ذكريات يدونها التاريخ على مدار السنوات القادمة، حين يأتِ ذكرى حرب أكتوبر1973 التى انتصرت فيها القوات المسلحة، على العدوان الإسرائيلي، واسترداد سيناء الغالية لدى المصريين، فى كل مدينة وقرية ونجع بطولة بطل من جنود القوات المسلحة، ضحى بروحه من أجل تراب الوطن.
ففى مدينة دكرنس التابعة لمحافظة الدقهلية، أسد الطيران المصرى، الشهيد حمزة المحمدي السحيتى الذي شارك في الضربة الجوية الأولى والسرب المقاتل متعدد المهام رقم 82، ولد حمزة السحيتى في أبريل 1948 بمدينة دكرنس وكان يعشق الجيش ويتمنى الخدمة به، خاصةً بمجال الطيران، بالرغم من اعتراض والده، لكنه التحق بالكلية الجوية عام 1968.
وبعد خروجه من الكلية الجوية، تم تشكيل السرب 82 المقاتل في أواخر عام 1972 تحت قيادة اللواء الجوي رقم 203، وتم انتقاء طياري هذا السرب المقاتل متعدد المهام من طيارات المقاتلات القاذفة من طراز 'سوخوي 7' و'ميج 17'، وكان هؤلاء الطيارين في الغالب حديثي التخرج في الكلية الجوية بعد حرب الاستنزاف عام 1970.
وحين دقت طبول المعركة، في السادس من أكتوبر 1973، تمركز السرب بمطار أبو حماد، وجلس قائده 'منير فهمي برسوم' يلقن الطيارين مهامهم بالضربة الجوية الأولى، وكان من بينهم البطل حمزة السحيتى.
أسد الطيران كما يلقبونه استشهد فى 8 أكتوبر 1973 بمطار المليز في سيناء أثناء عودته من مهمة كلف بها، وكان قد اشتبك مع طائرات للعدو وأصيب بصاروخ، وعلى الرغم من طلب الموجه منه أن يقفز من الطائرة، فإنه رفض ورد عليه 'انت عايزني أبقى أسير عندهم'، وقرر أن يقوم بعملية استشهادية ونزل المطار بالطائرة من أجل الإنتصار على العدو واستشهد.
لم تأتى ذكرى حرب أكتوبر إلا وذكر أسد الطيران حمزة السحيتى، الذى فضل ان يضحى بروحه من أجل الوطن ومن أجل الانتصار على العدو، كرمت الدولة الشهيد البطل وأسرته، وتم انشاء له مدرسة إعدادية تحمل أسمه بجوار منزله.
تقول شقيقته سلوى السحيتى، نفخر بشقيقي البطل الذي نظل نعيش على أسمه مدى الحياة، كل يوم نكتشف شجاعته من زملائة الذين يتحدثون معنا هاتفيا فى ذكرى وفاته كل عام، مؤكده أن شقيقها كان عاشقا للطيران المصرى، والتحق بكلية الطيران حبا فيها بالرغم من ان والدته لم تكن راضية عن التحاقه بالكلية، ولكن كان طموحا، ولديه رغبة في أن يكون مشاركا فى الحرب، وبالفعل شارك واستشهد وسُجل فى التاريخ بحروف من ذهب.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
