مواكب سلطانية وذهب منثور.. أشهر رحلات حج الخلفاء عبر التاريخ

يعد الملوك والخلفاء لرحلات حجهم مذاق خاص، وفخامة من نوع آخر، حيث يختلف شكل الموكب السلطاني أوالخلافي ومنها رحلات لا يزال العالم شرقًا وغربًا، يذكرها في حولياته، وتكشف السطور التالية أبرز رحلات حج الخلفاء والسلاطين وملوك المسلمين.

هارون الرشيد

هارون الرشيد

يعتبر أشهر الخلفاء الذين حجوا لبيت الله الحرام، هو الخليفة العباسي هارون الرشيد، حيث كان حجه أشهر حج الخلفاء، فكان يحج عاماً ويغزو عاماً، وذكروا له ثلاث عشرة حجة إلي البيت الحرام، رغم مشقة الحج والذي كانت تبدأ رحلته أول شهر شوال وتنتهي في نصف المحرم.

ووردت العديد من القصص حول حج الرشيد أبرزها، أنه أراد ذات عام أن يقضي الاعتكاف الرمضاني في المسجد النبوي، فسافر في منتصف شهر شعبان، وظل مقيماً بأرض الحرمين مكة والمدينة حتي انتهت شعائر الحج.

وجرت عادته على عكس حج الخلفاء، أنه يصاحبه في رحلة الحج عدد كبير من الفقهاء وأبنائهم قدر عددهم بمائة، وإذا لم يحج يخرج بدلا منه في كل سنه ثلاث مائة رجل بالنفقة السابغة والكسوة الظاهرة.

وتعتبر من أشهر القصص التي سجلت حول الرشيد أنه حج ماشيًا بسبب قسمه لأخيه الهادي، بأنه إذا مات لن يتزوج جاريته 'غادر' وإذا فعل يحج ماشيًا عندما توفى الهادي خطبها وأبر بقسمه وحج ماشيًا.

حج الخليفة المهدي

الخليفة المهدي

يأتي بعده في الشهرة والده الخليفة المهدي، حج سنة 160هـ/776م ومعه ثلاثون راحلة، وهو يمشى على رجليه حتى وقف بعرفات فأعتق ثلاثين مملوكًا وحملهم على ثلاثين راحلة وأمر لهم بثلاثين ألفًا.

ونزع المهدى كسوة الكعبة وكساها كسوة جديدة، وأنفق المهدى على أهل الحرمين ثلاثين ألف ألف درهم '٣٠مليون درهم' سوى ما وصل إليه من مصر، وهو مبلغ ثلاثمائة ألف دينار عينًا، ومن اليمن مائتي ألف دينار عينًا.

شجرة الدر

شجرة الدر

كانت أول سلاطين المماليك الذين حجوا إلي بيت الله الحرام هي شجرة الدر، وعندما حجت كانت تركب جملًا، يحمل هودجًا فخمًا مرصعًا بالجواهر، وهذا الهودج كان يدل على حجم الدولة المصرية آنذاك.

السلطان قايتباي

قلعة قايتباي

يعتبر قايتباي من أكثر السلاطين الذين حجوا الي بيت الله الحرام ورعًا، وحج سنة 881هـ، فكان قدومه إلى المدينة المنورة في موسم 884هـ / 1479م قدوم المؤمنين الأتقياء، فترجل عند دخوله المدينة المنورة وامتنع عن دخول الحجرة الشريفة، وقال: 'لو أمكنني الوقوف للزيارة في أبعد من هذا الموضع لفعلت'، وقام بتجديد وتوسعة الحرب النبوي، وعندما قام قايتباي عام 884 هـ بالطواف حول الكعبة وتقدم لتطويفه وتلقينه الادعية القاضي إبراهيم بن ظهيرة.

الملك المظفر الرسولي

الملك المظفر الرسولي

يعتبر الملك المظفر الرسولي، أبرز ملوك الدولة الرسولي، الذين حجوا الي بيت الله الحرام، وعام 656 هـ كسى المظفر الكعبة المشرفة من داخلها وخارجها بعد انقطاع ورودها من بغداد بسبب دخول المغول اليها، وبقيت كسوته الداخلية حتى سنة 761 هـ، وجدد رخام الحعبه وقد كتب ذلك على لوح رخامي داخل الكعبة.

مانسا موسى

منسا موسى

يعتبر مانسا موسى، أشهر ملوك مملكة مالي، وأشهر الملوك الأفارقة الذي حجوا الي بيت الله الحرام، حج موسى لمكة عام 1324م، عبر القاهرة، واستقبله المماليك في القاهرة بحفاوة بالغة.

كان موسى يتصدق طوال رحلته وخلال إقامته بالقاهرة على الفقراء بقطع من الذهب، وقد انخفض سعر الذهب بالعالم إثر رحلة الحج تلك لكثرة ما وزع من الذهب، ويكشف المؤرخ المملوكي العمري المعاصر لرحلة حجه أن مانسا موسى اضطر للاقتراض في نهاية رحلة حجه لنفاذ الذهب الذي أحضره معه.

السلطان علي دينار

السلطان علي دينار

بزغ أيضًا من أسماء السلاطين الحجاج في إفريقيا السلطان علي دينار 1856 - 11 محرم 1335 هـ / 6 نوفمبر 1916)، آخر سلاطين دولة الفور من السلالة الكيراوية والتي حكمت سلطنة دارفور، ولا يعود سر شهرته لرحلة حجه بل لكثرة ما قدمه من أعمال للحرمين.

وأقام علي دينار، في مدينة الفاشر عاصمة دارفور، مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وأرسلها للحرمين الشريفين، طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلي مكة المكرمة.

وينسب إليه حفر أبيار علي ميقات أهل المدينة للإحرام للحج والعمرة جوار المدينة المنورة وتجديد مسجد ذو الحليفة.

حج الظاهر بيبرس

مسجد الظاهر بيبرس

حج السلطان الظاهر بيبرس، بشكل سري عام ٦٦٦، حتى يضمن عدم حدوث انقلابات ضده، ومن الطريف أن أمير مكة كان يدعوا لحكام تونس، وحين جاء أمير المحمل المصري، رفض أمير مكة دخول المحمل، وحين هدده أمير المحمل بأنه لا يخاف من غضب السلطان، قال له فلياتيني السلطان بخيل أبلق.

ولم يكذب بيبرس، خبر ودخل إلي عرفة على خيله، وعندما سأله أمير مكة من هو قال له أنه السلطان، وطلب منه ألا يمنع أحد من دخول مكة، وأن يدعوا له على المنابر.

الملك المجاهد علي بن داوود

الدولة الرسولية

بينما أغرب حادثة وقعت لملك أثناء الحج، كانت للملك المجاهد سيف الدين علي (721-764هـ)، أحد ملوك الدولة الرسولية، عندما حدثت بعض الفتن والاضطرابات في دولته، وعندما خرج المجاهد إلى الحج سنة 751هـ، وأجبر على الذهاب إلى مصر ولم يتمكن من العودة إلى اليمن إلا بعد عام، بسبب الاضطرابات في بلده.