك بين عجلات القطار والقضبان، ويُشاهد للعامة العاملون على القطار وهم يضعون الرمال من براميل خاصة أمام العجلات أثناء سير القطار، لتسهم هذه التقنية في تقليل تآكل العجلات والقضبان وزيادة سرعة القطار.

قطار القصب يسير بين القرى

ويسير القطار في القرى والنجوع، ليتحول إلى مشهد مألوف يجسد جزءًا من الحياة اليومية في هذه الفترة، ومن ثم تجد الأطفال يلوحون للقطار، فيما يراقب المزارعون عرباته المحملة بالقصب وكأنها تحمل جل آمالهم، نظرًا لأن زراعة القصب مصدر رزق أساسي لآلاف الأسر في قنا، ويعمل القطار على تسهيل عملية النقل وخفض تكاليفها مقارنةً بوسائل النقل الأخرى.

قطار القصب

كما يساهم قطار القصب في تسريع دورة الإنتاج، مما يضمن وصول المحصول طازجًا إلى المصانع، و هذا النظام يحقق توازنًا بين المزارعين والمصانع ويعزز الاقتصاد، وعلى الرغم من الدور الحيوي الذي يلعبه القطار، إلا أن هناك تحديات تواجهه، مثل الحاجة إلى تطوير السكك الحديدية وصيانة العربات، و زيادة المطالبات بكفاءة القطار لتجنب أي تأخير يؤثر على جودة المحصول.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً