أثار كتاب كاملات عقل ودين، للكاتبة 'أسماء عثمان الشرقاوي' جدلًا واسعًا، خاصة في الأوساط الدينية والأكاديمية، نظرًا لما يتضمنه من آراء اعتبرها البعض انتقاصًا من السنة النبوية، حيث يعيد الكتاب تفسير بعض الأحاديث النبوية وينتقد بعض المفاهيم المرتبطة بالمرأة في الإسلام، ويتناول الكتاب مفهوم 'ناقصات عقل ودين' من منظور مختلف، حيث ترفض التفسير التقليدي لهذا الحديث الذي يقول 'ناقصات عقل ودين' وتعتبره جزءًا من منظومة اجتماعية تاريخية، أسهمت في تقليل مكانة المرأة.
كتاب كاملات عقل ودين
يطرح كتاب كاملات عقل ودين تساؤلات جريئة حول المرأة في الإسلام والسنة النبوية، ويرى البعض أن كتاب كاملات عقل ودين، يفتقر إلى الدقة العلمية في تناول النصوص الدينية، ومع ذلك يعكس الكتاب اتجاهًا متزايدًا لإعادة قراءة التراث الإسلامي من منظور حديث، وهو ما يثير تساؤلات أوسع حول حدود الاجتهاد والتفسير في الفكر الإسلامي المعاصر.
غلاف كتاب كاملات عقل ودين
جدل كبير حول كتاب كاملات عقل ودين
تعرض كتاب كاملات عقل ودين لحالة كبيرة من الجدل، حيث لاقى ردود فعل متباينة، تمثل أبرزها فيمايلي:
أولًا: التيار المحافظ و الشرعيون
اعتبر التيار المحافظ والعلماء الشرعيون، أن الكاتبة تجاوزت حدود النقد البناء إلى التشكيك في مصادر التشريع الإسلامي، مما يجعل طرحها يتقاطع مع الخطابات النسوية، التي تسعى إلى إعادة تفسير النصوص الدينية وفق أيديولوجيات حديثة.
ثانيًا: المفكرون التنويريون
بينما رأى المفكرون التنويريون، أن الكتاب يمثل قراءة جريئة تحاول كسر القيود التقليدية المفروضة على المرأة، وأنه يفتح باب الاجتهاد في القضايا النسوية داخل الإسلام، الأمر الذي يعيد التفكير في العديد من الكتب التي صدرت مخالفة إلى هذا الرأى الجريء .
ثالثًا: القراء العاديون
انقسمت آراؤهم بين مؤيد يرى أن الكتاب يطرح قضايا مهمة للنقاش، ومعارض يرى أنه يتعمد إلي عنق النصوص الدينية ليناسب أطروحات فكرية معينة، على الجميع أن يقف بصددها، حتى تبقى مسيرة العطاء مستمرة وقطع الشك الذي يمكن أن يؤدي إلى تشكيك في ثوابت الدين الحنيف.
جدل حول كتاب كاملات عقل ودين
سحب كتاب كاملات عقل ودين من معرض الكتاب
أعلنت دار السراج للنشر والتوزيع عن سحب الكتاب وإيقاف نشره، في استجابة سريعة للجدل الذي أثاره عنوان الكتاب، والذي صدر خلال فعاليات الدورة الـ 56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، جاء القرار بعدما رأى البعض أن عنوان الكتاب يتناقض مع الحديث النبوي الشريف الذي يصف النساء بعبارة 'ناقصات عقل ودين'.
و أكدت دار السراج أنها لم تكن تنوي الإساءة إلى الحديث النبوي أو التقليل من قيمته، مشيرة إلى أن الهدف من الكتاب كان مناقشة الآراء المتداولة حول هذا الموضوع وليس الطعن في النصوص الدينية، ومع ذلك، أوضحت الدار أن الرفض الواسع لهذه الفكرة دفعها إلى سحب الكتاب احترامًا لمشاعر القراء وتقديرًا للحوار الثقافي المسؤول.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
